في حادثة تبدو مثيرة في الوقت الراهن، ألقت السلطات الأميركية القبض على مسؤول في وكالة الاستخبارات المركزية “سي آي إيه” بتهمة بتسريب وثائق سرية تظهر خطط إسرائيل لمهاجمة إيران بسبب الهجوم الصاروخي الذي شنته الأخيرة مطلع الشهر الماضي، بحسب وثائق قضائية.

وطبقا لـ”أسوشيتد برس”، اعتقل مكتب التحقيقات الفيدرالي المتهم، ويدعى آصف ويليام رحمن، يوم الثلاثاء الماضي في كمبوديا.

وجاء اعتقال رحمن بعدما أعلن المحققون الأميركيون سابقا أنهم يعملون لكشف كيفية تسريب وثيقتين من الوثائق الاستخباراتية السرية للغاية عبر الإنترنت.

تسريب خطط إسرائيل

بحسب صحيفة “نيويورك تايمز“، فقد تم اتهام رحمن الأسبوع الفائت في محكمة اتحادية في ولاية فيرجينيا بتهمتين تتعلقان بالاحتفاظ المتعمد ونقل معلومات تتعلق بالدفاع الوطني.

صورة من إحدى الوثيقتين الأميركيتين نشرتها قناة تابعة لإيران في منصة “تليغرام”

كما أوردت “رويترز” المعلومات نفسها، وهي أن لائحة الاتهام الموجهة لرحمن تتضمن تهمتين تتعلقان بنقل معلومات سرية عمدا، دون أن تقدم تفاصيل حول طبيعة التسريب.

وبحسب الصحيفة الأميركية، أشار مطلعون على هذا الأمر إلى أن مكتب التحقيقات الفيدرالي “قدم رحمن إلى المحكمة الفيدرالية في غوام لمواجهة التهم”.

ومن المقرر أن يمثل رحمن، الذي عمل في الخارج لصالح “سي آي إيه” في غوام، اليوم الخميس، وفق “نيويورك تايمز”.

معلومات سرية “للغاية”

ووفقا للائحة الاتهامات الموجهة ضد رحمن، فإن التسريب حدث في 17 تشرين الأول/ أكتوبر، وهو ذات التوقيت الذي نشر فيه حساب على منصة “تليغرام” تربطها صلات وثيقة بـ”الحرس الثوري” الإيراني يطلق عليه “ميدل إيست سبكتاتور” ما بدا أنه زوج من الوثائق التي أنتجتها الوكالة الوطنية للاستخبارات الجغرافية التي شاركت معلومات حول استعدادات إسرائيل لشن هجوم على إيران.

وقال مسؤولون أميركيون في وقت سابق إنهم لا يعرفون من أين تم أخذ الوثائق، وإنهم يبحثون عن المصدر الأصلي للتسريب.

أظهرت الوثائق القضائية أن رحمن كان يحمل تصريحا أمنيا سريا للغاية، وكان لديه حق الوصول إلى معلومات حساسة مقسمة، وهو أمر شائع للكثير من موظفي وكالة الاستخبارات المركزية الذين يتعاملون مع المواد السرية.

واعترف مكتب التحقيقات الفيدرالي الشهر الماضي بأنه يحقق في التسريب. ويتولى مكتب التحقيقات الفيدرالي التحقيق في انتهاكات قانون التجسس، الذي يحظر الاحتفاظ غير المصرح به بالمعلومات المتعلقة بالدفاع التي قد تضر بالولايات المتحدة أو تساعد عدوا أجنبيا.

هذا وكانت الوثائق قد أعدتها وكالة الاستخبارات الجغرافية الوطنية الأميركية، تحلل الصور والمعلومات التي يتم جمعها بواسطة الأقمار الاصطناعية الأميركية. وتدعم الوكالة العمليات السرية والعسكرية.

وشكلت الصور تقييما أميركيا سريا لاستعدادات إسرائيل لضرب أهداف في إيران؛ بناءً على معلومات استخباراتية تم تحليلها خلال 15 و16 تشرين الأول/ أكتوبر، قبل نحو عشرة أيام من الهجوم الذي نفذته إسرائيل على مواقع عسكرية إيرانية في 26 تشرين الأول/ أكتوبر.

صورة من إحدى الوثيقتين الأميركيتين نشرتها قناة تابعة لإيران في منصة “تليغرام”

وبالفعل شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية مواقع عسكرية وصفتها بضربات “دقيقة ومحددة” ضد إيران في التاريخ ذاته، أي 26 أكتوبر، ردا على هجوم صاروخي إيراني كبير استهدف إسرائيل مطلع الشهر ذاته.

وهذه الهجمات تعتبر ضمن سلسلة من الضربات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، وأثارت منذ أشهر مخاوف من انزلاق المنطقة لحرب إقليمية شاملة.

وفي أعقاب الهجوم الإسرائيلي في 26 تشرين الأول/ أكتوبر، قالت إيران إن الضربات ضد مواقع عسكرية تسببت في مقتل ضابطين، لكن التقارير الأولية أشارت إلى أن الهجمات كانت محدودة أكثر مما كان متوقعا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات