لا تزال الزيارات والوفود الدبلوماسية المتعددة تتوافد إلى سوريا، إضافة إلى تلقي دمشق دعوات خارجية للقيام بزيارة دبلوماسية، بجانب اتصالات من رؤساء ومسؤولين من دول عربية وأجنبية، حيث أجرى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اتصالا هاتفيا مع الرئيس السوري المؤقت، أحمد الشرع.
في الأثناء، كشف وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، اليوم الأربعاء، عن تلقيه دعوة رسمية لزيارة العراق، لافتا إلى أنه “سيكون في بغداد قريبا”.
سوريا وروسيا.. تقارب ملحوظ
أفاد المكتب الصحفي “للكرملين” أن الرئيس الروسي تحدث هاتفيا مع رئيس الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع.
وجاء في البيان الصحفي، نقلا عن وكالة “تاس” الروسية: “جرى تبادل مفصل للآراء حول الوضع الحالي في سوريا. وأكد الجانب الروسي على موقفه المبدئي الداعم لوحدة وسيادة وسلامة أراضي الدولة السورية”.
ولفت البيان إلى أن فلاديمير بوتين “أكد استعداد روسيا المستمر للمساعدة في تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي في سوريا، بما في ذلك تقديم المساعدات الإنسانية”.
وتمنى أيضا بوتين، للشرع “النجاح في حل المهام التي تواجه القيادة السورية الجديدة”، طبقا لبيان “الكرملين”.
واتفق الطرفان على مواصلة هذه الاتصالات في المستقبل. واختتم “الكرملين” قائلا إن “المحادثة كانت بناءة وعملية وموضوعية”.
وهذه المحادثة الهاتفية الأولى بين بوتين والشرع. لكن قبل ذلك، زار وفد روسي دمشق أواخر كانون الثاني/يناير الماضي، للمرة الأولى منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد. وضم الوفد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرينتييف.
تصريحات سورية روسية متبادلة
تصريحات تتبادلها دمشق وموسكو من حين لآخر، تؤشر كلها إلى أن مسار المفاوضات بينهما يسير “بشكل جيد”، وبالتالي فإن احتمال استمرار التواجد الروسي في سوريا هو الأرجح، أي عكس رغبة الشارع السوري.
وبعد أن صرح وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال السورية، مرهف أبو قصرة، لـ”واشنطن بوست” أن بلاده منفتحة على استمرار الوجود العسكري الروسي في قاعدتي طرطوس وحميميم، ما دام ذلك يخدم المصالح السورية، قالت موسكو إن لديها قناة تواصل مع دمشق.
وأضاف السفير الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا في مقابلة مع وكالة “ريا نوفوستي” الروسية، يوم الاثنين الماضي أن بلاده مستعدة لمساعدة سوريا في مرحلة إعادة الإعمار.
وبيّن نيبينزيا أن روسيا تحتفظ بـ “قناة تواصل” مع السلطات السورية الجديدة، كما أنها على اتصال مع رئيس البعثة السورية لدى الأمم المتحدة، منوّها إلى أنه “بعد تغيير السلطة في سوريا، استمر الوجود الدبلوماسي الروسي هناك”، موضحا أن السفير الروسي يواصل عمله في العاصمة دمشق، بحسب وكالة “ريا نوفوستي”.

وفي تصريح آخر حديث لميخائيل بوغدانوف، أكد أن “تغيير النظام لن يوقف دعمنا لسوريا”، وهو ما يمكن اعتباره تقاربا مع دمشق، وسط المفاوضات الجارية بينهما بشأن مستقبل الوجود الروسي في سوريا، فضلا عن شكل العلاقات بين البلدين.
وقال بوغدانوف في تصريح لصحيفة “إزفيستيا” الروسية، أمس الثلاثاء، إن موسكو مستعدة لمواصلة تقديم المساعدات اللازمة للسوريين، متوقعا أن تستمر العلاقات مع سوريا في التطور على “أساس المساواة والمنفعة المتبادلة”.
كما وقال بوغدانوف في تصريح ثانٍ منفصل، إن العقوبات الغربية ضد سوريا فقدت كل معناها بعد تغيير السلطة في البلاد، حتى في ظل ما أسماه بـ”المنطق المشوه” لمبادريها. وتدعو موسكو إلى رفع جميع القيود، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الروسية “تاس” عن وزارة الخارجية الروسية، أمس الثلاثاء.
الشيباني يزور العراق “قريبا”
وفي سياق آخر متصل، قال وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، في تصريحات خلال القمة العالمية للحكومات المنعقدة في مدينة دبي الإماراتية، إنه سيتم تشكيل الحكومة الجديدة في بلاده في شهر آذار/مارس المقبل، وأنها ستكون “ممثلة لكافة شرائح الشعب السوري”.

وشدد الشيباني على أن “بناء الدولة والجيش يحتاج إلى وقت كافٍ”، مضيفا أنه “منذ الأسبوع الأول من “التحرير”، فتحت الأسواق والجامعات وعاد الموظفون إلى أعمالهم.
وأعلن الشيباني عن زيارة مرتقبة للعاصمة العراقية بغداد. وتعتبر هذه الزيارة خطوة مهمة في ظل حالة الجمود التي تشهدها العلاقات بين البلدين منذ سقوط نظام الأسد، إذ لم تسجل أي زيارات أو لقاءات رفيعة المستوى بين الجانبين على الصعيدين الدبلوماسي والسياسي، باستثناء زيارة رئيس جهاز المخابرات العراقي حميد الشطري إلى دمشق.
كما وتحدث الشيباني أيضا إلى علاقات بلاده ببعض الدول، قائلا إن تلك التي تربطه بالأردن “متميزة.. لأننا أنهينا التهديدات التي كانت تُصدر إليه في السابق”.
وتابع: “الإدارة السورية الجديدة تتلقى رسائل إيجابية من روسيا وإيران، الداعمين الرئيسيين للرئيس السوري المخلوع، بشار الأسد”.
- لقاء ثلاثي يجمع سوريا وتركيا والأردن.. هل يُمهّد لتفاهمات إقليمية جديدة؟
- قيود مستمرة على عمليات الإغاثة في سوريا.. ما القصّة؟
- ترامب إلى الخليج.. رحلة “التريليون دولار” نحو صفقات جديدة في زمن التوترات
- إسرائيل تريد “علاقات جيدة” مع سوريا.. ما وراء ذلك؟
- “اللشمانيا” تنتشر في أحياء حلب الفقيرة.. والمسؤولون غائبون
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
اشترك الآن اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك كل جديد من الحل نت
مقالات ذات صلة

“الوعود لا تكفي”.. عن انعدام الثقة بسلطة أحمد الشرع في سوريا

ترامب إلى السعودية الثلاثاء.. هل يلتقي بالشرع؟

تعيين الهايس “خطأ جسيم”.. وترامب يمدد حالة “الطوارئ الوطنية” بشأن سوريا

جولة مفاوضات ثالثة بين أنقرة وتل أبيب.. ما مطالب إسرائيل الرئيسية؟
الأكثر قراءة

هل تكون العملة الجديدة حلا سحريًا لاستعادة الثقة في الليرة السورية؟.. خبير يوضح

هل تستطيع سوريا النجاة من نيران الطائفية؟

نتائج زيارة الوزير الشيباني إلى نيويورك: بين الخلط والفشل!

محمد رمضان يتجاهل محاكمته بتُهمة إهانة العَلم المصري بأسلوب استفزازي!

ماهر مروان: سيرة مشبوهة وقرابة نافذة بالشرع.. ما أهليّته لقيادة دمشق؟

لا قرار رسمي.. نقل مراكز الامتحانات يثير مخاوف طلبة الحسكة
المزيد من مقالات حول سياسة

لقاء ثلاثي يجمع سوريا وتركيا والأردن.. هل يُمهّد لتفاهمات إقليمية جديدة؟

إسرائيل تريد “علاقات جيدة” مع سوريا.. ما وراء ذلك؟

“لا غناء ولا أمان”.. المداهمات الأمنية تهدد مطاعم دمشق القديمة

ترامب إلى السعودية الثلاثاء.. هل يلتقي بالشرع؟

الحسكة بلا ماء.. علوك في قبضة الحكومة الجديدة والازمة مستمرة

وسط اتهام للمقاتلين الأجانب.. الأمن العام يفتح تحقيقا في مقتل أربعة أشخاص باللاذقية

تركيا تكشف عن آلية لخفض التوتر مع إسرائيل في سوريا: لماذا تُظهر أنقرة فرض الوصاية؟
