حدث تبادل للاتهامات بين المندوبين خلال جلسة مجلس الأمن الطارئة بشأن سوريا، حيث اتسمت الجلسة بسجال حاد بين الولايات المتحدة وروسيا. إلى جانب نقاش لاذع دار بين الدول الغربية وإلى حد ما تركيا مقابل الحكومة السورية وإيران.
وتأتي هذه الجلسة الطارئة بشأن سوريا، بناء على طلب حكومة دمشق، في خضم شن فصائل “المعارضة السورية” فجر الأربعاء الماضي هجوما “مباغتا” على شمال سوريا ومناطق أخرى، سيطرت خلاله على مدينة حلب بما فيها مطارها الدولي، واستكملت سيطرتها على كامل مساحة محافظة إدلب وعشرات القرى والبلدات في ريف حماة وباتت على تخوم مدينة حماة.
سجال بشأن سوريا
وقعت مواجهات كلامية بين الولايات المتحدة وروسيا خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي الذي عقد في نيويورك، مساء الثلاثاء، على خلفية التصعيد المفاجئ في سوريا، إذ اتهمت كل منهما الأخرى بدعم “الإرهاب”، بحسب ما نقلت وسائل إعلام.
وشهدت الجلسة دعوة واشنطن لمدير منظمة “الخوذ البيضاء” للدفاع المدني والتي تعمل في مناطق سيطرة فصائل “المعارضة السورية” في شمال وشمال غربي سوريا، للمشاركة في الجلسة، وهو ما قوبل بمعارضة من موسكو.
وقال نائب السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، روبرت وود، إن الولايات المتحدة “تراقب عن كثب الوضع في سوريا”، مشيرا إلى حكومة دمشق “انخرط منذ سنوات في حرب أهلية بدعم من روسيا وإيران”.
وشدد وود على أن “استمرار رفض حكومة دمشق المشاركة في العملية السياسية وفق القرار الأممي رقم 2254، واعتمادها على روسيا وإيران، خلق الظروف التي تتكشف الآن، بما في ذلك انهيار خطوط دمشق في شمال غرب سوريا”.
واتهم روبرت وود، الحكومة السورية بمهاجمة مستشفيات ومدارس في إدلب وحلب بدعم من روسيا، مطالبا دمشق “بألا تشن هجمات بالأسلحة الكيميائية كما حدث في الماضي”.
وتابع وود قائلا “واشنطن ستدافع عن مواقعها العسكرية بشمال شرق سوريا لضمان عدم ظهور داعش الإرهابي مرة أخرى”، نافيا أي صلة للولايات المتحدة بهجوم فصائل “المعارضة” في شمال سوريا.
كما أعرب روبرت وود عن قلقه من أن الهجوم تقوده “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقا)، قائلا إن “حقيقة إدراج الولايات المتحدة والأمم المتحدة هيئة تحرير الشام على قائمة المنظمات الإرهابية لا تبرر المزيد من الفظائع التي ترتكبها حكومة دمشق وداعموها الروس”.
وطالب وود، مجلس الأمن بأن “يتحدث بصوت واحد للمطالبة بأن تتوقف جميع الأطراف عن الهجمات الجوية الوحشية وأن تلتزم بالقانون الدولي”.
في المقابل، قال مندوب روسيا لدى مجلس الأمن فاسيلي نيبينزيا إن 400 مسلح قُتلوا وأصيب 600 آخرون “منذ بداية هجوم الفصائل المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام في شمال غرب سوريا”.
واتهم نيبينزيا الولايات المتحدة بدعم “التنظيمات الإرهابية في سوريا واحتلال المناطق الغنية بالنفط”، لافتا إلى أن الهجوم الذي شنته فصائل “المعارضة” شمالي سوريا كان خلفه دعم كل من أوكرانيا والولايات المتحدة.
وأضاف المندوب الروسي بالقول: “موسكو حذرت مرارا وتكرارا من مغازلة الإرهابيين الذين استقروا في المنطقة المجاورة مباشرة لحلب، لكن زملاءنا الغربيين، بدافع الكراهية للحكومة السورية، لم يتوقفوا عن التفاعل معهم”.
حديث دمشق ومدير “الخوذ البيضاء”
من جانبه، وجه المندوب السوري لدى الأمم المتحدة قصي الضحاك أصابع الاتهام إلى إسرائيل وتركيا قائلا إن “الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سوريا مهدت الطريق لهجوم الجماعات المسلحة”، وفق ما نقلته “الشرق الأوسط” عن جلسة مجلس الأمن حول سوريا.
وأضاف الضحاك قائلا :”الهجوم على شمال سوريا لم يكن من الممكن تنفيذه دون ضوء أخضر وأمر عمليات تركي إسرائيلي مشترك… الهجوم الإرهابي على حلب تزامن مع تدفق الإرهابيين عبر الحدود الشمالية وتكثيف الدعم الخارجي لهم بما فيه العتاد الحربي والأسلحة الثقيلة والعربات والطائرات المسيّرة وتقنيات الاتصال الحديثة وتأمين خطوط الإمداد العسكري واللوجستي”.
وقال الضحاك أيضا إن سوريا ماضية في “ممارسة حقها السيادي وواجبها الدستوري والقانوني في محاربة الإرهاب بكل قوة وحزم وستتخذ كل ما يلزم من إجراءات للدفاع عن مواطنيها”.
في المقابل، قال مدير الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء” رائد الصالح أمام مجلس الأمن، أمس الثلاثاء، إن ما لا يقل عن 100 مدني قُتلوا وأصيب 360 منذ بدء الاشتباكات في شمال غرب سوريا.
ووجه مدير “الخوذ البيضاء” اتهامات مباشرة للحكومة السورية وحليفتها روسيا، وأضاف قائلا: “أجدد وأذكر المجتمع الدولي بدوره ومسؤوليته لإيقاف الجرائم بحق السوريين”، مشيرا إلى أن “النظام السوري تعمد خلال الأيام الماضية استهداف المدنيين وقتل وجرح العديد منهم، فضلا عن شن روسيا هجمات على إدلب أدت إلى خروج 4 مستشفيات عن الخدمة”.
ضرورة خفض التصعيد
من جانبها، أكدت نائبة السفير التركي لدى الأمم المتحدة سيرين أوزغور، خلال جلسة مجلس الأمن بخصوص سوريا، “ضرورة خفض التصعيد في سوريا”.
ودعت أوزغور حكومة دمشق إلى الانخراط في العملية السياسية، معتبرة أن “تجدد تصعيد الوضع في سوريا يعكس التحديات العالقة”، مشددة على أن “سوريا ستبقى في دوامة العنف دون إطلاق عملية مصالحة وطنية حقيقية”.
أما المندوب الإيراني لدى مجلس الأمن أمير سعيد عرفاني فإنه قال إن ما حدث في إدلب وحلب في الأيام الماضية “جرس إنذار فيما يتعلق بظهور الإرهاب والتطرف”.
وأردف عرفاني أن “الهجمات الإسرائيلية على المعابر بين سوريا ولبنان أدت إلى تعطيل وصول المساعدات الإنسانية”.
من جانبه، حذر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، من أن الوضع في سوريا خطير ومتغير.
وأضاف بيدرسون خلال جلسة مجلس الأمن، أن ثمة مساحات شاسعة من البلاد تخضع لسيطرة أطراف من غير الدول، وأن الوضع قد يؤدي إلى عودة ظهور تنظيم “داعش” الإرهابي.
ولفت المبعوث الأممي، إلى أن “هيئة تحرير الشام وفصائل مسلحة أخرى حققت تقدما واقتربت كثيرا من مدينة حماة”، وعليه حذر بيدرسون من احتمال اندلاع نزاعات في مناطق أخرى في سوريا، ومن عمليات نزوح على نطاق واسع، وحث كل الأطراف على العمل على حماية المدنيين وإتاحة العبور الآمن للفارين من العنف.
وأكد بيدرسون أنه سيعود إلى المنطقة قريبا لإجراء محادثات لدفع العملية السياسية، وطالب بأن يأتي خفض التصعيد بآفاق سياسية ذات مصداقية للشعب السوري.
وتأتي جلسة مجلس الأمن الطارئة بخصوص سوريا في أعقاب الهجوم الذي شنته فصائل “المعارضة السورية” وعلى رأسهم ”هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقا)، المدعومة من تركيا، على مواقع قوات الجيش السوري في شمال سوريا وبعض المناطق الأخرى في محافظتَي إدلب وحماة.
ومن المرجح أن يجتمع وزراء خارجية إيران وتركيا وروسيا في الدوحة في إطار عملية “أستانا” في السابع والثامن من كانون الأول/ ديسمبر الجاري لبحث الملف السوري.
- وُجدَ جُثّة.. كيف وقع مازن حمادة بفخ مخابرات الأسد؟
- مديرية الخدمات الفنية بحمص لـ”الحل نت”: نسعى لمضاهاة الخليج بجودة الطرق
- الخبز السوري في 2025.. خطة لتحسين الجودة والإنتاج و”إلغاء للدعم”
- من أين ستوفر الحكومة السورية زيادة رواتب الموظفين 4 أضعاف؟
- “لتوحيد الصف الكُردي”.. قائد “قسد” يلتقي ممثل البارزاني
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.