في ظل الهجوم الأوكراني المباغت داخل الأراضي الروسية، يبدو أن أحداثاً نادرة باتت تجري في روسيا، إذ أعلنت الهيئة الناظمة للاتصالات في روسيا “روسكومنادزور” أن خدمتَي الرسائل على منصتي “تلغرام” و”واتساب” شهدتا انقطاعاً واسع النطاق في البلاد، اليوم الأربعاء.
وفي سياق آخر، أعلنت السلطات الروسية، اليوم الأربعاء، تعرض موسكو “لأكبر هجوم بطائرات مسيرة أوكرانية حتى الآن” منذ بدء الحرب عام 2022، قائلة إنه تم “تدميرها جميعاً”.
هجوم إلكتروني في روسيا
وقالت في بيان، “سجَّل مركز مراقبة شبكة الاتصالات العامة في 21 آب/ أغسطس، اعتباراً من الساعة الثانية بعد الظهر، انقطاعاً واسع النطاق في تشغيل تطبيقَي الرسائل (تلغرام) و(واتساب)”.
وأكدت الهيئة الناظمة للاتصالات في روسيا، بحسب ما أوردته “أ ف ب”، أن “هجوماً إلكترونياً تسبب بهذا الحادث النادر.
وبعد دقائق، أكدت الهيئة الروسية أن هذه الاضطرابات مرتبطة بـ”هجوم (DDoS) ضد مشغلي الاتصالات الروس”، طبقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.
هذا وتُعدّ هجمات “DDoS” أو “حجب الخدمة” طريقة بسيطة نسبياً لتعطيل نظام عبر إغراقه بطلبات الدخول إليه.
وأفادت “روسكومنادزور” في بيان آخر: “في الساعة 15:00 (12:00 بتوقيت غرينتش)، تم صد الهجوم، وتعمل الخدمات بشكل طبيعي”، من دون أن تحدد هوية منفّذ الهجوم الإلكتروني.
ويُعدّ حدوث أعطال إلكترونية مماثلة أمراً نادراً في روسيا. ومنذ بدء الغزو الروسي على أوكرانيا، في شباط/ فبراير 2022، عزز “الكرملين” سيطرته بشكل كبير على القطاع الرقمي، الذي تأثر بشدة بالعقوبات الغربية.
كذلك عززت الحكومة الروسية سيطرتها على الإنترنت في البلاد، وحظرت عدداً من المواقع والشبكات الاجتماعية الغربية حيث كان بإمكان منتقدي الكرملين التعبير عن أنفسهم بحرية، مثل “فيسبوك” و”إنستغرام” و”إكس/ تويتر”.
ومع ذلك، بقيت هذه المواقع متاحة في روسيا عبر استخدام خدمة “في بي إن” (VPN). ولم يُحظر منصة “يوتيوب”، لكن شائعات بشأن حظره تكررت، خصوصاً أن “روسكومنادزور” اتهمت، في آذار/ مارس 2022، “يوتيوب” و”غوغل” مالكة الموقع بالقيام بأنشطة “إرهابية”.
هذا ومنذ شباط/ فبراير 2022، تعرضت كييف من جانبها مراراً لهجمات إلكترونية واسعة، استهدفت خصوصاً مواقعها الحكومية. وتُكرر السلطات أن لديها أدلة على تورط موسكو، لكن الأخيرة تنفي ذلك.
“أكبر حتى الآن”
قالت وزارة الدفاع الروسية إنها دمرت 45 طائرة أوكرانية مسيرة، مساء الثلاثاء، مضيفة أن 11 مسيرة دمرت فوق منطقة موسكو، و23 فوق بريانسك، و6 مسيرات فوق بيلغورود، و3 فوق كالوغا، واثنتين فوق كورسك، وفق وكالة “أسوشيتد برس” الأميركية.
وذكر عمدة موسكو، سيرغي سوبيانين، على قناته بتطبيق “تلغرام”: “كانت هذه واحدة من أكبر المحاولات على الإطلاق لمهاجمة موسكو باستخدام طائرات مسيرة”.
وأضاف، وفق ما نقلته “الحرة” عن الوكالة الأميركية، أن جميع المسيرات دُمرت، لتمركز دفاعات قوية حول العاصمة.
ونشرت بعض قنوات التواصل الاجتماعي الروسية مقاطع مصورة لمسيرات دُمرت على ما يبدو بواسطة أنظمة الدفاع الجوي.
وإزاء ذلك قال حاكم مقاطعة بريانسك، ألكسندر بوغوماز: “هناك هجوم جماعي على بريانسك، لكننا نجحنا في تدمير 23 طائرة مسيرة”.
هذا وكان التوغل الأوكراني الأخير في عمق الأراضي الروسية بمثابة مفاجأة، وأدى لتغيير ديناميكي على جبهة القتال، لكن لم يتضح إلى متى ستتمكن أوكرانيا من الاحتفاظ بالأراضي التي استولت عليها في كورسك.
وبحسب ما نقلته “الحرة”، ذكر “معهد دراسات الحرب”، ومقره واشنطن، في تقريره اليومي مساء الثلاثاء، إن الأوكرانيين “حققوا تقدماً إضافياً في توغلهم”، الذي دخل أسبوعه الثالث الآن.
وتأتي المكاسب في كورسك بالتزامن مع استمرار أوكرانيا في خسارة الأرض بمنطقة دونباس الصناعية، شرقي البلاد.
وأفادت وكالة الأنباء الروسية الرسمية “تاس”، بأن 31 شخصاً لقوا حتفهم منذ بدء هجوم أوكرانيا على روسيا في 6 آب/أغسطس، نقلاً عن مصدر طبي لم تفصح عنه، وهي إحصائيات لم يتسن لـ”أسوشيتد برس” التحقق منها.
وقالت الوكالة إن 143 شخصاً أصيبوا بجروح، بينهم 79 نقلوا إلى مستشفى لتلقي العلاج، منهم 4 أطفال.
وقف المحادثات
ووسط هذه الهجمات، أكد دميتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، اليوم الأربعاء، أن التوغل الأوكراني داخل منطقة كورسك الحدودية يعني أنه لن يكون هناك محادثات بين موسكو وكييف حتى تُهزم أوكرانيا تماماً.
كما أردف في تعليق على منصة “تلغرام” الاجتماعي “انتهت الثرثرة الفارغة للوسطاء الذين لم يوكلهم أحد لإحلال السلام، فالأمور باتت واضحة للجميع”.
كذلك أكد أنه “لن تكون هناك مفاوضات بعد الآن حتى هزيمة كييف تماماً”. وجاء موقف ميدفيديف بعدما اتهمت المخابرات الخارجية الروسية أجهزة مخابرات من الولايات المتحدة وبريطانيا وبولندا بالمشاركة في الإعداد للتوغل الأوكراني في كورسك. وزعمت أن “الوحدات المشاركة في هذا الهجوم، خضعت لتنسيق قتالي في مراكز تدريب ببريطانيا وألمانيا”.
في حين كان البيت الأبيض قد أعلن في وقت سابق أنه لم يتلق إخطاراً مسبقاً من كييف بأنها تخطط لتوغل عسكري في كورسك.
- فصائل المعارضة تبسط سيطرتها على معظم محافظة درعا.. ماذا عن السويداء؟
- ضغط تركي روسي على الأسد للرضوخ لحل سياسي.. ما السيناريوهات المحتملة؟
- تشكيل “غرفة عمليات عسكرية” في درعا.. ما دور السويداء والقنيطرة؟
- نضال حماة مع عائلة الأسد: تاريخٌ من الدم انتهى بالأمس؟
- إذا رفض الأسد الحل السياسي.. ما الوجهات التي قد يهرب إليها؟
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.