بعد أن استهدفت روسيا أوكرانيا بصاروخ باليستي عابر للقارات، قالت إن ذلك “تحذير” للغرب، في حين قلّل مسؤول أميركي من احتمال أن يغير الصاروخ الجديد مسار الحرب في أوكرانيا.

وأوضح المسؤول الأميركي في إحاطة غير مصورة، أن الولايات المتحدة تجري “تحليلا دقيقا” للصاروخ الباليستي التجريبي متوسط المدى، “لتحديد تداعياته على التزامات موسكو بموجب معاهدات الحد من التسلح”، وكذلك على موقف الردع والدفاع لـ”حلف شمال الأطلسي” (الناتو).

روسيا تحذر الغرب

قال “الكرملين”، اليوم الجمعة، إن قصف أوكرانيا باستخدام صاروخ باليستي تم تطويره حديثا يهدف إلى “تحذير الغرب” من أن موسكو سترد على سماح الولايات المتحدة وبريطانيا لكييف بضرب روسيا بصواريخهما.

وأضاف المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن روسيا لم تكن ملزمة بتحذير الولايات المتحدة بشأن الضربة، ومع ذلك أبلغتها قبل 30 دقيقة من الإطلاق.

موقع هجوم صاروخي روسي في دنيبرو بأوكرانيا، 21 نوفمبر 2024. “رويترز”

ولفت بيسكوف إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ما زال منفتحا على الحوار، وفق ما أوردته وكالة “رويترز” للأنباء.

هذا وجاء قصف روسيا لأوكرانيا بصاروخ باليستي متوسط ​​المدى فرط صوتي على مدينة دنيبرو الأوكرانية أمس الخميس ردا على سماح الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لكييف بضرب الأراضي الروسية بأسلحة غربية متقدمة، في تصعيد آخر للحرب المستمرة منذ 33 شهرا.

وقال بوتين إزاء ذلك، خلال خطاب متلفز إن موسكو ضربت منشأة عسكرية أوكرانية بصاروخ باليستي فرط صوتي متوسط ​​المدى جديد يعرف باسم “أوريشنيك” (البندق) وحذر من أن المزيد من الهجمات قد تتبع ذلك. وقال إنه سيتم تحذير المدنيين قبل أي ضربات أخرى بمثل هذه الأسلحة”، وفق “رويترز“.

في المقابل، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن استخدام الصاروخ الجديد يرقى إلى “تصعيد واضح وخطير” في الحرب ودعا إلى إدانة عالمية قوية.

وقال مسؤول أميركي إن روسيا أخطرت واشنطن قبل وقت قصير من تنفيذ الضربة، في حين قال مسؤول آخر إن الولايات المتحدة أطلعت كييف وحلفائها على الاستعداد للاستخدام المحتمل لمثل هذا السلاح، طبقا لـ”رويترز”.

التقليل من تأثير الصاروخ الروسي

في السياق ذاته، قلّل المسؤول الأميركي، أمس الخميس، من احتمال أن يغير الصاروخ مسار الحرب، “خصوصا أن روسيا تمتلك على الأرجح عددا محدودا جدا من هذه الصواريخ التجريبية، وأن أوكرانيا تمكنت من الصمود في وجه هجمات روسية متعددة، بما في ذلك هجمات بصواريخ ذات رؤوس حربية أكبر بكثير من هذا الصاروخ”.

وبحسب ما نقلته “الحرة“، فإن “واشنطن أبلغت كييف في الأيام الأخيرة باحتمال استخدام موسكو صواريخ باليستية”، منوها بأن روسيا “قد تلجأ إلى استخدام هذه القدرات لترهيب أوكرانيا وحلفائها وخلق ضجة إعلامية”.

بحسب الجيش الأوكراني، قصفت روسيا أوكرانيا بصاروخ باليستي عابر للقارات، للمرة الأولى- موقع “أوكرينفورم/ رويترز“

كما أكد أن الرئيس الأميركي جو بايدن، “ملتزم بمواصلة تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا حتى انتهاء ولايته”.

علقت الباحثة في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، إيفانا ستاردنز، في حديث لقناة “الحرة”، على هذه التطورات، معتبرة أن خطوة موسكو تمثل “الطريقة الروسية لترهيب الغرب وأوكرانيا”.

وأضافت أن لبوتين “تاريخ طويل فيما يتعلق بترهيب الولايات المتحدة وأوروبا، والخطوة الأخيرة تأتي للترهيب وللتأكد من أن أوكرانيا لا تحصل على الأسلحة التي تحتاجها.. والصاروخ جزء من التهديدات الروسية للتأكد من أننا لا نساعد أوكرانيا”.

حذرت روسيا الغرب على مدى أشهر من أن سماح واشنطن لأوكرانيا باستخدام أسلحة أميركية، وبريطانية وفرنسية- موقع “أوكرينفورم/ رويترز“

وحذرت روسيا الغرب على مدى أشهر من أن سماح واشنطن لأوكرانيا باستخدام أسلحة أميركية، وبريطانية وفرنسية الصنع لضرب العمق الروسي سيدفع موسكو لتعتبر تلك الدول الأعضاء في “الناتو” مشاركة بشكل مباشر في الحرب بأوكرانيا.

وقال الرئيس الروسي، الشهر الفائت، إن روسيا سترد إذا ضربت أوكرانيا العمق الروسي بأسلحة أميركية الصنع، وفق تقارير صحفية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات