بينما تستعد إسرائيل للرد على الهجوم الصاروخي الذي نفذته إيران مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الجاري ضد إسرائيل، أكدت طهران أنها تدعم أي مقترح للسلام في المنطقة.

وقالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني إن إيران تدعم أي مقترح للسلام، مضيفة أن إيران “تبذل جهودا فعّالة لتحقيق السلام في المنطقة”، في إشارة إلى مساعيها في سبيل إيجاد تهدئة ما في لبنان وغزة.

وأشادت خلال مؤتمرها الصحافي الأسبوعي، اليوم الثلاثاء، بالجهود القيّمة والدؤوبة الذي بذله اللواء عباس نيلفورشان في “حماية حقوق الشعب اللبناني وحزب الله”.

وقُتل نيلفورشان، في الـ 27 من أيلول/سبتمبر الفائت مع زعيم “حزب الله” نصرالله في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، وهو جنرال في “فيلق القدس”، التابع “للحرس الثوري” الإيراني.

إيران ترحب بمقترحات السلام

وردا على سؤال حول أهداف زيارة وزير الخارجية عباس عراقجي، أكدت مهاجراني على أن “إيران تبذل قصارى جهدها للتخفيف من معاناة أهل غزة وجنوب لبنان”، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا”.

المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني- “إرنا”

وأردفت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية أن طهران تدعم أي مقترح سلام يؤدي إلى تحسين الوضع في المنطقة، معربة عن استعداد إيران لبذل جهود فعّالة لتحقيق السلام.

وزعمت مهاجراني أن “إيران لم تبدأ يوما الحرب ضد أي دولة”، مؤكدة في الوقت ذاته أن لديها القدرة للدفاع عن نفسها بعزيمة عالية.

وقالت مهاجراني: “لن نتردد ولن نتسرع في الرد بل سنرد على أي اعتداء في الوقت والمكان المناسبين”، مشيرة إلى أنه بغض النظر عن أي مشاورات تجري بين واشنطن وتل أبيب، فإن إيران مستعدة لأي رد إذا دعت الحاجة. وأردفت: “وكما أعلن قائد الثورة (المرشد الإيراني علي خامنئي) لن نتسرع في الرد، ولن نتهاون، بل سنرد الوقت والمكان المناسبين عند الضرورة”.

تعطيل الـ GPS في تل أبيب!

في سياق متصل، تقوم إسرائيل بعزيز دفاعاتها الجوية بمزيد من الأنظمة المتوقع أن تصل اليوم، ويبدو أن إسرائيل بدأت في تعطيل كافة إشارات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) في منطقة كرياه في تل أبيب حيث تقع وزارة الدفاع، تحسبا لرد إيراني على هجوم إسرائيلي محتمل.

وعلى خلفية التصعيد بين إسرائيل وإيران، بدأ الجيش الإسرائيلي في تعطيل إشارات (GPS) في تل أبيب، وفق “العربية” نقلا عن مصادر لموقع “والا” الإخباري.

وأشار الموقع إلى أن إسرائيل تستعد بالفعل لاحتمال مهاجمتها مرة أخرى بعد هجومها المرتقب على إيران. فيما تضمن هذا الاستعداد مستوى عال من الجاهزية لنظام الدفاع الجوي، ونظام التحكم في الجيش الإسرائيلي، ووزارة الدفاع، وقيادة الجبهة الداخلية (تابعة للجيش)، والوزارات الحكومية وفي مقدمتها وزارة الدفاع، والمرافق الحساسة.

وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي للموقع العبري: خلال القتال، يتم تفعيل نظام التشويش على نظام تحديد المواقع (GPS) بشكل استباقي لتلبية احتياجات مختلفة.

ومن المتوقع أن يصل نظام الدفاع الصاروخي “ثاد” من الجانب الأميركي إلى إسرائيل اليوم وفق ما أوردت وكالة “بلومبرغ”.

استمرار الهجمات

وتأتي هذه الأنباء وسط استمرار القصف والاشتباكات جنوب لبنان، وقد استهدفت غارة إسرائيلية منزل في بلدة جناتا، فضلا عن سلسلة غارات على حانين وتولين وياطر جنوب البلاد، وفق الوكالة الوطنية اللبنانية.

كما وشنّت إسرائيل سلسلة غارات على البقاع اللبناني، واستهدفت غارتان إسرائيليتان بلدتي قليا في البقاع الغربي وحوش السيد علي في الهرمل. 

هذا فضلا عن استهداف الطائرات الإسرائيلية منطقة جرماش الحدودية في الهرمل من الجانب السوري.

وتعرّضت مدينة بعلبك وقرى القضاء، فجر اليوم الثلاثاء، لسلسلة غارات إسرائيلية متتالية، كان أعنفها باتجاه المدخل الجنوبي لبعلبك، عند بلدة قبة دورس وشعت، ما أدى إلى تدمير مبنى بالكامل، وأحدثت أضرارا مادية كبيرة في المباني والمحلات التجارية والمؤسسات المجاورة، بما في ذلك مستشفى “المرتضى” الذي خرج عن الخدمة.

كما استهدفت الغارات الإسرائيلية بلدة النبي شيت وأطراف أبلح ورياق وسهل الفرزل ويونين وبلدة العين، بجانب بلدة رياق بالبقاع الأوسط وبلدة الكرك في قضاء زحلة.

وفي جنوب لبنان المشتعل، استهدفت طائرات إسرائيلية محيط نهر الليطاني بين بلاط وبرغز، بحسب ما أفادت به وسائل الإعلام.

كما واستهدفت إسرائيل بلدة الخيام، وقصفت المدفعية سهل مرجعيون، فضلا عن استهداف بلدة كفررمان، بصاروخ موجه فجر اليوم الثلاثاء، بجانب تنفيذ غارة على بلدة بريقع ومنزل في بلدة القصيبة بغارة جوية وأحدثت به دمارا هائلا.

وتجددت فجرا الاشتباكات بين الجيش الإسرائيلي و”حزب الله” في عيتا الشعب، وأُفيد عن دوي صفارات الإنذار في مستوطنة شتولا مقابل عيتا الشعب.

إسقاط مسيّرة

في المقابل، أعلن “حزب الله” المدعوم من إيران، اليوم الثلاثاء، إسقاط مسيّرة إسرائيلية. وقال في بيان صحافي: “قام مجاهدنا في وحدات الدفاع الجوي عند منتصف ليل اليوم بإسقاط طائرة مسيّرة إسرائيلية من نوع هرمز 450”.

في سياق متصل، قُتل إسرائيلي وأصيب ثلاثة آخرون بجروح، اليوم الثلاثاء، في عملية إطلاق نار في أسدود جنوب إسرائيل.

وبحسب ما أفاد به موقع “0404” الإسرائيلي، فإن عملية إطلاق النار وقعت في موقعين مختلفين في منطقة الطريق السريع رقم 4 بالقرب من أسدود وعند مفرق نير غاليم، وتم استدعاء القوات، مبينة أن “الإرهابي” تم تحييده.

أفراد من الإسعاف والشرطة الإسرائيلية بموقع عملية إطلاق النار في أسدود “وسائل إعلام إسرائيلية”

وأفادت “نجمة داود الحمراء” عن وقوع حادثي إطلاق نار على الطريق السريع رقم 4 بالقرب من مفرق يفنه ومفرق نير غاليم، مشيرة إلى أن المسعفين يقدمون العلاج الطبي لجريحين أحدهما رجل يبلغ من العمر 30 عاما في حالة حرجة بسبب فقدان الوعي عند مفرق يفنه. والرجل الثاني يبلغ من العمر 42 عاما، في حالة متوسطة، عند مفترق نير غاليم.

من جانبها، قالت الشرطة الإسرائيلية: “يقوم الآن ضباط شرطة المنطقة الوسطى بعزل موقع إطلاق نار بالقرب من تقاطع يافنه الجنوبي ويحققون في الملابسات”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات