منذ مطلع آب/أغسطس الجاري، هطلت أمطار غزيرة على عدة محافظات يمنية، تسببت في فيضانات كارثية، أودت بحياة العشرات جراء السيول والصواعق الرعدية المصاحبة، وألحقت أضراراً بأكثر من 56 ألف منزل و20 محافظة.

ووفقاً لأحدث البيانات الصادرة عن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والتي صدرت في وقت سابق من هذا الأسبوع، فإن حوالي 4.5 مليون شخص يحتاجون بشكل عاجل إلى مساعدات إنسانية.

فيضانات في اليمن

أعلنت الأمم المتحدة، الجمعة، أن الفيضانات التي اجتاحت اليمن أسفرت عن مصرع ما لا يقل عن 97 شخصاً خلال الشهر.

وأدت الأضرار التي خلفتها الفيضانات إلى تفاقم أزمة النزوح الداخلي في اليمن، وبحسب وكالة الأمم المتحدة، يعاني النازحون من انعدام الأمن الغذائي بشكل كبير، فحوالي 85 بالمئة من الأسر غير قادرة على تلبية احتياجاتها الغذائية اليومية، ولجأ العديد منهم إلى تقليل أحجام الوجبات أو عدم تناولها. وتعكس هذه الإحصائيات واقعاً قاسياً تواجه فيه عائلاتٌ بأسرها الجوع بشكلٍ يومي.

فتاة تمشي عبر بركة مياه خارج منزل في منطقة ضربتها الفيضانات الأخيرة في منطقة حيس جنوب محافظة الحديدة اليمنية في 28 أغسطس 2024- تصوير: خالد زياد/ وكالة الصحافة الفرنسية عبر غيتي)

وأضافت الأمم المتحدة أن الأزمة في اليمن لا تزال واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وتواجه البلاد تحدياتٍ هائلة رغم تحول الاهتمام العام إلى حالات طوارئ عالمية أخرى. 

وفي الوقت الحالي، يوجد في اليمن 18.2 مليون شخص – بما في ذلك 4.5 مليون نازح – بحاجة ملحة إلى المساعدات الإنسانية. ويشمل ذلك أكثر من 60,000 لاجئ وطالب لجوء من الصومال وإثيوبيا بشكلٍ رئيسي.

تستدعي الحاجة توفير دعمٍ عالمي أكثر انتظاماً واستدامة للبلدان مثل اليمن – وهي من بين أكثر البلدان عرضةً لتبعات تغير المناخ في العالم، كما أنها من بين الدول الأقل جهوزية للحد من تأثيرات الظواهر الجوية القاسية والكوارث الناجمة عن تغير المناخ والتكيف معها، بينما تتزايد وتيرة حدوثها، طبقاً لتقرير الأمم المتحدة.

انهيار 3 سدود

وبحسب التقرير الأممي، فقد تضررت مجتمعات بأكملها نتيجة الفيضانات الكارثية التي ضربت مديرية مِلحان في محافظة المحويت، نتيجة الأمطار الغزيرة وانهيار ثلاثة سدود. 

وتشمل المناطق الأكثر تضرراً كلاً من الحديدة وحجة والطويلة ومأرب. وتعزل الطرقات المقطوعة المناطق المتضررة وتعيق جهود الإنقاذ.

ويوم أمس الجمعة، ارتفع عدد الوفيات جراء السيول في محافظة الحديدة اليمنية إلى 84 شخصاً و25 مصاباً، بحسب بيان صادر عن لجنة الطوارئ بمحافظة الحديدة، الواقعة في معظمها تحت سيطرة جماعة “الحوثي”، ونقلته وكالة “سبأ” التابعة للجماعة اليمنية.

وأدت هذه الكارثة – التي تُضاف إلى الأزمة المستمرة في اليمن – إلى تفاقم معاناة الملايين. فقد دمرت المياه البنية الأساسية الحيوية، وجرفت المآوي، وغمرت الأراضي الزراعية. وتشكل الذخائر غير المنفجرة التي أخرجتها الفيضانات من الأرض تهديداتٍ إضافية للمدنيين، والعاملين في المجال الإنساني على حد سواء.

ضحايا منطقة وصاب

في المقابل، أعلن الناطق باسم وزارة الصحة التابعة لجماعة “الحوثي” اليمنية، أنيس الأصبحي، مقتل 27 شخصاً وإصابة 6 آخرين وفقدان العشرات؛ جراء السيول التي اجتاحت منطقة وصاب التابعة لمحافظة ذمار اليمنية يوم أمس الجمعة.

وأردف الأصبحي أن تلك الكارثة دفعت عشرات الأسر إلى النزوح من منازلهم، خاصة بعد انفجار سد صغير في المنطقة، مع استمرار هطل الأمطار الغزيرة على المنطقة.

من جانبهم، وجه أهالي المنطقة المتضررة نداء استغاثة أكدوا فيه أن الأمطار الغزيرة تسببت في انهيار حاجز مائي، وأفضى ذلك إلى تفاقم السيول وجرف منازل في قرية الجرف بعزلة بني موسى، ومن ثم تشرد أكثر من 21 أسرة من المنطقة.

هذا ويعاني اليمن أوضاعاً اقتصادية مزرية وضعفاً في البنية التحتية جراء تداعيات حرب بدأت قبل نحو 10 سنوات بين قوات الحكومة الشرعية وعناصر جماعة “الحوثي” المسيطرة على محافظات ومدن بينها العاصمة صنعاء (شمال)، منذ 21 أيلول/سبتمبر 2014.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات