فيما بدأ الجيش الإسرائيلي الإعلان في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء، عن إطلاق عملياته للتوغل البري “المحدود” في جنوب لبنان، بهدف استكمال الاستراتيجية المعنية بالقضاء على البنية العسكرية لـ”حزب الله”، نفذت فصائل وميلشيات مدعومة من إيران عددا من الهجمات إسنادا لـ “حزب الله”.

وشنت هذه الفصائل والتنظيمات الولائية لإيران هجمات على مواقع عسكرية إسرائيلية وسفينة قبالة الحديدة وقاعدة أميركية في العراق، وذلك في تصعيد متعدد الجبهات برا وبحرا وجوا ردا على هجمات اليمن ودفاعا عن “حزب الله”. 

استهداف سفينة قبالة الحديدة

في السياق، أطلقت جماعة “الحوثي” اليمنية هجمات على سفينة قبالة الحديدة. فقد أعلنت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية اليوم الثلاثاء أنها تلقت تقريرا عن وقوع حادث على بعد 64 ميلا بحريا شمال غربي الحديدة باليمن. وأضافت أن السفينة أبلغت عن 4 وقائع بالقرب منها.

وبحسب ما تناقلته وسائل الإعلام، أكدت الهيئة البريطانية أن الطاقم بخير وأن السفينة تتجه نحو الميناء التالي.

وقالت وكالة “أمبري” البريطانية للأمن البحري، الثلاثاء، إن “سفينة أصيبت بصاروخ وليس بقارب مسيّر”، كما ذكرت تقارير سابقة.

وقال يحيى سريع المتحدث العسكري لجماعة “الحوثي” اليمنية إن الجماعة استهدفت اليوم الثلاثاء بطائرات مسيّرة مواقع عسكرية إسرائيلية في تل أبيب وإيلات.

وأوضح في بيان عبر منصة “إكس/تويتر” “قصفنا هدفا عسكريا للعدو الإسرائيلي في منطقة يافا المحتلة بطائرة مسيّرة نوع يافا”، مبينا “استهدفنا أهدافا عسكرية في منطقة أم الرشراش (إيلات) بـ4 طائرات مسيّرة نوع صماد 4”.

هذا ويأتي هذا الاستهداف بعد يومين من هجوم إسرائيلي على أهداف تابعة “للحوثيين” قال المتحدث باسم الجماعة اليمنية إنه أدى إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة 57 آخرين.

ويشنّ الحوثيون المدعومون من إيران، منذ تشرين الثاني/نوفمبر الفائت، هجمات بالصواريخ والمسيّرات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب، يقولون إنها “مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إلى موانئها”، وذلك “دعما للفلسطينيين في قطاع غزة” في ظل الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

وعليه، قامت بعض شركات الشحن إلى الالتفاف حول إفريقيا لتجنب البحر الأحمر، وهو طريق حيوي تمر عبره عادة حوالي 12 بالمئة من التجارة العالمية، بحسب الغرفة الدولية للشحن.

ميناء إيلات في إسرائيل- “أرشيفية – رويترز”

وإزاء ذلك، تقود الولايات المتحدة تحالفا بحريا دوليا، بهدف حماية الملاحة الدولية في هذه المنطقة الاستراتيجية للتجارة العالمية.

استهداف قاعدة “للتحالف” ببغداد

في الأثناء، أطلقت 4 صواريخ نحو قاعدة “فيكتوريا” التي تؤوي جنودا أميركيين في مطار بغداد، من دون أن تسفر عن وقوع ضحايا، على ما أفاد مراسل “العربية/الحدث“.

وقال مصدر أمني إنه “جرى استهداف القاعدة بثلاثة صواريخ تم إسقاط اثنين منها من قبل الدفاعات الخاصة بالقاعدة فيما سقط الثالث قرب مقر لقيادة جهاز مكافحة الإرهاب”، وفق “فرانس برس”.

كما وأكّد مصدر أمني آخر حصول القصف، مؤكدا أنه لم يسفر عن سقوط ضحايا ولم يؤثر على حركة الملاحة الجوية.

بعيد ذلك، وجّه رئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني، بإجراء تحقيق فوري لمعرفة أسباب الخرق الأمني وإطلاق صواريخ “كاتيوشا” نحو قاعدة للتحالف الدولي قرب مطار بغداد.

ودعا السوداني في بيان مقتضب، الثلاثاء، إلى إجراء التحقيق وإعلان نتائجه وتحديد المقصرين خلال 48 ساعة.

ونشر وزارة الداخلية العراقية، الثلاثاء، بيان، أكدت فيه أنها باشرت “بإجراء التحقيق بحق القوة الماسكة للمنطقة في العامرية ببغداد، وإيداع آمر القوة التوقيف، لمعرفة أسباب وملابسات هذا التهاون في الحفاظ على أرواح المواطنين والممتلكات العامة والخاصة”.

وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” لـ”الحرة“: “نحن على علم بالتقارير بشان استهداف في محيط مطار بغداد، وما زلنا ننظر بهذه التقارير”.

وطبقا للمصادر، فإن القوات الأمنية العراقية أفشلت إطلاق مجموعة صواريخ أخرى من ذات المكان، مشيرة إلى أن الأجهزة الأمنية عثرت على منصة إطلاق الصواريخ في منطقة العامرية، وأن منظومة “السي رام” قد فُعلت داخل القاعدة الأميركية، مما أدى إلى تحييد صاروخين.

وأضافت أن صاروخين آخرين أصابا مقر الفوج الثاني التابع لجهاز مكافحة الإرهاب العراقي، فيما سقطت صواريخ في محيط القاعدة، من دون ذكر تفاصيل تتعلق بوجود خسائر بشرية أو مادية.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استهداف مطار بغداد الدولي أو المعسكرات والقواعد التي تستضيف قوات “التحالف الدولي”، فكلما حدثت أزمة أو توتر حاد بين إسرائيل وإيران ووكلائها، تشن هذه الميلشيات العراقية الموالية لإيران هجمات ضد أهداف أميركية، سواء في العراق أو سوريا.

قوات أمنية عراقية في العراق- “وكالات”

وتأتي هذه الهجمات التي تشنها الفصائل المدعومة من إيران وسط توترات إقليمية غير مسبوقة، كان أكبرها اغتيال الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الجمعة الماضي، وتزامنت مع التوغل البري الإسرائيلي في جنوب لبنان.

وما يثير الانتباه أن هجمات واستهدافات هذه الفصائل لا تسبب بأي ضرر، سواء لإسرائيل أو القوعد والقوات الأميركية. إذاً، فهي ليست أكثر من هجمات “شكلية”، مما يعني أن قدرات الميلشيات الإيرانية محدودة ودون أي تأثير يذكر.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات