يبدو أن الحرب المندلعة منذ أكثر من سنة بين إسرائيل وحركة “حماس” في قطاع غزة، لا تزال تلقي بتداعياتها، سواء على المنطقة أو في الدول الأوروبية، حيث ساهمت هجمات السابع أكتوبر في ارتفاع مطرد في وتيرة حوادث “العنف”، بما في ذلك “الطعن” في العديد من البلدان الأوروبية.
وفي حادثة جديدة، تعرض عدد من المشجعين الإسرائيليين لأحداث “عنف” في أمستردام، الليلة الماضية، بعد توافدهم للعاصمة الهولندية بغية حضور مباراة مكابي تل أبيب أمام أياكس في الدوري الأوروبي.
وبينما لم تتضح بعد طبيعة هذه الهجمات، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنها تمت من قبل “أشخاص ملثمين، هتف بعضهم (الحرية لفلسطين.. فلسطين حرة)”.
حادثة أمستردام.. غضب غربي!
وبحسب الشرطة في أمستردام، اليوم الجمعة، فإنه تم توقيف 62 شخصا ونقل 5 أشخاص إلى المستشفى مصابين بجروح، مضيفة أنها تحقق في بلاغات عن احتجاز محتمل لرهائن وعن مفقودين، لكنها لم تخلص إلى أي شيء يؤكد ذلك.
وكانت هناك ردود فعل دولية بشأن الهجمات التي وقعت في أمستردام ضد الإسرائيليين، حيث أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء هذه الأحداث، فيما أعرب السفير الأمريكي لدى إسرائيل جاك ليو عن غضبه واستيائه مما حدث.
واللافت أن رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أعربت عن غضبها، ووصفت هذه الهجمات بـ “الدنيئة” التي تستهدف المواطنين الإسرائيليين في أمستردام.
واعتبرت في تغريدة على منصة “إكس”، أن “معاداة السامية ليس لها مكان على الإطلاق في أوروبا”، مضيفة: “نحن مصممون على محاربة جميع أشكال الكراهية”.
كما ودان رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، تلك الأحداث، حيث كتب عبر منصة “إكس”: “يجب رفض أعمال العنف والكراهية بشكل لا لبس فيه في أي مجتمع”.
وتابع: “لا يزال التزامنا بمكافحة معاداة السامية وكل شكل من أشكال الكراهية ثابتا، وسيواصل الاتحاد الأوروبي جهوده المتفانية لتعزيز التسامح وضمان الاحترام وحماية سلامة ورفاهية جميع الأفراد”.
من جانبها، اعتبرت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، أن “الصور القادمة من أمستردام مروعة ومخزية للغاية لأوروبا”.
ولذلك فإن هذه التصريحات الدولية الأولية بشأن الهجمات التي وقعت في أمستردام ضد إسرائيليين، ويقال إن من نفذها، “عرب، بعضهم من أصل فلسطيني وبعضهم مسلمون من دول أخرى”، يؤشر بأن هذا الحادث “العنيف” سوف يلقي بظلاله على وجود اللاجئين العرب والمسلمين في الدول الأوروبية والغربية عموما، سواء من ناحية تشديد إجراءات اللجوء أو عمليات الترحيل.
“غزوة أمستردام”!
وقد عبر عن هذه التخوفات، بعض رواد ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، إذ كتب أحدهم على منصة “إكس”، أن: “بكرا بس يشددوا الإجراءات ضد المهاجرين الشرق أوسطيين، وتبلّش موجة عنصرية ضد المسلمين، لا تطلعوا تبكوا ع أوروبا الراديكالية اللي ما بتتحمل الغريب”.
وأضاف بالقول: “بس هادا كلو مو مهم حاليا، المهم هلأ نشوة جماعة (هبواااا) بتسجيل انتصار وهمي جديد، وخوض معركة دونكيشوتية مميّزة بعنوان (غزوة أمستردام)، والباقي تفاصيل بتسقط منا بكل مرة، من الرسوم الكاريكاتورية الدانماركية لصحيفة (Charlie Hebdo) الفرنسية لفريق مكابي تل أبيب!”.
فيما قالت إحدى الناشطات على منصة “إكس“، إنه “خرج مئات من اليهود كانوا يتابعوا مباراة قدم لفريق إسرائيلي من الملعب في أمستردام فهجم عليهم عرب ينهالوا عليهم بالضرب والعنف والطعن! نساء وشباب اضطروا لرمي انفسهم الى الماء هربا منهم”.
وتابعت: “هناك عرب طيبين في أمستردام وأوروبا وأميركا يتضررون بسبب هؤلاء الإرهابيين ويترفض لجوئهم بسبب هذه الأعمال.. دمرتوا حياتنا يا سفلة”.
وطالب آخرون “بترحيل كل من ارتكب جريمة كراهية، حتى لو كانت بسيطة، فورا، حتى لو اكتفى بالتعبير عن الكراهية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة إذا كان مسلما، لأنهم أكثر ميلا إلى الجريمة وليس إلى الأفكار فقط”.
هذا وقد نبّهت العديد من الدول في وقت سابق من تداعيات الحرب في غزة على العديد من الأحداث والمناسبات الكبرى، وكذلك الدفع نحو عداء جديد بين العالمَين الغربي والإسلامي.
وزير الخارجية الإسرائيلي يسافر لهولندا
في السياق، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قرر عدم إرسال بعثة من الجيش إلى أمستردام، بناء على توجيهات القيادة السياسية، وأن جميع أفراده ممنوعون من السفر إلى هولندا حتى إشعار آخر.
ونقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن الخارجية الإسرائيلية القول إن وزير الخارجية الجديد جدعون ساعر سيسافر إلى هولندا في زيارة رسمية خلال الساعات المقبلة، يلتقي خلالها مع نظيره الهولندي، كاسبار فيلدكامب، وعدد من كبار المسؤولين بالحكومة.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الجمعة، إنه أُبلغ بتفاصيل “حادث عنيف للغاية” استهدف مواطنين إسرائيليين في أمستردام، بعد مباراة لكرة القدم.
وأشار بيان مكتب نتنياهو إلى أنه أمر بإرسال طائرتي إنقاذ على الفور لمساعدة المواطنين هناك.
وذكر المكتب، في بيان ثانٍ، أن وزارة الأمن الوطني حثت الإسرائيليين في أمستردام عقب الهجمات على البقاء في غرفهم بالفنادق التي يقيمون فيها.
وطلب رئيس الوزراء الإسرائيلي من نظيره الهولندي ديك شخوف تعزيز الإجراءات الأمنية للجالية اليهودية. فيما طلب وزير الخارجية الإسرائيلي من نظيره الهولندي المساعدة في إخراج الإسرائيليين بأمان، في أعقاب حادث أمني بأمستردام.
- كيف تؤثر “حادثة أمستردام” على اللاجئين العرب والمسلمين بأوروبا؟
- المعادلة تتغير في دير الزور: روسيا وإيران في مواجهة جديدة
- حرب الـ ” تيك توك”: يمان نجار يستفز باسم ياخور بحقيبة دولارات
- عودة ترامب تحيي آمالاً تركية في الأراضي السورية.. ما إمكانية تحقيقها؟
- اليونسكو تفتتح متحف “سجون داعش” في باريس.. تفاصيل
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.