يبدو أن المواجهة غير المباشرة بين روسيا والغرب باتت تتصاعد، حيث أعلنت موسكو أن صواريخ “أوريشنيك” (شجرة البندق) التي كشفت عنها قبل أيام جاهزة للاستخدام ضد القواعد الأميركية في أوروبا، وجاهزة للنشر في آسيا إن اقتربت قواعد الصواريخ الأميركية من الأراضي الروسية هناك.

وأكد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أمس الاثنين، أن بلاده تدرس إمكانية نشر صواريخ متوسطة وقصيرة المدى في منطقة آسيا، في حال ظهور صواريخ أميركية هناك، وفق وكالة “سبوتنيك” الروسية للأنباء.

روسيا تهدد!

أضاف ريابكوف، ردا على سؤال عما إذا كانت روسيا تدرس إمكانية نشر صواريخ متوسطة وقصيرة المدى في دول آسيا: “بالطبع، هذا أحد الخيارات، التي تمت مناقشتها أيضا مرارا وتكرارا. إن ظهور المنظومات الأميركية المماثلة في أي منطقة من العالم سيحدد مسبقا خطواتنا الإضافية، بما في ذلك في مجال تنظيم الرد العسكري والعسكري الفني”.

 أجزاء من صاروخ باليستي استخدمته روسيا في هجوم على مدينة دنيبرو، وسط هجوم روسيا على أوكرانيا، في مكان غير معلن في أوكرانيا 24 نوفمبر- “رويترز”

وبحسب ما ذكرته وكالة “سبوتنيك“، فإن ريابكوف أشار إلى أنه “لا ينبغي أن يكون لدى خصومنا وأتباعهم شعور زائف بالأمان أو الرضا عن النفس”.

واللافت أن ريابكوف قال إن “الوقت قد حان لتطبيق تدابير أكثر قوة وفعّالية”، وهو ما يشير إلى أن روسيا تتخذ مسارات تصعيدية تجاه الغرب.

كما أشار ريابكوف إلى أنه لا توجد قيود على النشر المحتمل لصواريخ “أوريشنيك” الروسية المتوسطة المدى وفقا للالتزامات الدولية القائمة في هذا المجال.

وتابع ريابكوف في حديثه، أن مصير تعليق الجانب الروسي لنشر الصواريخ النووية المتوسطة المدى يعتمد على إجراءات الولايات المتحدة.

وشدد ريابكوف على أن مثل هذه الأنظمة لا علاقة لها بمعاهدة “ستارت” الجديدة، بالإضافة إلى أن مذكرة التفاهم بين روسيا والولايات المتحدة بشأن إخطارات إطلاق الصواريخ من عام 1998 لا تزال سارية، وفي إطار هذه الوثيقة أخطرت روسيا الولايات المتحدة باختبار إطلاق صاروخ “أوريشنيك”.

مواجهات عسكرية

في سياق آخر متصل، قالت موسكو، أمس الاثنين، إن دفاعاتها الجوية أسقطت 8 صواريخ باليستية أطلقتها أوكرانيا، وقنابل أميركية الصنع.

وبحسب ما نقلته وكالة “تاس” الروسية عن وزارة الدفاع الروسية، فإن “الدفاعات الجوية أسقطت 8 صواريخ باليستية و6 قنابل جوية موجهة من طراز JDAM أميركية الصنع، بالإضافة إلى 45 مسيّرة”، دون ورود معلومات أخرى حول نوع الصواريخ، أو المكان الذي أسقطت فيه.

في المقابل، أعلنت أوكرانيا، من جانبها، أنها ضربت أهدافا عسكرية في روسيا، من دون أن تحدد طبيعة الأسلحة التي استخدمتها.

هذا وكشفت السلطات الأوكرانية، الأحد، عما قالت إنه حطام الصاروخ الباليستي الروسي الجديد الذي ضرب أوكرانيا لأول مرة.

بحسب الجيش الأوكراني، قصفت روسيا أوكرانيا بصاروخ باليستي عابر للقارات، للمرة الأولى- موقع “أوكرينفورم/ رويترز“

وهذا الصاروخ الباليستي الذي ضرب عمق أوكرانيا، أطلق عليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اسم أوريشنيك (شجرة البندق) واستخدمته موسكو لأول مرة منذ بداية الغزو، لقصف المصنع العسكري الذي ينتج مكونات الصواريخ.

وقال “الكرملين”، يوم الجمعة الماضي، إن قصف أوكرانيا باستخدام صاروخ باليستي تم تطويره حديثا يهدف إلى “تحذير الغرب” من أن موسكو سترد على سماح الولايات المتحدة وبريطانيا لكييف بضرب روسيا بصواريخهما.

وجاء قصف روسيا لأوكرانيا بصاروخ باليستي متوسط ​​المدى فرط صوتي على مدينة دنيبرو الأوكرانية أمس الخميس ردا على سماح الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لكييف بضرب الأراضي الروسية بأسلحة غربية متقدمة، في تصعيد آخر للحرب المستمرة منذ 33 شهرا.

وقال بوتين إزاء ذلك، خلال خطاب متلفز إن موسكو ضربت منشأة عسكرية أوكرانية بصاروخ باليستي فرط صوتي متوسط ​​المدى جديد يعرف باسم “أوريشنيك”، وأن مداه يصل إلى 5500 كيلومتر.

وحذر بوتين من أن المزيد من الهجمات قد تتبع ذلك. وقال إنه سيتم تحذير المدنيين قبل أي ضربات أخرى بمثل هذه الأسلحة”، وفق “رويترز“.

كذلك، أمر الرئيس الروسي بإنتاج كمية كبيرة من هذا الصاروخ ومواصلة اختباره في الأوضاع القتالية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة