بعد أن أفادت تقارير غربية بأن روسيا أنشأت برنامج للأسلحة في الصين لتطوير وإنتاج طائرات مسيّرة هجومية بعيدة المدى لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا، فرضت واشنطن عقوبات على شركتين صينيتين مرتبطتين بإنتاج طائرات مسيّرة تستخدمها روسيا في غزوها لجارتها الغربية، كييف.

وقالت وزارة الخزانة الأميركية، الخميس، في بيان إن هذه العقوبات الأميركية هي الأولى ضد كيانات صينية “تقوم بشكل مباشر بتطوير وإنتاج أنظمة أسلحة كاملة بالشراكة مع شركات روسية”.

تحالف غير مباشر مع روسيا

وبحسب بيان الوزارة الأميركية، فإن هذه القرارات تتعلق بإجمالي ثلاث شركات – اثنتان في الصين وواحدة في روسيا – ومواطن روسي واحد، لمشاركتهم في تطوير وصنع مسيّرة هجومية بعيدة المدى.

تلقى الجيش الروسي نحو 140 ألف طائرة مسيّرة في عام 2023- “رويترز”

ولفتت الوزارة الأميركية إلى أن هذه المسيّرة صممها خبراء في الصين وصُنعت في مصانع صينية بالتعاون مع شركات دفاعية روسية.

إزاء ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، “هذه أول مرة نرى أن شركة صينية صنعت بنفسها سلاحا استخدمته روسيا بعد ذلك في ساحة المعركة” في أوكرانيا.

هذا وكانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات على شركات صينية تُزوّد شركات روسية بمكونات تُستخدم في صنع أسلحة.، وفق تقارير صحفية.

والشركتان الصينيتان المستهدفتان، هما “شيامن ليمباخ لمحركات الطائرات”، و”ريدلبوس فيكتور إندستري شنتشن”، والشركة الروسية هي “ليميتد لايابيليتي كومباني تريدينغ هاوس فيكتور”، طبقا لبيان الوزارة.

وقال وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية بالوكالة، برادلي سميث، إن “روسيا تعتمد بشكل متزايد على خبرة كيانات أجنبية، وعلى استيراد تقنيات متقدمة لتغذية برنامج أسلحتها وتعزيز حملتها العسكرية ضد أوكرانيا”.

هذا وشهدت العلاقات بين روسيا والصين تطورا واضحا خلال العامين الماضيين، إذ ثمة توافق سياسي ملحوظ بين موسكو وبكين، خاصة أن البلدين يتقاسمان في موقفهما المناهض للولايات المتحدة والغرب عموما.

مشروع روسي في الصين

في سياق متصل، أفاد مصدران من وكالة استخبارات أوروبية ووثائق راجعتها وكالة “رويترز” بأن روسيا وضعت برنامجا للأسلحة في الصين لتطوير وإنتاج  طائرات مسيّرة هجومية بعيدة المدى لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا.

فلاديمير بوتين يزور منشأة لإنتاج الطائرات المسيّرة، سان بطرسبرغ، 19 سبتمبر 2024- “رويترز”

وبحسب ما أوردته “رويترز“، أواخر أيلول/ سبتمبر الفائت، فقد تطور شركة “آي إي إم زد كوبول” التابعة لشركة صناعة الأسلحة الروسية المملوكة للدولة “ألماز-أنتي”، وتجري اختبارات الطيران لنموذج جديد لطائرة مسيّرة تسمى “غاربيا-3 (جي 3)” في الصين بمساعدة متخصصين محليين، وفقا لإحدى الوثائق، وهي تقرير أرسلته “كوبول” لوزارة الدفاع الروسية في وقت سابق من العام يحدد عملها.

وأبلغت “كوبول” وزارة الدفاع في تحديث لاحق أنها قادرة على إنتاج طائرات مسيّرة، بما في ذلك طائرات “جي 3″، على نطاق واسع في مصنع بالصين ليتسنى نشر الأسلحة في “العملية العسكرية الخاصة” في أوكرانيا، وهو المصطلح الذي تستخدمه موسكو للحرب.

وفي حين لم ترد “كوبول” و”ألماز-أنتي” ووزارة الدفاع الروسية على طلبات للتعليق، قالت وزارة الخارجية الصينية آنذاك لـ”رويترز” إنها لا علم لها بمثل هذا المشروع، مضيفة أن بكين تطبق إجراءات صارمة بخصوص تصدير الطائرات المسيّرة.

حول ذلك، قال الباحث في “المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية” فابيان هينز، وهو مؤسسة فكرية دفاعية مقرها لندن، إن تسليم طائرات مسيّرة من الصين إلى روسيا، إذا تأكد، سيكون تطورا مهما.

هذا وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أيلول/ سبتمبر الماضي إن جيشه تلقى نحو 140 ألف طائرة مسيّرة في عام 2023 وإن موسكو تخطط لزيادة هذا العدد عشرة أضعاف هذا العام.

وأضاف بوتين خلال اجتماع في سان بطرسبورغ حول إنتاج الطائرات المسيّرة: “من يتفاعل بشكل أسرع مع المطالب في ساحة المعركة يفوز”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة