يبدو أن العلاقات بين تركيا وروسيا تتسم بالارتباك وعدم الاستقرار في الآونة الأخيرة، نتيجة ازدواجية مواقف أنقرة ومصالحها. وقد دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مجددا إلى إعادة شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا إلى أوكرانيا. وبطبيعة الحال، فإن هذا الأمر سيثير غضب الرئيس الروسي فلاديمير، لكن موسكو لا تملك خيارات كثيرة لقطع علاقاتها مع المزيد من الدول بعد أن نبذتها العديد من دول العالم نتيجة غزوها لجارتها الغربية كييف.

تقول مجلة “نيوزويك” الأميركية، إن أردوغان، الذي وصفه فلاديمير بوتين في السابق بـ”الصديق العزيز”، وجه ضربة قوية للرئيس الروسي، عقب دعوته إلى إعادة شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا إلى أوكرانيا.

أردوغان يدعم أوكرانيا

في السياق، قال أردوغان في رسالة بالفيديو إلى قمة زعماء “منصة القرم” الرابعة يوم الأربعاء الفائت في العاصمة الأوكرانية كييف: “إن دعمنا لوحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها واستقلالها ثابت”، حسبما ذكرت وكالة “الأناضول التركية الرسمية. 

وأضاف: “إن عودة شبه جزيرة القرم إلى أوكرانيا هي مطلب من متطلبات القانون الدولي”.

هذا وضمَّت روسيا شبه جزيرة القرم، في استفتاء أجري في 16 آذار/مارس 2014 لم يعترف المجتمع الدولي بنتيجته، تبعه فرض عقوبات عليها من قبل “الاتحاد الأوروبي” والولايات المتحدة وعدد من الدول.

قال أردوغان في خطابه المصور إن تركيا كانت دائما تعارض ضم روسيا لشبه جزيرة القرم- “أ ف ب”

لقد حافظت تركيا، وهي دولة عضو في “حلف شمال الأطلسي” (الناتو) منذ عام 1952، على علاقات ودية مع روسيا طوال فترة غزو بوتين الكامل لأوكرانيا، حيث عارضت العقوبات الغربية المفروضة على البلاد. وفي الوقت نفسه، أرسلت أنقرة طائرات مسيّرة مسلحة إلى كييف وأدانت قرار روسيا بغزو جارتها.

وبالتالي، من المرجح أن تثير تصريحات أردوغان استياء بوتين، الذي ضم شبه جزيرة القرم الواقعة على البحر الأسود من أوكرانيا في عام 2014 وأجرى استفتاءات اعتبرها المجتمع الدولي على نطاق واسع غير قانونية.

“ضمان أمن تتار القرم الأتراك”

من جانبها، تقول كييف إن أي اتفاق سلام مع روسيا في الحرب الدائرة يجب أن يبطل ضم أراضيها في أيلول/سبتمبر 2022 – مناطق لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريزهيا – وأن شبه جزيرة القرم يجب اعتبارها مرة أخرى جزءًا من أوكرانيا.

هذا وأطلقت أوكرانيا “منصة القرم” عام 2021 كمنبر دولي للتضامن والتنسيق في إطار جهودها لزيادة الضغط الدولي على روسيا ومنع ارتكابها مزيدا من الانتهاكات في شبه الجزيرة، ولضمان استعادة القرم.

وقال أردوغان في خطابه المصور إن تركيا كانت دائما تعارض ضم روسيا لشبه جزيرة القرم. وندد باضطهاد التتار العرقيين في شبه جزيرة القرم منذ عام 2014.

وتابع أردوغان: “أعتقد أنه سيتم اتخاذ خطوات إضافية لتعزيز حقوق الأتراك تتار القرم في الفترة المقبلة”، مضيفا “ينبغي أن يكون الأتراك تتار القرم قادرين على العيش بحرية وأمان وسلام في وطنهم”.

وأشار أردوغان إلى أنه “أمنيتنا الصادقة هي أن تنتهي الحرب بسلام عادل ودائم يرتكز على وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها واستقلالها”.

وفي تشرين الأول/أكتوبر 2020، قال الرئيس التركي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده لن تعترف أبدا بضم شبه جزيرة القرم.

وأضاف “لقد دعمنا دائما سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها، بما في ذلك شبه جزيرة القرم. وترى تركيا في أوكرانيا دولة أساسية لضمان الاستقرار والأمن والسلام والازدهار في منطقتنا”.

فيما قال بوتين إن أوكرانيا يجب أن تقبل ضم شبه جزيرة القرم وكذلك مناطق لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريزهيا، إذا كانت الدولة التي مزقتها الحرب ترغب في بدء محادثات السلام.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات