وسط تقدم فصائل “المعارضة السورية” ضد مناطق حكومة دمشق، بعثت كل من موسكو وبغداد رسائل لافتة لأنقرة، تؤشر إلى ما يبدو أنها نهاية التصعيد العسكري في سوريا.

ففي حين أبدت روسيا رغبتها لتركيا بنهاية سريعة للوضع المتصاعد في سوريا، أبلغ العراق الجانب التركي أنه “لن يقف متفرجا على التطهير العرقي في سوريا.

بوتين يهاتف أردوغان بشأن سوريا

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الثلاثاء، خلال اتصال هاتفي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، إنه يريد بنهاية سريعة للهجوم الذي شنته فصائل “المعارضة السورية” وعلى رأسهم “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقا) في شمال سوريا وبعض المناطق الأخرى.

صورة جوية تظهر سيارة تمر بجانب معدات ومركبات عسكرية تم التخلي عنها على الطريق السريع المؤدي إلى دمشق بالقرب من بلدة صوران شمال مدينة حماة السورية في 3 ديسمبر 2024 “أ.ف.ب”

وأفاد “الكرملين” في بيان: “شدد الرئيس بوتين على ضرورة إنهاء العدوان الإرهابي لجماعات متطرفة على الدولة السورية بسرعة، وتقديم الدعم الكامل لجهود السلطات الشرعية لاستعادة الاستقرار والنظام الدستوري”.

وبحسب ما أوردته “وكالة فرانس برس”، أشار “الكرملين” إلى أن “الرئيسين سيبقيان على اتصال بحثا عن إجراءات بغية نزع فتيل الأزمة في سوريا”.

وتابع: “أكد الرئيسان الأهمية المحورية للتنسيق الوثيق بين روسيا وتركيا وإيران لإعادة الوضع في سوريا إلى طبيعته”.

السوداني أبلغ أردوغان “رسالة”

وفي سياق متصل، أبلغ رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أردوغان، أن “العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطيرة التي تشهدها سوريا، خاصة التطهير العرقي للمكونات والطوائف هناك”.

وأكد السوداني خلال اتصال هاتفي أردوغان، وفق بيان للمكتب الإعلامي للسوداني، أن “العراق سيبذل كل الجهود من أجل الحفاظ على أمنه وأمن سوريا”.

https://twitter.com/IraqiPMO/status/1863959554154770911

وقال رئيس الحكومة العراقية، أمس الثلاثاء، إن “العراق سبق أن تضرر من الإرهاب ونتائج سيطرة التنظيمات المتطرفة على مناطق في سوريا، ولن يسمح بتكرار ذلك”، مشددا على “أهمية احترام وحدة سوريا وسيادتها”، طبقا لبيان المكتب الإعلامي للسوداني.

من جانبه، قال أردوغان، إن ”حكومة دمشق بحاجة إلى الانخراط في عملية سياسية جادة لمنع تفاقم الوضع”.

وبحسب بيان للرئاسة التركية، أضاف أردوغان خلال حديث هاتفي مع السوداني أن “أولوية تركيا هي حماية حدودها والحفاظ على السلام خارج حدودها، ومنع إلحاق الضرر بالسكان المدنيين، وأن وحدة سوريا واستقرارها وسلامة أراضيها مهمة، وأنهم يتّفقون بهذا الشأن مع العراق”.

وتأتي هذه التصريحات في أعقاب الهجوم الذي شنته فصائل “المعارضة السورية” وعلى رأسهم ”هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقا)، المدعومة من تركيا، على مواقع قوات الجيش السوري في شمال سوريا وبعض المناطق الأخرى في محافظتَي إدلب وحماة.

وعليه، تمكنت الفصائل من السيطرة على كامل مدينة حلب وريفها، وتسعى حاليا إلى اختراق دفاعات الجيش السوري على أطراف مدينة حماة من الجهة الشمالية.

ومن المرجح أن يجتمع وزراء خارجية إيران وتركيا وروسيا في الدوحة في إطار عملية “أستانا” في السابع والثامن من كانون الأول/ ديسمبر الجاري لبحث الملف السوري.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات