في خطوة يمكن وصفها بـ”المريحة” للعديد من اللاجئين السوريين المقيمين في فرنسا، حيث أعلنت باريس عن إجراءات استثنائية تسمح للاجئين السوريين لديها بتقديم طلبات العودة المؤقتة إلى بلادهم ضمن شروط إنسانية محددة، بهدف الاطمئنان على عائلاتهم أو ممتلكاتهم، دون فقدان حقوق اللجوء الخاصة بهم.
يأتي ذلك عقب مناشدات جمعيات الضغط المطالبة بالمشاركة في إعادة البناء بعد سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر 2024، على يد تحالف فصائل “المعارضة السورية” بقيادة “هيئة تحرير الشام”.
فرنسا.. استثناءات للاجئين
نحو ذلك، قالت وزارة الداخلية الفرنسية في بيان لها، بحسب ما نقلته “فرانس 24“، اليوم الأربعاء، إن القرار يهدف إلى تسهيل السفر لأسباب إنسانية، بما في ذلك التواصل مع أفراد العائلة أو التحقق من الممتلكات المتبقية في سوريا، فيما لا تشمل هذه التصاريح السفر لأغراض سياحية أو تجارية أو مهنية.

وطبقا لقرار وزارة الداخلية الفرنسية، سيتم إصدار تصاريح خاصة لهذه الرحلات لمدة أقصاها ثلاثة أشهر، ويجب تقديم الطلبات عن طريق الإدارة المحلية في مكان إقامة اللاجئ، مصحوبة بالوثائق التي تثبت الحاجة الماسة للزيارة.
وجاء هذا التطور ردا على رسالة وجهتها مجموعة “تجمع حرية التحرك، حق العودة” منتصف كانون الثاني/يناير الماضي، إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تطلب فيها إمكانية العودة المؤقتة إلى سوريا للمشاركة في إعادة البناء بعد سقوط نظام الأسد، مع الاحتفاظ بوضع اللاجئ، بحسب “فرانس 24”.
وعادة ما تمنع الأطر القانونية المستفيدين من الحماية الدولية في فرنسا من السفر إلى بلدانهم الأصلية، لكن الوزارة أكدت أن الوضع “الجديد” في سوريا يبرر التوسع في تعريف الدوافع الإنسانية، ليشمل ما يسمى “العودة الاستكشافية”.
ومن شأن هذه الخطوة أن تسهل الحياة على العديد من اللاجئين السوريين، خاصة أنه كانت ثمة مخاوف من سحب طلب اللجوء في حال زار اللاجئ السوري بلده.
كما أن الوضع في سوريا لم يستقر بشكل كامل بعد، لا على المستوى السياسي أو الأمني أو المعيشي، وبالتالي يصعب على اللاجئين التفكير في العودة النهائية لسوريا. ولذلك يمكن وصف القرار الفرنسي اليوم بـ”المريح”، وقد يطالب اللاجئون السوريون في بلدان أخرى بالمثل.
45 ألف لاجئ سوري بفرنسا
يقدر عدد الأشخاص الذين يتمتعون بوضع اللاجئين السياسيين السوريين في فرنسا بحوالي 45 ألف شخص، فر معظمهم مع تفاقم الصراع في سوريا اعتبارا من عام 2011.
وكان وزير الخارجية الفرنسي قد ألمح مطلع الشهر الماضي إلى احتمال وجود “استثناءات” في “حالات معينة” تتعلق بعودة اللاجئين إلى بلدانهم.
كما أعلن أيضا تعليق البت في حوالي 700 طلب لجوء جديدة تقدم بها سوريون، في انتظار توضيح مسار العملية الانتقالية في سوريا، طبقا لـ”فرانس 24″.

هذا وبعد سقوط نظام الأسد، سارعت الدول الأوروبية، الواحدة تلو الأخرى، إلى تعليق البت في طلبات اللجوء السورية، وكانت فرنسا من بين هذه الدول.
والدول التي علقت طلبات اللجوء، بحسب “فرانس 24″، هي ألمانيا والنمسا واليونان وفرنسا. وأثار هذا الأمر جدلا وتساؤلات حول مستقبل هؤلاء الأشخاص الذين فروا من الحرب والاضطهاد بحثا عن الأمان.
لكن المكتب الفرنسي لحماية اللاجئين وعديمي الجنسية ذكر، في 2 كانون الثاني/يناير، أن تعليق النظر في طلبات اللجوء هو إجراء مؤقت لتقييم الوضع الحالي في سوريا في ظل التغييرات الجديدة، مؤكدا التزام فرنسا بمبدأ عدم الترحيل القسري.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
اشترك الآن اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك كل جديد من الحل نت
مقالات ذات صلة

مسؤول أممي: الاستثمار بسوريا ضروري لمنع المزيد من موجات الهجرة

ميليشيا عراقية تعتدي على السوريين.. دمشق تندّد والسوداني يأمر باعتقال المتورّطين

“وفق قيود”.. أوروبا تدرس السماح للسوريين بزيارة بلادهم

تحديات تمنع السوريين من العودة: ما المطلوب من دمشق والمجتمع الدولي؟
الأكثر قراءة

وصفت بـالتاريخية لحظة تصديق الشرع على الإعلان الدستوري

هل تستفيد المصارف السورية من تعليق العقوبات عن “البنك المركزي”؟

هجوم لفلول النظام على حاجز للأمن العام بدمشق

نزوح الآلاف من الساحل السوري باتجاه لبنان.. تفاصيل

ميليشيات عراقية تعتدي على سوريين وتعتقلهم

ميليشيا عراقية تعتدي على السوريين.. دمشق تندّد والسوداني يأمر باعتقال المتورّطين
المزيد من مقالات حول سياسة

“قتل وحرق ودمار”.. شهادات جديدة توثق مجازر الساحل السوري

استمرار الاعتصام المفتوح لموظفي شركة كهرباء السويداء.. ما المطالب؟

وزيرة الخارجية الألمانية في دمشق: بداية سياسية جديدة؟

بعد موجة انتقادات.. وزارة الشؤون الاجتماعية توضح التعميم 28

انتشار سيارات “الدعوة” في شوارع دمشق يثير الجدل والتوترات

“لبحث تنفيذ الاتفاق”.. قائد “قسد” يجتمع مع لجنة من الإدارة السورية

“خطوة للتقارب مع دمشق”.. ناقلة نفط روسية متجهة إلى سوريا
