بعد إعلان “الكرملين” رسميا عن وجود رئيس النظام السوري السابق بشار الأسد وعائلته في موسكو، ومنحهم حق اللجوء “لدواع إنسانية”، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن السوريين أمام فرصة تاريخية، مشددا على ضرورة محاسبة الأسد.

يأتي ذلك بعد أن أعلنت فصائل “المعارضة السورية” الإطاحة بالأسد بعد سيطرتها على دمشق فجر الأحد، منهية حكم عائلة آل الأسد في سوريا الذي استمر 24 عاما.

الأسد لاجئ في روسيا

وبحسب ما نقلت وكالات الأنباء الروسية عن مصدر في “الكرملين”، فإن الأسد وعائلته وصلوا إلى موسكو.

وقال المصدر ذاته لوكالتي “تاس” و”ريا نوفوستي” الرسميتين، أمس الأحد، إن روسيا منحت الأسد وعائلته حق اللجوء “لدواع إنسانية”، وفق تعبيره.

وطبقا لـ”الكرملين”، فإن فصائل “المعارضة السورية” التي سيطرت على العاصمة دمشق “ضمنت أمن” القواعد العسكرية الروسية.

وكانت روسيا قد علقت بعد سقوط نظام بشار الأسد، عبر وزارتها الخارجية في بيان، الأحد، قائلة إن بشار الأسد ترك منصبه وغادر البلاد بعد أن “أصدر أوامره بتسليم السلطة سلميا”.

ولم تذكر الوزارة الروسية في بيانها آنذاك مكان تواجد الأسد، بل وأكدت عدم مشاركة موسكو في المحادثات بشأن رحيل الأسد.

وأضافت الوزارة الروسية عبر بيانها، أن القواعد العسكرية الروسية في سوريا وضعت في حالة تأهب قصوى، لكن لا يوجد تهديد خطير لها في الوقت الحالي، وإن موسكو على اتصال بجميع “جماعات المعارضة السورية وحثت جميع الأطراف على الامتناع عن العنف”.

ضرورة محاسبة الأسد

في المقابل، اعتبر الرئيس الأميركي، جو بايدن، أن بشار الأسد الذي غادر البلاد، “واجه العدالة”، مشيرا إلى أنه باتت أمام السوريين فرصة للنهوض ببلادهم، بعد سقوط نظامه.

وأضاف الرئيس الأميركي في رد على سؤال للصحفيين بعد تلقيه إحاطة من فريق الأمن القومي عن سقوط النظام السوري: “ينبغي محاسبة الأسد”.

وقال بايدن في كلمة خصصت للشأن السوري بعد تقدم فصائل “المعارضة” ووصولها دمشق: “نظام الأسد واجه العدالة بعد الفظائع التي ارتكبها”، وفق ما نقلته “الحرة”.

ولفت الرئيس بايدن إلى أن “روسيا فشلت في حماية وكيلها الرئيسي في المنطقة وكذلك إيران وحزب الله”، مشددا على أنه بعد تلقي الدعم من روسيا وإيران وحزب الله لسنوات، “تلاشى هذا الدعم، تلاشى في غضون أيام”.

سقط حكم نظام بشار الأسد في سوريا- “وكالات”

وكان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، قد أكد من جانبه أيضا، أن واشنطن ستراقب عن كثب التطورات في سوريا، وستعمل مع شركائها في المنطقة، وستدعم الجهود الدولية لمحاسبة نظام الأسد وداعميه على “الفظائع والانتهاكات” التي ارتكبت ضد الشعب السوري.

كما ستعمل واشنطن، وفق بيان صحفي لبلينكن، على دعم جهود محاسبة الأسد لاستخدامه الأسلحة الكيميائية والاحتجاز “غير العادل للمدنيين” مثل المواطن الأميركي، أوستن تايس.

استمرار مكافحة “داعش”

من جانب آخر، أعلن الرئيس بايدن أنه سوف يرسل كبار المسؤولين إلى المنطقة وقال: “سندعم دول جوار سوريا العراق والأردن وإسرائيل، وسنعمل مع الأطراف المعنية لمساعدتهم على اغتنام الفرصة لإدارة المخاطر”.

وشدد الرئيس بايدن على أن الولايات المتحدة “ستساعد في فرض الاستقرار في شرق سوريا، وحماية عناصرها العسكرية من التهديدات، وستعمل على محاربة تنظيم داعش وتأمين مراكز احتجاز مسلحيه”.

وتعهد بايدن بأن الولايات المتحدة لن تسمح للتنظيم المتشدد بـ”استغلال الفراغ واستعادة قدراته”، مشيرا إلى أن طائرات أميركية وجهت ضربات بالفعل في سوريا استهدفت التنظيم.

وفي سياق سياق العملية السياسية لسوريا، أعرب الرئيس بايدن عن دعم الولايات المتحدة لها بعيدا عن نظام الأسد للوصول إلى سوريا السيادية المستقرة، و”هذه العملية سيقرها الشعب السوري”، وفق تعبيره.

في حين، أفاد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، من جانبه، بأن “رفض نظام بشار الأسد منذ عام 2011 الانخراط في عملية سياسية ذات مصداقية، واعتماده على الدعم الوحشي من روسيا وإيران أديا حتما إلى انهياره”.

وقال بلينكن: “بعد 14 عاما من الصراع، أصبح لدى الشعب السوري أخيرا، سبب للأمل”، وفق ما نقلته “الحرة“.

وشدد أيضا وزير الخارجية الأميركي على دعم واشنطن “بقوة” الانتقال السلمي للسلطة إلى حكومة سورية “مسؤولة” من خلال عملية شاملة بقيادة سورية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات