اتهمت روسيا دولا غربية بالوقوف وراء دعم فصائل “المعارضة السورية” التي شنت هجوما “مفاجئا” على قوات الجيش السوري في العديد من المناطق السورية، معتبرة أن “هجوم الفصائل في سوريا لم يكن ليحدث لولا الدعم والتحريض من الخارج”.

في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، اليوم الأربعاء، أن تقدم “هيئة تحرير الشام في سوريا يظهر أن داعمي الرئيس السوري بشار الأسد مثل روسيا وإيران مشتتون”.

وأكد وزير الخارجية، في كلمته، أمام مؤتمر وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي “الناتو” على أن “رفض الأسد المشاركة بأي شكل ملموس في عملية سياسية فتح المجال لهجوم هيئة تحرير الشام”.

من جانبها، جددت مصر عبر وزير الخارجية والهجرة بدر عبد العاطي، “موقف بلاده الثابت والداعم للدولة السورية وسيادتها ووحدة وسلامة أراضيها”.

معارك سوريا.. روسيا تتهم دولا غربية

نحو ذلك، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، الأربعاء، إن موسكو تدعم بقوة إجراءات القيادة السورية لمواجهة الهجمات التي تشنها ما وصفتها بـ”الجماعات الإرهابية”.

وأكدت الناطقة باسم الخارجية الروسية، خلال مؤتمر صحفي إدانة بلادها الشديدة لهجوم “الإرهابيين” في شمال سوريا، وفق ما نقلته “روسيا اليوم“.

وأردفت زاخاروفا، أن “لا شك في أنهم لم يكونوا ليقدموا على مثل هذا الهجوم دون التحريض والدعم الكامل من القوى الخارجية التي تسعى إلى إثارة جولة جديدة من المواجهة المسلحة في سوريا وتغذية دوامة العنف”.

وتابعت زاخاروفا: أن “الفصائل حصلت على طائرات مسيَّرة وتدريب من الخارج”، في مشيرة إلى وجود “أثر أوكراني” في هذه الأحداث.

هذا واتهم مندوب روسيا الدائم، فاسيلي نيبينزيا، دولا غربية، على رأسها أوكرانيا وواشنطن، بدعم فصائل “المعارضة” ضد قوات الجيش السوري، وأكد وجود آثار أوكرانية في تنظيم الهجمات. 

وأشار نيبينزيا إلى أنه لم تشجع أي دولة غربية عقد جلسة مجلس الأمن بشأن سوريا، وهذا ما يشير إلى تأييدهم للتصعيد هناك، وفق ما نقلته وسائل الإعلام.

سجال بين موسكو وواشنطن

اللافت، أن موسكو اتهمت عبر مندوبها الأممي، فاسيلي نيبينزيا واشنطن بشكل مباشر بالتنسيق للهجوم شمال غربي سوريا، وقال موجها كلامه لمندوب واشنطن: “ليس لديك الشجاعة للتنديد بهجوم إرهابي واضح على المدنيين المسالمين في المدن السورية المسالمة”.

في المقابل، قال نائب السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، روبرت وود، إن الولايات المتحدة “تراقب عن كثب الوضع في سوريا”، مشيرا إلى حكومة دمشق “انخرط منذ سنوات في حرب أهلية بدعم من روسيا وإيران”.

وشدد وود على أن “استمرار رفض حكومة دمشق المشاركة في العملية السياسية وفق القرار الأممي رقم 2254، واعتمادها على روسيا وإيران، خلق الظروف التي تتكشف الآن، بما في ذلك انهيار خطوط دمشق في شمال غرب سوريا”.

وبالعودة إلى حديث المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، فإنها أكدت أن “وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا هم على تواصل وثيق، لتحقيق الاستقرار في سوريا أمام هجوم الفصائل المعارضة”.

وأضافت زاخاروفا، أن “وزراء خارجية الدول الثلاث الضامنة لمسار أستانا الرامي لإيجاد حل سياسي للنزاع في سوريا، روسيا وإيران وتركيا على تواصل وثيق”.

ومن المرجح أن يجتمع وزراء خارجية إيران وتركيا وروسيا في الدوحة في إطار عملية “أستانا” في السابع والثامن من كانون الأول/ ديسمبر الجاري لبحث الملف السوري.

في ضوء ذلك، قال الكاتب السياسي، والأستاذ في جامعة جورج واشنطن، رضوان زيادة عبر حسابه الشخصي على منصة “إكس“، إن ثمة “تغير سريع في الموقف الأميركي من التشكيك في تقدم الفصائل المسلحة (التي لا نعرف من هي) إلى اعتبار ذلك (تقدما لصالح الاستقرار في سوريا) الخطوة التالية، كما أكد لي المسؤولون أمس، أن السيطرة على الحدود العراقية السورية ومنع أي من الميلشيات الإيرانية (زينبيون وفاطميون وحزب الله وسيد الشهداء والنجباء وآخرون” العبور إلى سوريا للقتال إلى جانب بشار الأسد.. في هذه المرحلة لا نريد أي شيء آخر”.

موقف مصر

بالعودة إلى حديث وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي، فإنه أضاف خلال اتصال هاتفي تلقاه من بسام صباغ، وزير الخارجية والمغتربين السوري، أكد على “الأهمية البالغة لحماية المدنيين”.

مقاتل في صفوف فصائل “المعارضة السورية” يقف على ظهر شاحنة يحمل سلاحا في منغ، شمال حلب، سوريا، 2 ديسمبر 2024. “محمود حسانو/ رويترز”

وبحسب بيان للخارجية المصرية، اليوم الأربعاء، فقد تناول الاتصال آخر المستجدات والتطورات الميدانية في شمال سوريا، والتداعيات الوخيمة لهذه التطورات على أمن واستقرار سوريا والمنطقة بأسرها.

وأشار وزير الخارجية إلى أنه جرى بحث سبل الدعم العربي للدولة السورية، في ظل التطورات الأخيرة، خصوصا في إطار “جامعة الدول العربية”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة