بعد توغل القوات الأوكرانية في روسيا وسيطرتها على بعض المواقع، يبدو أنها تحرز تقدماً نحو السيطرة على مناطق جديدة. وأعلن  قائد الجيش الأوكراني، أولكسندر سيرسكي، الثلاثاء، أن قوات أوكرانية سيطرت على مئة بلدة و1294 كيلومتراً مربعاً في منطقة كورسك الحدودية الروسية.

بالإضافة إلى أسر القوات الأوكرانية لـ 594 جندياً روسياً منذ بدء هجومها المباغت قبل ثلاثة أسابيع على كورسك الروسية، وفق ما أفادته وكالات الأخبار.

وقال سيرسكي خلال منتدى في كييف “حتى اللحظة، سيطرنا على 1294 كلم مربعاً من الأراضي ومئة بلدة… تم أسر 594 عنصراً من القوات المسلحة الروسية في هذه المنطقة”.

القوات الأوكرانية في كورسك

وبحسب صحيفة “واشنطن بوست”، فإنه قبل أيام أظهرت أدلة مرئية، عمليات أسر جماعي واستسلام دون مقاومة من جانب جنود روس، خلال الهجوم الذي شنته قوات أوكرانية على منطقة كورسك الحدودية الجنوبية مع روسيا.

وتتوغل أوكرانيا في كورسك منذ السادس من آب/أغسطس الجاري. بينما ذكرت وكالة “تاس” الروسية أن 31 مدنياً على الأقل قتلوا، وأصيب 143 آخرون.

صور الأقمار الاصطناعية تظهر ضربة أوكرانية على جسر فوق نهر سِيِم في منطقة كورسك- “رويترز”

هذا وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال”، قالت في تقرير نشرتها، الجمعة، إن القوات الأوكرانية بصدد توجيه قواته لمحاصرة نحو 3 آلاف جندي روسي محاصرين بالقرب من نهر في مقاطعة كورسك الروسية، في محاولة لتوجيه ضربة جديدة لموسكو؟

وطبقاً للصحيفة، فإن الجيش الأوكراني استخدم أنظمة صواريخ “هيمارس” الأميركية وطائرات بدون طيار لضرب المعابر العائمة ومعدات الجسور، بينما تحاول روسيا منع تطويق قواتها بين نهر سيم والحدود الأوكرانية.

ونشرت القوات الجوية الأوكرانية مقاطع فيديو، الأسبوع الماضي، تظهر تفجير جسرين استراتيجيين على الأقل فوق نهر “سيم”، في كورسك، وفق موقع “الحرة” الأميركي.

وأظهرت صور التقطتها أقمار اصطناعية، توسع الهجمات الأوكرانية داخل روسيا، لتستهدف المزيد من خطوط الإمداد والمواقع العسكرية، منذ التوغل المفاجئ، وفق شبكة “أن بي سي نيوز”.

وأجرت الشبكة تحليلاً لمقاطع فيديو منشورة وصور أقمار اصطناعية، لتحديد الموقع الجغرافي لبعض الهجمات، وتتبع “التوغل الجريء” لأوكرانيا في الداخل الروسي.

وبحسب الشبكة الأميركية، فإن “صور الأقمار الاصطناعية تؤكد ما جاء في مقاطع الفيديو، إذ تظهر تدمير جسر واحد على الأقل بالقرب من بلدة غلوشكوفو”.

فيما ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية أنها استعرضت أكثر من 130 صورة ومقطع فيديو تم التقاطها منذ بدء التوغل، مشيرة إلى أن الأدلة المرئية برهنت على أن القوات الأوكرانية أسرت أكثر من 240 جندياً روسيا.

مهاجمة مناطق جديدة

في الأثناء، ذكرت قناتان روسيتان على تطبيق “تليغرام” لهما صلة بأجهزة الأمن، الثلاثاء، أن قوات أوكرانية شنت هجوما على موقع حدودي في منطقة بيلغورود الروسية، فيما لم تؤكد أي جهة رسمية بعد وقوع قتال هناك، وفق ما أوردته “الحرة”.

وبيلغورود متاخمة لمنطقة كورسك الروسية التي استولت قوات أوكرانية على بعض أراضيها قبل نحو 3 أسابيع.

بعد التوغل الأوكراني المباغت في روسيا وسيطرتها على عدة مناطق في كورسك، فإن الأمر يبدو وكأنه أحرج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين-“رويترز”

وبحسب قناة “ماش” على تطبيق “تليغرام”، فإن نحو 500 جندي أوكراني شنوا هجوماً على نقطتي تفتيش روسيتين في نخوتييفكا وشيبكينو في منطقة بيلغورود.

وأشارت إلى أن ما يصل إلى 200 جندي أوكراني مدعومين بمركبات قتالية للمشاة حاولوا عبور الحدود في نخوتييفكا لكن المدفعية الروسية أطلقت النار عليهم. وأضافت أن حوالي 300 جندي أوكراني هاجموا نقطة تفتيش أخرى عند شيبكينو. بينما لم يرد تأكيد رسمي للتقارير بعد.

ونوّهت قناة “شوت” الإخبارية على “تليغرام” إلى أن قوات روسية طردت قوات أوكرانية من نخوتييفكا بعد أن كبدتها خسائر. وأردفت أنه لم تقع اشتباكات في شيبكينو.

وطبقاً لما نقلته “الحرة”، فقد أعلن حاكم منطقة بيلغورود الروسية المتاخمة لأوكرانيا، الثلاثاء، أنه تلقى معلومات عن محاولة توغل من قبل القوات المسلحة الأوكرانية، بينما أفادت وسائل إعلام روسية عن هجوم بري يجري حالياً.

وقال الحاكم، فياتشيسلاف غلادكوف، على حسابه على “تليغرام” هناك معلومات تشير إلى أن العدو يحاول عبور حدود منطقة بيلغورود. وبحسب وزارة الدفاع الروسية، فإن “الوضع على الحدود لا يزال صعباً، لكنه تحت السيطرة”.

هذا وبعد التوغل الأوكراني المباغت في روسيا وسيطرتها على عدة مناطق في كورسك قبل نحو 3 أسابيع، فإن الأمر يبدو وكأنه أحرج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بل ووضعه أمام معضلة كبيرة، خاصة وأن القوات الأوكرانية سيطرت على عشرات البلدات والقرى في منطقة بحجم يعادل ما استولت عليه روسيا في عام كامل من الهجمات في أوكرانيا، وفق الصحيفة الأميركية.

وحتى الآن، يبدو أن روسيا تنقل بشكل أساسي قوات من الاحتياطات والمناطق في أوكرانيا حيث القتال ليس شديداً، مثل الجنوب والشمال الشرقي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات