في تطور مفاجئ هز الأوساط السياسية والإعلامية السورية، أثار مصير المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية، لونا الشبل، جدلاً واسعاً وتساؤلات عديدة. فبينما أعلن المكتب السياسي والإعلامي برئاسة الجمهورية عن تعرضها لحادث سير، يؤكد خبراء أن الحقيقة قد تكون أكثر إثارة للقلق، مشيرين إلى احتمالية اغتيالها.

وفقاً للبيان الرسمي الصادر عن وكالة “سانا”، تعرضت الشبل، لحادث على أحد الطرق المؤدية إلى دمشق عصر أمس الثلاثاء. لكن سرعان ما أثار هذا التصريح المقتضب شكوكاً حول ملابسات الحادث وتوقيته، خاصة في ظل الدور الحساس الذي تلعبه الشبل في الساحة السياسية السورية.

يأتي هذا الحدث في وقت تشهد فيه المنطقة توترات سياسية متصاعدة، مما يضفي مزيداً من الغموض على القضية. وبينما تتضارب الروايات وتتعدد التحليلات، يبقى السؤال الأهم: ما هي الحقيقة وراء ما حدث للونا الشبل؟ وهل كان حادثاً عرضياً أم عملاً مدبراً يخفي وراءه أبعاداً سياسية أعمق؟

مستشارة الأسد بالعناية المشددة

بعد الإعلان عن الحادثة الدراماتيكية للمستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية، لونا الشبل، ذكرت الوكالة السورية، أن الحادث أسفر عن إصابات بالغة الخطورة، مما استدعى نقلها على وجه السرعة إلى العناية المركزة في أحد مستشفيات المدينة.

صورة لسيارة لونا الشبل بعد الحادث - إنترنت
صورة لسيارة لونا الشبل بعد الحادث – إنترنت

شهود عيان وصفوا المشهد بالمروع، حيث انحرفت السيارة التي كانت تقل الشبل بشكل مفاجئ  في منطقة يعفور بعد أن صدمتها سيارة مصفحة صدمت السيارة لتخرج عن مسارها وتتعرض لسلسلة من الاصطدامات العنيفة. 

هذا التسلسل المأساوي من الأحداث أدى إلى إصابة المستشارة بجروح وصفت بالخطيرة، مع التركيز بشكل خاص على إصابة في الرأس نتج عنها نزيف حاد.

وسط تضارب الأنباء وانتشار الشائعات، سارعت مصادر مقربة من الشبل إلى نفي الأخبار المتداولة عن وفاتها. وفي حديث لإذاعة “المدينة أف أم” المحلية، أكدت هذه المصادر أن المستشارة لا تزال على قيد الحياة، وإن كانت حالتها توصف بالحرجة. 

حادث اغتيال!

الصحفي والمحلل السياسي السوري أنور عبد النور، وصف الحادث بحبكة فيلم سياسي، فوفقا لحديثه فإن الشبل حاليًا ترقد في مشفى الشامي بدمشق في حالة وصفت بالخطيرة للغاية، مع توقعات قاتمة بشأن إمكانية مغادرتها المستشفى.

المستشارة السياسية للرئيس السوري بثينة شعبان على اليمين والممثل السوري مصطفى الخاني وسط والمستشارة الإعلامية لرئاسة الجمهورية لونا الشبل يسار - إنترنت
المستشارة السياسية للرئيس السوري بثينة شعبان على اليمين والممثل السوري مصطفى الخاني وسط والمستشارة الإعلامية لرئاسة الجمهورية لونا الشبل يسار – إنترنت

وفي سيناريو يثير الشكوك، تم نقل الشبل بسرعة من مستوصف قرى الأسد، القريب من موقع الحادث “المشبوه”، إلى مشفى الشامي. 

وصلت المستشارة إلى المستوصف الأول وهي بين الحياة والموت، لتصل سيارة إسعاف من مشفى الشامي بعد دقائق معدودة لنقلها في عملية بدت وكأنها سباق مع الزمن.

وفي تطور لافت، غاب زوج الشبل، عمار ساعاتي، عضو القيادة المركزية السابق لحزب “البعث”، عن المشهد. وهذا مرتبط بانتشار صورة قرار موقع من وزير التعليم العالي في حكومة دمشق يقر إنهاء خدمات ساعاتي وتصفية حقوقه.

ويضيف الصحفي والمحلل السياسي السوري أنور عبد النور بعدًا جديدًا للقصة، كاشفًا عن امتلاك الشبل لمنتجع في سوتشي الروسية، وعن خطط سفر كانت قيد الإعداد. لكن في منعطف مفاجئ، تم إيقاف معاملة سفر ساعاتي الأسبوع الماضي، وأُبلغ بمنعه من مغادرة البلاد. ما يشير إلى أن هناك خيوط خفية تربط بين هذه الأحداث المتسارعة.

خائنة لإيران؟

وفق مصادر صحفية، فإنه بالتزامن مع حادث تحطم مروحية الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، في مايو/أيار الفائت، قامت استخبارات “الحرس الثوري” الإيراني بعملية مداهمة جريئة للقصر الجمهوري، مستخدمة سيارات إسعاف كغطاء، لاعتقال شبكة من الضباط المقربين من لونا الشبل، المستشارة الخاصة للرئيس بشار الأسد.

وسط هذه الأجواء المشحونة، برزت أسماء بارزة في قائمة المعتقلين، من بينهم العقيد جعفر الصالح من لجنة مكافحة الفساد، والعقيد منهل سليمان من الحرس الجمهوري. 

وفي تطور لافت، وقبل أسبوع اعتقلت استخبارات “فيلق القدس” العميد ملهم الشبل شقيق لونا الشبل، وتم الكشف عن اتهامات خطيرة بالتجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل، مما يضيف بعدًا جديدًا لهذه القضية المعقدة.

لونا الشبل، الشخصية المحورية في هذه الأحداث، لها تاريخ حافل بالتحولات المثيرة. من استقالتها المفاجئة من قناة الجزيرة في 2010، إلى ظهورها اللافت في مؤتمر جنيف-2، وصولاً إلى تعيينها كمستشارة خاصة للرئيس الأسد في 2020.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات