بعد تداول أخبار غير دقيقة حول دمج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في وزارة الدفاع السورية، قالت تركيا إنها تتابع التطورات الراهنة في سوريا بدقة، مشددة على ضرورة اتخاذ خطوات حاسمة “لضمان استقرار المنطقة”.

وبحسب ما أوردته صحيفة “حرييت” التركية، اليوم الخميس، نقلا عن مصدر في وزارة الدفاع التركية، فإن أنقرة تقول إنه “يجب على قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب وحزب العمال الكُردستاني إلقاء سلاحهم”.

تعليق تركيا حول سوريا

وقال المصدر في وزارة الدفاع التركية للصحيفة التركية، بحسب ما نقلته “الحرة”، إن تركيا تؤكد على ضرورة مغادرة “القادة والمقاتلين الأجانب” في تلك التنظيمات من البلاد.

صورة لعنصرين من قوات “قسد”- “أرشيفية/رويترز”

وأشار المصدر ذاته إلى أن “المجموعات المسلحة يجب أن تأخذ مكانها في الجيش السوري الجديد دون أن يكون لها (هيكل منفصل) داخله”.

تابع: “نؤكد أننا لا نقبل بالهياكل المستقلة في سوريا، سواء على المستوى السياسي أو العسكري، وأننا سنواصل التعاون مع الحكومة السورية الجديدة في هذا الإطار”.

وأردف: “إن وجهة نظر تركيا وموقفها تجاه عملية إعادة الإعمار والاستقرار والسلام في سوريا واضح”.

لا توافق حتى الآن

تداولت خلال اليومين الماضيين أنباء عن موافقة “قسد” على دمج قواتها في وزارة الدفاع السورية كأفراد وليس ككتلة، بالإضافة إلى تسليم ملف النفط وسجون “داعش”. إلا أن عضو مكتب العلاقات العامة في مجلس سوريا الديمقراطية (مسد)، نصر الدين إبراهيم، أكد نفى صحة هذه الأنباء ذلك جملة وتفصيلا.

وقال إبراهيم لـ “الحل نت” إن الاجتماع الثلاثي الذي جرى بين “قسد” و”مسد” و”الإدارة الذاتية” لشمال وشرق سوريا، بحضور قائد “قسد” مظلوم عبدي، نوقش فيه تطورات التفاوض مع دمشق والمواقف الدولية المتعلقة به، وعليه تم تناول 5 نقاط أساسية والتي من المتوقع أن تكون محور النقاش في أي مفاوضات مستقبلية مع سلطة دمشق.

وتضمنت هذه النقاط، وفق إبراهيم، “وضع ومستقبل قوات سوريا الديمقراطية، ومسألة السجون والمقاتلين غير السوريين، وأوضاع المناطق ذات الأغلبية العربية، ومقترح تسمية أحمد الشرع رئيسا مؤقتا لسوريا، وأهمية إشراك المجتمع المحلي في مناقشة مسار المفاوضات”.

وأكد إبراهيم أن هذه النقاط ليست بنودا متفقا عليها بعد مع الإدارة الجديدة في دمشق، بل هي “مواضيع قابلة للنقاش مع دمشق”، حتى يتم التوصل إلى اتفاق شامل، وسيتم معالجتها وفق مبادئ الحوار السلمي والمصالح المشتركة.

اعتقال شخص داخل سوريا بسبب أردوغان

في سياق آخر متصل، أعلنت وزارة الداخلية التركية، أمس الأربعاء، اعتقال شخص من سوريا متهم بـ”إهانة” الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ووفق ما ذكرته مديرية مكافحة الجرائم الإلكترونية، فإن “الشخص الذي نشر منشورات مسيئة لرئيسنا على وسائل التواصل الاجتماعي هو TG، ويبلغ من العمر 49 عاما”.

وبيّنت أن المتهم الذي كان يقيم في كوتشوك تشكمجة بإسطنبول ذهب إلى سوريا، ولم تقدم مزيدا من التفاصيل بشأن هويته.

وأصدرت النيابة العامة في إسطنبول مذكرة اعتقال بحق المعتقل، وتم القبض عليه في سوريا بدعم من المديرية العامة لمخابرات الأمن، ورئاسة إدارة أمن EGM، ومديرية فرع مخابرات هاتاي.

وقد باشرت مديرية مكافحة الجرائم الإلكترونية الإجراءات القانونية ضد 97 حسابا شارك المحتوى المعني، وتم حظر جميع هذه الحسابات بأمر من المحكمة، وفق تقارير صحفية.

اعتقال تركيا لشخص داخل سوريا بهذه الطريقة لا يعتبر انتهاكا للسيادة السورية فحسب، بل إن تركيا تجد سوريا ساحة مستباحة لها، إذ لا تنفك في التدخل في شؤونها على كافة الأصعدة، وخاصة مسألة شمال وشرق سوريا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة