يبدو أن أفق الصراع الروسي الأوكراني يتوسع، إذ دخلت طائرة مسيّرة أوكرانية، الأربعاء، منطقة شمال القوقاز الروسية في داغستان، في محاولة لاستهداف مدينة كاسبييسك القريبة من بحر قزوين.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان لها اليوم الخميس، أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية أسقطت، خلال الليلة الماضية، طائرات مسيّرة أوكرانية فوق الأراضي الروسية.
مسيّرة أوكرانية تستهدف داغستان
نحو ذلك، قالت الوزارة: “تمّ خلال الليلة الماضية، إيقاف محاولة من قبل نظام كييف لتنفيذ هجوم باستخدام طائرات مسيّرة على أهداف في الأراضي الروسية”، وفق ما ذكرته وكالة “سبوتنيك” الروسية.
وأردفت الوزارة: “دمّرت أنظمة الدفاع الجوي المناوبة 15 طائرة مسيّرة أوكرانية، منها 14 طائرة فوق أراضي مقاطعة فورونيغ، وواحدة فوق أراضي مقاطعة بيلغورود”.
وتعتبر المسيّرة الأوكرانية التي استهدفت منطقة داغستان الروسية هي الأولى من نوعها، ما يعني أن الحرب الروسية الأوكرانية تأخذ منحى متصاعدا آخر.
وأدى الحطام المتساقط إلى إصابة فتاة. ودفعت الحادثة السلطات إلى تعليق العمليات مؤقتا في مطار محج قلعة في داغستان.
وبحسب تقارير إخبارية، فإن الهجوم، الذي وقع على بعد حوالي 1000 كيلومتر على الخريطة من أقرب منطقة خاضعة لأوكرانيا، استهدف منشأة عسكرية في منطقة شمال القوقاز الروسية.
وطبقا لشهود عيان، فإنهم رأوا تحطم طائرة مسيّرة وانفجارها بالقرب من رصيف عسكري حيث كانت ترسو سفينة صواريخ صغيرة من المشروع 1234.1.
وتظهر لقطات فيديو متداولة على منصات التواصل الاجتماعي تأثير الطائرة المسيّرة والانفجار اللاحق بالقرب من البنية التحتية البحرية.
استهداف سفن حربية
في الأثناء، قالت بعض المصادر الإخبارية إن الطائرات المسيّرة استهدفت سفن نقل يشتبه بـ”أنها تحمل ذخيرة وطائرات مسيّرة من إيران” عبر بحر قزوين.
في حين، قالت مصادر أوكرانية إن الهجوم ألحق أضرارا بسفينتين روسيتين، “تُستخدمان في تنفيذ ضربات صاروخية ضد أوكرانيا”.
ووفق موقع “راديو أوروبا الحرة”، فإن هذا التطور الميداني، يؤكد تزايد قدرات أوكرانيا على استهداف البنى التحتية العسكرية الروسية، بما يتجاوز خطوط المواجهة المباشرة، مما يضيف بُعدا جديدا للصراع القائم بين البلدين.
وبحسب التقديرات، فإن أسطول بحر قزوين له أهمية كبيرة بالنسبة لروسيا، وأي تعطيل لعملياته قد يخلف آثارا سلبية واسعة، ولذلك من المتوقع أن تستمر أوكرانيا في استهداف مدينة كاسبييسك ذات الأهمية الاستراتيجية.
روسيا تتكبد خسائر “فادحة”
في سياق آخر متصل، خسر الجيش الروسي أكثر من 20.800 جندي في منطقة كورسك، بما في ذلك 7.905 قتلوا أثناء العمليات، كما تم أسر أكثر من 700 جندي روسي.
وأعلن القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية أوليكساندر سيرسكي هذا عبر صفحته الرسمية على منصة “الفيسبوك”، حسبما أفاد موقع “أوكرينفورم“.
وبحسب قوله، أكدت الاستخبارات في أيار/ مايو/ 2024 خطة روسيا لمهاجمة منطقة سومي من منطقة كورسك لإنشاء “منطقة عازلة” في شمال أوكرانيا، والتي كان من المفترض أن تكون استمرارا للعملية الروسية على محور خاركوف. لذلك، تم اتخاذ قرار بإجراء عملية هجومية ونقل الأعمال القتالية إلى أراضي روسيا في منطقة كورسك.
وذكر سيرسكي أن “روسيا خسرت 20842 جنديا منذ بداية العملية الأوكرانية في منطقة كورسك، على مدى ثلاثة أشهر تقريبا، حتى 5 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، بما في ذلك مقتل 7905 جنود وإصابة 12220 وأسر 717″، وفق موقع “أوكرينفورم”.
بالإضافة إلى ذلك، دمرت القوات الأوكرانية خلال الفترة نفسها 1101 قطعة من أسلحة روسيا ومعداتها العسكرية، بما في ذلك 54 دبابة، و276 مركبة قتالية مدرعة، و107 مدفع وقذيفة هاون، وخمسة قاذفات صواريخ متعددة، و659 مركبة.
وأضاف سيرسكي “الآن تريد روسيا انسحاب القوات الأوكرانية من هذه المنطقة. وقد حشد العدو نحو 45 ألف جندي هناك. وهو يحاول زيادة عددهم. والقوات الروسية ليست كافية لهذا المحور، لذا فهم يحاولون إشراك قوات من كوريا الشمالية هناك”.
هذا وبدأت العملية الأوكرانية في منطقة كورسك الروسية في 6 آب/ أغسطس الفائت. وفي 15 من ذات الشهر، أعلنت أوكرانيا عن إنشاء مكتب قيادة عسكري في الأراضي الخاضعة للسيطرة الأوكرانية في منطقة كورسك.
اشتباكات مع قوات كورية شمالية في كورسك
بحسب ما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز”، مساء يوم الثلاثاء الفائت، فإن القوات الكورية الشمالية اشتبكت مع القوات الأوكرانية التي تقاتل في منطقة كورسك الروسية، بحسب ما نقلته عن مسؤولين أميركي وأوكراني.
وكشفت الصحيفة الأميركية نقلا عن المسؤول الأوكراني الذي لم تكشف الصحيفة عن هويته، أن الاشتباك كان محدودا، ورجح أنه كان يهدف إلى استكشاف الخطوط الأوكرانية بحثا عن نقاط الضعف.
وأشار المسؤول الأوكراني، إلى أن القوات الكورية الشمالية قاتلت جنبا إلى جنب مع لواء روسي.
وقال مسؤولان أميركيان لـ”رويترز” أمس الأربعاء إن قوات كورية شمالية شاركت في قتال بمنطقة كورسك الروسية في الأيام الأخيرة للمرة الأولى.
وقال أحد المسؤولين، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إنهم شاركوا في القتال في الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري. ولم يذكر المسؤولون ما إذا كانت هناك أي خسائر في الأرواح في صفوف الكوريين الشماليين ولم يقدموا مزيدا من التفاصيل حول الاشتباك، وفق “رويترز”.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، إن المعارك الأولى بين الجيش الأوكراني والقوات الكورية الشمالية “تفتح صفحة جديدة من عدم الاستقرار في العالم” بعد أن قال وزير دفاعه إن “اشتباكا صغيرا” وقع.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال “البنتاغون” إن هناك ما لا يقل عن 10 آلاف جندي كوري شمالي في كورسك، مضيفا أن ما بين 11 ألفا و12 ألف جندي موجودون في روسيا إجماليا.
كوريا الجنوبية ستدعم أوكرانيا بالأسلحة!
لم يستبعد رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول، اليوم الخميس، أن بلاده التي تُعتبر أحد أكبر مصدري الأسلحة في العالم إمكانية إرسال أسلحة إلى أوكرانيا بطريقة مباشرة.
وقال يون في مؤتمر صحافي في سول، “الآن، اعتمادا على مستوى ضلوع كوريا الشمالية، سنعدّل تدريجا استراتيجيتنا للدعم على مراحل”. وأضاف “هذا الأمر يعني أننا لا نستبعد إمكان إرسال أسلحة” إلى أوكرانيا بشكل مباشر، وفق “فرانس 24”.
لكن الرئيس الكوري الجنوبي شدد على أنه “إذا انخرطنا في دعم على مستوى التسليح، فستكون الأولوية للأسلحة الدفاعية”.
وكانت الحكومة الكورية الجنوبية أعلنت أنها تدرس فعليا إمكانية أن ترسل مباشرة أسلحة إلى أوكرانيا ردا على إرسال كوريا الشمالية قوات لدعم روسيا في غزوها ضد الجيش الأوكراني.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.