وسط استمرار الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية، اليوم الخميس، مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، والقيادي في حركة “حماس” محمد الضيف (الذي تقول إسرائيل أنها قتلته).
وتأتي هذه المذكرات ضد هؤلاء المسؤولين بتهمة “ارتكاب جرائم حرب”.
مذكرات اعتقال بحق مسؤولين بـ إسرائيل وغزة
وبحسب بيان المحكمة الدولية، فإنه ثمة أسبابا منطقية للاعتقاد أن نتنياهو وغالانت ارتكبا “جرائم حرب”، مضيفا أن قبول تل أبيب باختصاص المحكمة “غير ضروري”، مشددة على أنه “يمكن للمحكمة ممارسة اختصاصها على أساس الولاية الإقليمية لدولة فلسطين”.
ولفتت المحكمة الدولية إلى أن “جرائم الحرب ضد نتنياهو وغالانت تشمل استخدام التجويع سلاح حرب”، كما و”تشمل القتل والاضطهاد وغيرها من الأفعال غير الإنسانية”.
وأصدرت المحكمة الدولية، وفق بيان “بالإجماع قرارين يرفضان الطعون المقدمة من دولة إسرائيل بموجب المادتين 18 و19 من نظام روما الأساسي (النظام الأساسي). كما أصدرت أوامر قبض بحق بنيامين نتنياهو و يوآف غالانت”، وفق ما نقلته “الحرة“.
وكانت إسرائيل قد تقدمت في 26 أيلول/ سبتمبر الماضي، طلبين، يتضمن الأول طعنا في اختصاص المحكمة الجنائية الدولية، حيث رفضت الدائرة التمهيدية طلب إسرائيل الذي زعم أن المحكمة تفتقر إلى الاختصاص بشأن الوضع في دولة فلسطين، وخاصة على مواطني إسرائيل، بناءً على المادة 19(2) من النظام الأساسي.
ونوّهت المحكمة الدولية، بحسب البيان إلى إمكانية تقديم طعون مستقبلية بشأن اختصاص المحكمة أو مقبولية أي قضية محددة، مبينة أنه تم تصنيف أوامر القبض على أنها “سرية” لحماية الشهود وضمان سير التحقيقات.
وفي بيان آخر منفصل للمحكمة الدولية، قالت إنها أصدرت مذكرة اعتقال بحق بحق محمد دياب المصري (محمد الضيف)، بعدما “وجدت أسبابا معقولة بأنه ارتكب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في أراضي دولة إسرائيل ودولة فلسطين على الأقل منذ 7 أكتوبر 2023”.
ورغم إعلان إسرائيل مقتل محمد الضيف، القيادي بـ “كتائب عز الدين القسام” الجناح العسكري لـ”حماس”، خلال عملياتها في قطاع غزة، إلا أن “حماس” لم تؤكد أو تنف هذا الأمر.
رد إسرائيل و”حماس”
حول قرار المحكمة الجنائية الدولية، وصف الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، اليوم الخميس، قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال مين نتنياهو وغالانت، بأنه “عبثي”، بينما أعلن نتنياهو نفسه عن رفضه القرار ووصفه بـ” اشمئزاز”.
كما وانتقد هرتسوغ القرار باعتباره “يوما أسود للعدالة والإنسانية”، واتهم المحكمة بأنها “ساندت الإرهاب والشر ضد الديمقراطية والحرية”.
كذلك، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت، اليوم، قرار المحكمة الجنائية الدولية بأنه “وصمة عار”.
من جانبه، انتقد زعيم المعارضة في إسرائيل يائير لابيد أيضا بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها “مكافأة للإرهاب”، وفق ما نقلته “الشرق الأوسط”.
فيما رحبت “حماس” من جانبها، بقرارات المحكمة الجنائية الدولية، داعية في بيان، اليوم الخميس، “المحكمة إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكافة قادة الاحتلال الإسرائيلي”، وفق ما نقلته “العربية”.
ورأي القيادي بـ”حماس” عزت الرشق، أن أمر الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وغالانت “يكشف أن العدالة الدولية مع الفلسطينيين وضد إسرائيل”، مشيرا إلى أن “إسرائيل تواجه الحق وتتناقض مع مفهوم العدالة وتصطدم مع القيم الإنسانية”.
غارات على الضاحية
يأتي قرار المحكمة الجنائية الدولية في وقت تواصل فيه إسرائيل شن غاراتها على لبنان. ومنذ صباح الخميس، نفذت عدة غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، فيما قتل شخص في مدينة نهاريا شمال إسرائيل جراء صاروخ أطلق من “حزب الله”.
كما وأعلن “حزب الله” اللبناني المدعوم من إيران إطلاق مسيّرات نحو قاعدة عسكرية في حيفا، فضلا عن استهداف قوات إسرائيلية في بلدة الخيام اللبنانية، حيث تدور مواجهات منذ أيام عدة.
واستهدفت ضربات جوية إسرائيلية مناطق في الضاحية الجنوبية، بعد أوامر إخلاء أصدرها الجيش إلى سكان مبان محددة في الحدث وحارة حريك.
إلى جانب تعرض بلدة الشعيتية في قضاء صور جنوبي لبنان، لغارة إسرائيلية استهدفت “مركز الرسالة” للإسعاف الصحي التابع لحركة أمل، مما أسفر عن وقوع إصابات، وفق مصدر أمني.
وأدت الغارات الإسرائيلية على بلدة معركة في قضاء صور، الأربعاء، إلى مقتل 13 شخصا وإصابة 44 آخرين، بحسب حصيلة غير نهائية لوزارة الصحة اللبنانية.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.