فرضت الإدارة السورية الجديدة قيودا غير مباشرة على روسيا في سوريا، وقلصت تحركاتها في البلاد بعد الإطاحة بالنظام المخلوع، حيث لم تعد كما كانت عليه في السابق وبات وجودها يقتصر على قاعدة حميميم العسكرية، بينما تم إلغاء اتفاقية مرفأ طرطوس، لكن المفاجئ أن دمشق لم تمنح الإذن لسفينة روسية بالرسو في ميناء طرطوس إلا بعد 14 يوماً.

حيث لم تعد موسكو تتمتع بمزايا في سوريا كما كانت عليه في عهد النظام المخلوع، حيث أصبح وجودها غير مرغوب فيه في البلاد، بعد أن شاركت في قتل الشعب السوري إلى جانب بشار الأسد على مدار 9 سنوات، حيث دخلت بشكل رسمي في عام 2015، وأنقذت الأسد من السقوط في ذلك الوقت.

سفينة متعددة الوظائف

منحت السلطات السورية الإذن لسفينة روسية بالرسو في القسم العسكري من ميناء طرطوس في الساحل السوري بعد انتظار استمر أكثر من 14 يوماً، إذ جاء ذلك بعد أن فرضت الإدارة السورية الجديدة قيوداً على روسيا ووجودها في الأراضي السورية.

ولم تعلن موسكو أو دمشق عن ذلك، لكن وكالة الأنباء البولندية قالت إن السفينة الروسية “سبارتا 2″، التي غادرت ميناء بالتييسك في منطقة كالينينغراد في 11 كانون الأول/ديسمبر الماضي، دخلت البحر المتوسط بداية العام الجاري، حيي وصلت إلى الساحل السوري في الـ 8 كانون الثاني/يناير الجاري، وحصلت على إذن بالرسو في ميناء طرطوس بعد 14 يوماً.

“من المرجح أن تكون السفينة “سبارتا 2″، وهي سفينة متعددة الوظائف ومصممة لنقل المعدات والحاويات والبضائع العامة، محملة بمعدات عسكرية، حيث تستخدم وزارة الدفاع الروسية هذه السفينة بشكل متكرر لنقل المعدات العسكرية”، وفق الوكالة البولندية.

ووفقًا لبيانات “MarineTraffic”، اتجهت السفينة الروسية نحو الميناء في 21 كانون ثاني/يناير الجاري، في حوالي الساعة 6 مساءً ووصلت إلى طرطوس في الساعة 8:35 مساء أمس الثلاثاء.

واضطرت السفن الروسية، وخلال فترة انتظارها إلى جانب وحدات بحرية روسية أخرى، إلى الابتعاد 18 ميلاً عن الشواطئ السورية، بسبب الدوريات التي تقوم بها القوات السورية في المياه الإقليمية، ما جعل الطريق الوحيد لإجلاء الأفراد الروس من سوريا هو قاعدة حميميم الجوية بريف اللاذقية.

ماذا ستنقل؟

صور الأقمار الصناعية “ماكسار” كشفت عن معدات روسية عسكرية ونقل عسكري تم جمعها من جميع أنحاء سوريا، في ميناء طرطوس وهي جاهزة للتحميل، إذ إن السفن الروسية جاءت لإجلاء هذه المعدات.

ورجحت وكالة الأنباء البولندية أن يتم تحميل السفينة “سبارتا 2” معدات عسكرية روسية في ميناء طرطوس، ويتم إرسالها إلى روسيا أو شرقي ليبيا، حيث وضع الجنرال خليفة حفتر عدة قواعد جوية وبحرية تحت تصرف الروس في طبرق.

الوكالة أشارت إلى أنه من ليبيا، قد تنقل روسيا المعدات العسكرية إلى أماكن أبعد، بما في ذلك إلى مالي، حيث تحاول روسيا تعزيز قواتها هناك، حيث ينتهي عقد الخدمات الذي تقدمه مرتزقة مجموعة “فاغنر”، في شباط/فبراير المقبل.

وأكدت الوكالة البولندية أن إغلاق الوصول للسفن الروسية إلى ميناء طرطوس “من شأنه أن يشكل ضربة موجعة لروسيا، فهو القاعدة البحرية الأجنبية الوحيدة التي تمكّن موسكو من السيطرة على الطرق البحرية في البحر المتوسط، وقد يؤثر فقدان الوصول إلى هذا الميناء على العمليات الروسية في أفريقيا”.

وكانت دمشق عملت الاثنين الماضي على إنهاء اتفاقية الاستثمار الروسي في مرفأ طرطوس، لكن الحكومة السورية لم تعلن ذلك حتى الآن، بينما أكد مصدر من هيئة المنافذ البرية والبحرية لـ “الحل نت“، اتخاذ القرار بعد دراسة الاتفاقية الموقعة في عهد النظام المخلوع، والتي تعتبر جائرة بحق سوريا.

• مصرف سوريا المركزي.. إسقاط الملاحقة القضائية عن هذه الفئات
• سوريا.. ما احتمالية تطبيع العلاقات مع إسرائيل؟
• الشامي يتوعد ليدي غاغا بهذه الرسالة.. ما القصة؟
• تفاصيل الحلقة الأخيرة من “معاوية”.. دور ملحمي للراحل أشرف عبد الغفور
• توغل إسرائيلي في القنيطرة وغارات على تدمر.. ماذا استهدفت بوسط سوريا؟