تتسارع الأحداث في مسرح الحرب الروسية الأوكرانية، حيث تصاعدت الاستهدافات بين طرفي الصراع من جديد، فبعد أن سمحت الولايات المتحدة لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الأميركية لضرب روسيا، بدأت كييف بتنفيذ الهجوم الأول بصواريخ “أتاكمز”، الأميركية ضد موسكو، فيما اتهمت الأخيرة واشنطن بالمشاركة في هذا الاستهداف.

وأعلن الجيش الروسي أن أوكرانيا أطلقت 6 صواريخ طراز “أتاكمز”، أميركية الصنع، على منطقة بريانسك الروسية خلال الليل.

روسيا تتهم أميركا

نحو ذلك، أوضح الجيش الروسي، في بيان نقلته وكالات الإعلام الرسمية “عند الساعة 00:25 بتوقيت غرينتش، ضرب العدو موقعا في منطقة بريانسك بستة صواريخ باليستية. وبحسب بيانات مؤكدة فإنه تم استخدام صواريخ أتاكمز التكتيكية الأميركية الصنع”.

صورة أرشيفية لجندي أوكراني في قلب المعركة مع الجيش الروسي- “رويترز”

وطبقا للبيان الروسي فقد تم إسقاط 5 من هذه الصواريخ بواسطة طواقم “إس-400″ و”بانتسير” للدفاع الجوي، بينما تضرر صاروخ واحد، مشيرا إلى أن شظايا هذه الصواريخ سقطت على الأراضي التقنية لمنشأة عسكرية في مقاطعة بريانسك، ما تسبب في نشوب حريق، وتم إخماده على الفور.

من جانبه، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الولايات المتحدة بـ”المساعدة” في الهجوم الأوكراني على روسيا، قائلا: “الهجوم على بريانسك بصواريخ (أتاكمز) غير ممكن بدون مشاركة الأميركيين”.

وأضاف لافروف، اليوم الثلاثاء، أن أوكرانيا لا يمكنها إطلاق صواريخ بعيدة المدى دون مساعدة أميركية، وفق وسائل الإعلام.

وتوعد وزير الخارجية الروسي برد “مناسب” بعد هجوم أوكرانيا بصواريخ طويلة المدى على روسيا.

هذا وكانت وكالة “بلومبرغ” للأنباء، قد ذكرت في وقت سابق أن القوات المسلحة الأوكرانية نفذت أول هجوم في منطقة حدودية داخل الأراضي الروسية باستخدام نظام “أتاكمز” الصاروخي الأميركي، نقلا عن وكالة “آر بي سي – أوكرانيا” للأنباء.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد سمح لأوكرانيا باستخدام الصواريخ الأميركية بعيدة المدى، على أن يتركز هذا الاستخدام في منطقة كورسك الروسية.

تحديث العقيدة النووية

في المقابل، أظهرت وثيقة نشرت على الموقع الإلكتروني للحكومة الروسية، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وافق، اليوم الثلاثاء، على تحديث العقيدة النووية.

ويأتي هذا التحديث الروسي للعقيدة النووية ردا على سماح إدارة الرئيس جو بايدن لأوكرانيا باستخدام أسلحة أميركية لضرب عمق روسيا.

الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين- “سبوتنيك”

وحض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من جانبه، الغرب على الاطلاع على العقيدة النووية الروسية المحدثة لاستخدام السلاح النووي “كاملة”. وجاء تصريحات لافروف على هامش أعمال قمة الـ20 في ريو دي جانيرو بالبرازيل، وفق موقع “روسيا اليوم“.

هذا وكان بوتين قد أمر، قبل أسابيع فقط من موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية التي أُجريت هذا الشهر، بإجراء تغييرات على العقيدة النووية لتنص على أنه من الممكن اعتبار أي هجوم تقليدي على روسيا بمساعدة بلد يمتلك قوة نووية هجوما مشتركا على روسيا.

مواجهة عالمية!

من جانب آخر، حذر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس “الدوما” الروسي، ليونيد سلوتسكي، من تصعيد الحرب في أوكرانيا.

وقال سلوتسكي، خلال مقابلة مع وكالة “تاس” الروسية، أمس الاثنين، إن “ضرب العمق الروسي بالصواريخ الأميركية سيؤدي حتما إلى تصعيد كبير يهدد بعواقب أكثر خطورة”، مشددا على أن بلاده سترد بأقوى طريقة ممكنة في حال تأكد الأمر.

كما واعتبر أن “الرئيس بايدن، لا يجعل من الصعب على الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، إنهاء الحرب في أوكرانيا فحسب، بل يهدد باندلاع مواجهة عالمية”. وبالتالي، مع استخدام أوكرانيا للصواريخ الأميركية ضد روسيا اليوم، فإن التوترات السياسية بين الغرب وروسيا سوف تشتعل حتما في الفترة المقبلة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة