تباينت ردود فعل الأطراف الإقليمية والسورية حول نتائج “اجتماع العقبة”، أو اجتماع لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا في الأردن، ففي حين رحبت أطراف سورية، بنتائج الاجتماع، أبدت أطراف إقليمية قلقها بسبب “طبيعة القوى السورية الجديدة وارتباطها بالإخوان وتنظيم القاعدة”.

هذا ودعت المملكة الأردنية الهاشمية في وقت سابق وزراء الخارجية العرب والمسؤولين الغربيين لعقد “اجتماع العقبة” في الأردن، لبحث تطورات الأوضاع في سوريا.

وعليه، استضاف الأردن، يوم السبت الفائت، اجتماع لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا في العقبة. وكان يهدف اللقاء بشكل أساسي إلى مناقشة تطورات الأوضاع في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر الجاري، حيث اتفق المجتمعون على ضرورة دعم سوريا في مرحلتها الانتقالية، والتأكيد على وحدة وسلامة الأراضي السورية.

“اجتماع العقبة” بشأن سوريا

اللافت أنه لم يوجه الدعوة لهذا الاجتماع إلى روسيا وإيران اللتين كانتا تدعمان الأسد. واجتمع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ومبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسون، ومسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس، ووزير الخارجية التركي هاكان فيدان، ووزراء خارجية الأردن والسعودية والعراق ولبنان ومصر والإمارات والبحرين وقطر، ولم يشارك في الاجتماع أي ممثل لسوريا.

اجتماعات العقبة حول سوريا- “وكالات”

وأصدرت لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سورية، في اجتماعها في مدينة العقبة الأردنية، بيانا ختاميا أكدت فيه الوقوف إلى جانب الشعب السوري وتقديم كل الدعم له في هذه المرحلة الانتقالية، واحترام إرادته وخياراته، داعية إلى تشكيل هيئة حكم انتقالية جديدة “جامعة”.

وشدد البيان الختامي الصادر عن “اجتماع العقبة”، على دعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية شاملة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية، بما فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة و”جامعة الدول العربية”، وفق ما نقلته “الشرق الأوسط”.

كما نوّه بيان “اجتماع العقبة” إلى “ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية”، فضلا عن “الالتزام بتعزيز مكافحة الإرهاب ومنع خطره على أمن سوريا والمنطقة والعالم ويشكل دحره أولوية جامعة”.

كذلك أدان البيان الختامي، “توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق”.

رد إقليمي “مقلق”

عقب انتهاء “اجتماع العقبة” أكد الدكتور أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، أن بيان الاجتماع الوزاري حول سوريا يعكس “توجها عربيا إيجابيا لدعم الأشقاء في طريق الانتقال السياسي والسلمي”.

وشدد أنور قرقاش عبر منشور على منصة “إكس/ تويتر”، أمس الأحد، على “وحدة وسيادة سوريا وبناء دولة خالية من الإرهاب والتطرف، مع احترام حقوق السوريين دون تمييز”.

لكن قرقاش أشار في الوقت ذاته إلى ضرورة التعلم من الدروس السابقة، قائلا: “لنتعلم جميعا من دروس العقد الماضي، وننظر إلى المستقبل بتفاؤل”.

ولم يخف قرقاش قلقه بشأن القيادة الجديدة في سوريا، وتابع بالقول: “نسمع تصريحات معقولة وعقلانية حول الوحدة وعدم فرض نظام على جميع السوريين لكن من ناحية أخرى أعتقد أن طبيعة القوى الجديدة وارتباطها بالإخوان وبالقاعدة كلها مؤشرات مقلقة للغاية”.

ردود أطراف سورية

في غضون ذلك، اعتبرت أطراف سورية، أمس الأحد، أن نتائج “اجتماع العقبة” تشكل “خارطة طريق” تعبر عن تطلعات الشعب السوري.

وقال رئيس “هيئة التفاوض السورية” بدر جاموس، إن “خارطة الطريق”، التي أقرتها اجتماعات العقبة، هي “مشروع حقيقي متوازن لإنقاذ سوريا وضمان وحدتها”.

وأردف جاموس عبر حسابه على منصة “إكس“: “ندعم مبادرة لجنة التواصل العربية، ونرى أنها خارطة طريق وبرنامج عمل للسوريين للوصول إلى بر الأمان بأفضل الصيغ التي تتناسب مع تضحيات السوريين الهائلة”.

من جانبه أصدر “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”، بيانا قال فيه إن البيان الختامي لاجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية، يعبر عن “الدعم الصادق والهام لتطلعات الشعب السوري، فيما يخص دعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية-سورية جامعة”.

ولفت “الائتلاف الوطني” إلى أهمية ما جاء في بيان “اجتماع العقبة” بخصوص المرحلة الانتقالية، مضيفا: “هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حوارا وطنيا شاملا وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية، لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات”.

بدوره، قال رئيس “الائتلاف السوري” هادي البحرة، إن “ما صدر عن اجتماع العقبة، يؤيد محددات تشكيل الحكومة الانتقالية، أي أن تكون شمولية (أي تشمل كل المكونات السياسية والاجتماعية للشعب السوري، لا تقصي أحداً، بما فيهم الثوار، والفصائل العسكرية الحالية، والأحزاب والتيارات السورية)، ولا تشمل النظام البائد، وتنتج عن مشاورات واسعة بين تلك المكونات وأطياف الشعب السوري”.

كذلك، رحب القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية “قسد”، الجنرال مظلوم عبدي، بالبيان الختامي “لاجتماع العقبة”، مشيدا “بالدور العربي الفعّال في إخراج سوريا إلى بر الأمان”.

وأكد الجنرال مظلوم عبدي عبر حسابه على منصة “إكس”، على ضرورة وقف العمليات العسكرية في سوريا “كخطوة أساسية لتمهيد الطريق نحو حوار بنّاء يؤدي إلى بناء سوريا جديدة”.

ونوّه الجنرال مظلوم إلى أن استقرار سوريا “يبدأ بإشراك جميع الأطراف وضمان وحدة أراضيها، مما يمهد الطريق نحو سلام مستدام”.

أيضا، رحب مجلس سوريا الديمقراطية “مسد”، الجناح السياسي لـ”قسد”، بالبيان الختامي لـ”اجتماع العقبة”، يوم أمس الأحد.

وثمّن مجلس سوريا الديمقراطية عبر بيان نشرته عبر حساباتها الرسمية على منصات التواصل الاجتماعي، “جهود العربية والدولية المبذولة لوضع أسس حلّ سياسي شامل يضمن للسوريين تجاوز محنتهم التاريخية والعبور نحو مستقبل يستحقونه بعد سنوات طويلة من المعاناة.

وشيد مجلس سوريا الديمقراطية تركيز بيان “اجتماع العقبة” على أهمية الانتقال السياسي وفق قرار مجلس الأمن رقم 2254، باعتباره إطارا جامعا لبناء سوريا ديمقراطية تعددية تقوم على العدالة والمساواة وسيادة القانون.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة