بعد سلسلة التفجيرات الأخيرة لآلاف أجهزة الاتصال اللاسلكية، ولا سيما أجهزة “البيجر”، بيد عناصر جماعة “حزب الله” اللبناني، والتي أثارت مخاوف كبيرة داخل إيران من اختراق الأجهزة الإلكترونية أو تسلل العملاء، يبدو أن إيران ستعتمد في المستقبل القريب على التقنيات المصنعة في الدول الحليفة لها، مثل روسيا والصين.
وفي هذا السياق، قال الكرملين، الاثنين، إن التبادل التجاري بين موسكو وطهران آخذ في الازدياد، في تعليق له على تقرير لوكالة “رويترز” يفيد بأن “الحرس الثوري” الإيراني يستخدم في كثير من الأحيان أجهزة اتصالات محلية أو روسية أو صينية الصنع.
في غضون ذلك، زار رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين، مساء اليوم الاثنين، طهران في إطار زيارة رسمية، وسط توترات غير مسبوقة تشهدها المنطقة، ما يثير العديد من التساؤلات حول هذه الزيارة وتوقيتها.
أجهزة اتصال روسية في إيران
صرح مسؤول أمني إيراني لـ”رويترز” أن إيران تشعر بالقلق تجاه تسلل ينفذه عملاء إسرائيليون بعد تفجيرات أجهزة اتصالات لاسلكية تستخدمها جماعة “حزب الله” في أيلول/سبتمبر الجاري.
ولفت المسؤول الأمني الإيراني أن ثمة عملية واسعة النطاق تجري لفحص جميع أجهزة الاتصالات التي يستخدمها “الحرس الثوري” الإيراني.
بدوره، أوضح المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، للصحفيين عند سؤاله عن تقرير وكالة “رويترز”: “لا أعرف مدى موثوقية هذه المصادر”، مضيفا “الشيء الوحيد الذي يمكنني قوله أن علاقاتنا التجارية والاقتصادية مع إيران آخذة في الازدياد. إنها تتطور في جميع المجالات، ومنها التجارة، فحجم التبادل التجاري يزيد في الاتجاهين”.
رئيس الوزراء الروسي في طهران
في سياق آخر متصل، أجرى رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين مباحثات مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في طهران اليوم الاثنين في إطار زيارة رسمية إلى إيران.
وكان رئيس الوزراء قد وصل إلى إيران مساء اليوم الاثنين في زيارة رسمية، حيث التقى النائب الأول لرئيس الجمهورية محمد رضا عارف، وفق وكالة “نوفوستي” الروسية.
وجاء في بيان الخارجية الروسية في وقت سابق أن ميشتوستين سيبحث في إيران قضايا التعاون التجاري والاقتصادي والثقافي والإنساني بين روسيا وإيران، وتنفيذ مشاريع كبرى مشتركة في مجالات النقل والصناعة والطاقة والتعليم وغيرها.
هذا وكان قد أعلن علي نجفي خوشرودي في مقابلة مع وكالة “إرنا” الرسمية، تفاصيل جديدة حول زيارة رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين إلى طهران مساء اليوم الاثنين 30 أيلول/ سبتمبر الجاري.
وأردف لـ”إرنا”: هذا هو اللقاء الأول لرئيس الوزراء الروسي مع النائب الاول لرئيس الجمهورية محمد رضا عارف وسيعقد أيضا اجتماعات مع مسؤولين آخرين رفيعي المستوى في إيران.
وقال نجفي خوشرودي، إن ميخائيل ميشوستين، يترأس وفدا رفيع المستوى من المسؤولين الروس ورؤساء المنظمات الاقتصادية في هذا البلد.
وتأتي زيارة ميشوستين وسط توتر غير مسبوق في المنطقة على خلفية مقتل الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله، فضلا عن استعدادات إسرائيل لشن عملية برية محدودة في لبنان.
تصاعد التعاون الروسي الإيراني
تعمل روسيا وإيران على تعزيز العلاقات العسكرية بينهما وسط استمرار الحرب الروسية في أوكرانيا. وقالت الولايات المتحدة، في وقت سابق، من هذا الشهر إن طهران نقلت صواريخ باليستية إلى موسكو لاستخدامها ضد أوكرانيا.
ليس من المستبعد أن تكون زيارة رئيس الوزراء الروسي إلى طهران اليوم، بغرض حدوث تعاون أو الاتفاق على صفقة ما بين روسيا وإيران ووكلائها، سواء “حزب الله” أو جماعة “الحوثي” اليمنية.
كما وأفادت تقارير غربية بأن إيران نقلت صواريخ باليستية قصيرة المدى إلى روسيا، والتي على إثرها أعلنت أربع دول غربية، عزمها فرض عقوبات على إيران.
تاليا، أحجم “الكرملين”، عن نفي أن تكون إيران قد “سلمت روسيا صواريخ باليستية”، وفق ما ذكرت تقارير خلال الأسابيع الماضية، مشددا على أن موسكو “تطور علاقاتها كما تشاء مع طهران، لا سيما في أكثر المجالات حساسية”، فيما نفت الخارجية الإيرانية صحة المعلومات.
واللافت، قالت ثلاثة مصادر غربية وإقليمية إن إيران تتوسط في المحادثات السرية الجارية بين روسيا وجماعة “الحوثيين” اليمنية لنقل صواريخ مضادة للسفن إلى الجماعة المسلحة والموالية لإيران، وهو تطور يسلط الضوء على العلاقات المتنامية بين طهران وموسكو.
وطبقا لوكالة “رويترز“، قبل أيام قليلة، فإن سبعة مصادر قالت إن روسيا لم تقرر بعد نقل صواريخ “ياخونت”، المعروفة أيضا باسم “بي-800 أونيكس”، والتي قال خبراء إنها ستسمح للجماعة المسلحة بضرب السفن التجارية في البحر الأحمر بدقة أكبر وزيادة التهديد للسفن الحربية الأميركية والأوروبية التي توفر الحماية لحركة الملاحة الدولية.
وشنت جماعة “الحوثيين” هجمات عديدة بطائرات مسيّرة وصواريخ على السفن في مسارات الشحن المهمة في البحر الأحمر منذ تشرين الثاني/نوفمبر دعما للفلسطينيين في الحرب التي تخوضها إسرائيل بقطاع غزة، وفق “رويترز”.
وبحسب ما قاله مسؤولان إقليميان مطلعان على المحادثات لـ”رويترز”، فإن “الحوثيين” والروس التقوا في طهران مرتين على الأقل هذا العام، وإن المحادثات جارية لتوفير العشرات من الصواريخ، التي يقارب مداها 300 كيلومتر، ويتوقع عقد اجتماعات أخرى في طهران في الأسابيع المقبلة. هذا وسبق أن زودت روسيا جماعة “حزب الله” اللبنانية الموالية لإيران أيضا، بصواريخ “ياخونت”.
وبالتالي، ليس من المستبعد أن تكون زيارة رئيس الوزراء الروسي إلى طهران اليوم، وسط كل التوترات غير المسبوقة التي تشهدها المنطقة، وخاصة في لبنان، بغرض حدوث تعاون أو الاتفاق على صفقة ما بين روسيا وإيران وحلفائها ووكلائها، سواء دعم أو صفقة أسلحة لـ”حزب الله” أو لجماعة “الحوثي” اليمنية.
- أجهزة اتصال روسية لـ”الحرس الثوري” ورئيس الوزراء الروسي في طهران
- ماهر الأسد.. هدف إسرائيل القادم في سوريا
- الخارجية السودانية تنفي قصف الجيش لسفارة الإمارات بالخرطوم
- ما وراء مقتل نصرالله: التضحية بـ”حزب الله” لجني طهران صيد ثمين أو يحصّن نظامها؟
- استهداف دقيق لمواقع “حزب الله” في سوريا.. على ماذا يدل؟
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.