يبدو أن الشعب الإيراني مستاء عن سياسة حكومته التي تعادي الغرب تارة، وتتدخل في شؤون دول المنطقة تارة أخرى، مخلفة خسائر كبيرة على حساب أموال الشعب الإيراني. وفي هذا الصدد، قالت مصادر حقوقية إن السلطات في طهران اعتقلت موسيقيا لأنه عزف نغمة ليست على الهوى السياسي.

وأعلن المحامي الإيراني أمير رئيسيان، عبر منصة “إكس”، عن اعتقال الفنان وعازف الدف خسرو آذربيغ في العاصمة طهران، وأُبلغت عائلته بأن التهمة الموجهة إليه هي “إهانة بشار الأسد”، الرئيس السوري المخلوع.

طهران تعتقل موسيقيا بسبب “الأسد”

وكتب المحامي الإيراني أمير رئيسيان في تدوينته: “ألقي القبض على الفنان العازف على الدف آذربيغ مساء يوم الاثنين في أحد شوارع طهران. وأبلغت عائلته أن التهمة الموجهة إليه هي إهانة بشار الأسد”.

واعتقل آذربيغ بسبب عزفه على الدف في مترو طهران احتجاجا على دعم إيران لنظام الأسد المخلوع، وإنفاق الأموال العامة على مصالح خارجية.

وظهر آذربيغ في مقطع مصور تداولته وسائل إعلام معارضة، وهو يقول: “ثلاثين مليون دولار (30 مليار دولار) من أموالنا وثرواتنا ورؤوس أموالنا ذهبت إلى المفترس بشار الأسد. فيما يعاني شعبنا. جئت لأعزف احتجاجا على هذا الولاء الأعمى”.

وبحسب ناشطين إيرانيين، فقد تم اعتقال العازف الإيراني، مساء أمس الاثنين، من قبل عناصر أمنية بملابس مدنية تابعة لوزارة الاستخبارات، واقتادته إلى جهة مجهولة.

إهدار المال الإيراني

ونشرت منصة مدنية إيرانية بيانا قالت فيه إنه للفنان المعتقل خسرو آذربيغ، قال فيه: “قلت عن طريق الخطأ ثلاثين مليون دولار بدلا من ثلاثين مليار دولار، وكان هذا خطأ. سأصحح: أكثر من ثلاثين مليار دولار من أموالنا وثرواتنا ورؤوس أموالنا ذهبت إلى المفترس بشار الأسد، حتى يتمكن من ملء سجن صيدنايا بالأحرار ومحبي الحرية بسهولة”.

وتابع: “إن كراهية الأجانب تتعارض مع المصلحة العامة والأمن الوطني وسلامتنا الاجتماعية. إن السبعة والسبعين مليون دولار التي أعطيت لأشرار لبنان في الشهر الماضي فقط لإغراق الشرق الأوسط في الفوضى والأزمة تتعارض بالتأكيد مع مصالح إيران والإيرانيين”.

وأردف: “يجب إنفاق كافة عائدات إيران من النفط والغاز والضرائب والموارد والتعدين على السلام والأمن ورفاهية الإيرانيين فقط، دون أي تمييز. لا يجوز التمييز بين الأتراك والبلوش والتركمان والفرس والعرب والنساء والرجال والفتيات والفتيان والشيوخ والشباب.. ثروات إيران وأصولها ملك لجميع الإيرانيين”.

واللافت أن آذربيغ سبق أن استُدعي إلى “محكمة الثورة” في آزادشهر، مسقط رأسه، في كانون الأول/ديسمبر الماضي، كما تعرض لمضايقات أمنية في أيلول/سبتمبر الفائت أثناء عزفه في منتزه ملت بطهران، حيث تمت مصادرة معداته الموسيقية وفتح ملف قضائي بحقه.

كم أنفقت طهران على الأسد؟

بعد سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر 2024، نشرت صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية، تقريرا تحت عنوان “إيران خسرت الأسد وضاع معه دينا قدره 50 مليار دولار”، قالت فيه إن الملفات التي تم الكشف عنها “تظهر أن الرئيس السوري المخلوع كان مدينا بمبالغ كبيرة لرعاته في طهران”. 

وأضافت الصحيفة البريطانية في تقريرها: “الآن وقد تبخرت الأموال ولم يعد الإيرانيون في مزاج متسامح، فهل هناك إمكانية لاستعادتها؟”.

وأشارت الصحيفة البريطانية في تقريرها الذي أعده ماثيو كامبل، إلى أن سقوط الأسد كان آخر حلقة في سلسلة الانتكاسات التي تعرضت لها طهران في المنطقة. لقد أنفقت مليارات الدولارات لدعم الأسد، لكنها شهدت اختفاء استثماراتها بين عشية وضحاها وسط وابل من الرصاص الاحتفالي.

وجاء في مذكرة صادرة عن مكتب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بوزارة الخارجية في عام 2021: قد يطاح بالأسد ويختفي من الصورة، وستتعرض مليارات الدولارات لتهديد خطير.

وذكر في المذكرة أن ديون سوريا لإيران على مدى سنوات والمكونة من قيمة مساعدات نفطية وإمدادات عسكرية بلغت حوالي 50 مليار دولار.

وطبقا للصحيفة البريطانية، أشار تقرير آخر لوزارة الخارجية الإيرانية، أعد بعد عام، إلى أن تحصيل هذا الدين من سوريا سيكون “أمرا صعبا جدا ومستحيلا من الناحية العملية” نظرا لضعف اقتصادها.

• الخطر الذي يتسلل مجدداً.. عن احتمالات عودة “داعش” إلى سوريا

• هيئتان لـ العدالة الانتقالية والمفقودين… ما المطلوب لضمان عمل مستقل؟
• “الليرة الجديدة”.. هل تنقذ الاقتصاد السوري أم تعمّق أزمته؟
• هل أصبحت سوريا مؤهلة لتلقي التمويلات الجديدة؟.. البنك الدولي يجيب
• وزير الدفاع يعلن دمج كافة الوحدات العسكرية.. ما دور بريطانيا بإعادة هيكلة الجيش؟