بعد مشاركة سوريا للمرة الأولى في اجتماع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، تعهد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، أمس الأربعاء، بالتخلص سريعا من الأسلحة الكيميائية المتبقية في البلاد بعد سقوط نظام بشار الأسد، وناشد المجتمع الدولي تقديم المساعدة في ذلك.

وأدلى الشيباني بهذه التصريحات خلال اجتماعات مغلقة في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي، ليصبح أول وزير خارجية سوري يتحدث أمام منظمة نزع السلاح، وفق ما أوردته “رويترز”.

ويبدو أن استعداد دمشق اليوم للتعاون مع المنظمة الدولية لتدمير الأسلحة المحرمة يشير إلى أنها تبدي مرونة في التعامل مع الدول الخارجية بهدف تحسين علاقاتها مع دول الإقليم والعالم ككل.

سوريا والتخلص من إرث “الأسد”

وانضمت سوريا بقيادة الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد إلى المنظمة الدولية بموجب اتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا، وتم تدمير 1300 طن من الأسلحة الكيميائية والمركبات الأولية، وذلك بعد هجوم بغاز السارين للأعصاب أسفر عن مقتل مئات الأشخاص في عام 2013.

هاجم نظام الأسد المخلوع بغاز السارين للأعصاب السوريين مما أسفر عن مقتل مئات الأشخاص في عام 2013- “وكالات”

لكن ثلاثة تحقيقات خلصت إلى أن قوات النظام السوري البائد بقيادة الأسد استخدمت غاز الأعصاب السارين وبراميل الكلور في هجمات خلال الحرب الأهلية التي قتلت أو أصابت الآلاف.

وطبقا لـ”رويترز“، فقد أجرى التحقيقات آلية التحقيق المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وفريق التحقيق وتحديد الهوية التابع لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وفريق تحقيق في جرائم الحرب تابع للأمم المتحدة.

وبموجب عضويتها، كان من المفترض أن تخضع دمشق لعمليات تفتيش، لكن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية منعت لأكثر من عقد من الزمان من الكشف عن النطاق الحقيقي لبرنامج الأسلحة الكيماوية.

وقال الشيباني للوفود المشاركة: “سوريا مستعدة.. لحل هذه المشكلة المستمرة منذ عقود والتي فرضها علينا نظام سابق”.

وأردف: “الالتزامات القانونية الناتجة من الانتهاكات هي إرث ورثناه ولم نقم به. ومع ذلك، نلتزم بتفكيك ما قد تبقى منه، ووضع حد لهذا الإرث المؤلم وضمان أن تصبح سوريا دولة متوافقة مع المعايير الدولية”.

مساعدة المجتمع الدولي “حاسمة”

وفي وقت سابق من يوم الأربعاء، أعلن وزير الخارجية السوري، أنه سيشارك للمرة الأولى في تاريخ سوريا باجتماع المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية.

وقال الشيباني عبر حسابه على منصة “إكس” إن هذه المشاركة تعكس التزام سوريا بالأمن الدولي، وتمثل وفاء لمن فقدوا أرواحهم من جراء الهجمات الكيماوية التي نفذها النظام السوري البائد بسوريا.

من جانبه، وصف رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيميائية فرناندو أرياس، في وقت سابق من يوم أمس الأربعاء، التحول السياسي في سوريا بأنه “فرصة جديدة وتاريخية للحصول على توضيحات بشأن نطاق والمدى الكامل لبرنامج الأسلحة الكيميائية السوري”.

فيما قال وزير الخارجية السوري إن التخطيط بدأ بالفعل، لكن مساعدة المجتمع الدولي ستكون “حاسمة”، وفق “رويترز”.

وأشار الشيباني إلى أن سوريا ستحتاج إلى المساعدة الفنية واللوجستية وإلى بناء القدرات وتوفير موارد وخبراء على الأرض.

وتابع: “رغم أن نظام الأسد تأخر لسنوات عدة، نتفهم الحاجة إلى التحرك بسرعة، لكننا نتفهم أيضا ضرورة إتمام ذلك بشكل شامل، لا يمكن أن ننجح بمفردنا في تحقيق ذلك”.

وخلص مفتشو منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى أن مخزونات سوريا المعلنة من الأسلحة الكيماوية لم تعكس أبدا الوضع على الأرض بدقة.

ويريد المفتشون الآن زيارة نحو مئة موقع ربما كانت مرتبطة ببرنامج الأسلحة الكيميائية الذي تبناه الأسد على مدى عقود.

إسرائيل دمرت الأسلحة الكيماوية!

بعد سقوط نظام الأسد، زار رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيميائية فرناندو أرياس العاصمة دمشق، حيث التقى بالرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع.

كما أعلن وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة في وقت سابق أن اتصالات تجري مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بشأن الأسلحة التي لا تزال في سوريا. 

وقال أبو قصرة لـ”رويترز”، منتصف كانون الثاني/يناير، إنه “لا يعتقد أن أي بقايا لبرنامج الأسلحة الكيماوية السورية لا تزال سليمة”.

ولفت أبو قصرة إلى أنه “حتى لو بقي شيء فهو تعرض للقصف من قبل الجيش الإسرائيلي”، في إشارة إلى سلسلة الضربات الإسرائيلية على سوريا عقب سقوط الأسد، إذ أكدت إسرائيل أنها شنّت غارات ضد “الأسلحة الكيميائية المتبقية” لمنع وقوعها “في أيدي متشددين”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات