بعد أن أعلنت فرنسا عن إجراءات استثنائية تسمح للاجئين السوريين لديها بتقديم طلبات العودة المؤقتة إلى بلدهم ضمن شروط إنسانية محددة، يدرس الاتحاد الأوروبي المسألة ذاتها.
وقال نائب وزير الهجرة والحماية الدولية القبرصي نيكولاس يوانيديس إن الاتحاد الأوروبي يدرس أمر السماح للاجئين السوريين بزيارة وطنهم، دون فقدان حقوق اللجوء الخاصة بهم.
السوريين السماح للعودة إلى بلدهم
تأتي الإجراءات التي سيسمح بها الاتحاد الأوروبي للاجئين السوريين المقيمين فيه لزيارة بلدهم، ضمن مبادرة حملت اسم “اذهب وشاهد”، لكن وفق قيود.

وخلال تصريحات للصحفيين في العاصمة البلجيكية بروكسل، قال يوانيدس إن “مفهوم زيارة (اذهب وشاهد) من شأنه أن يمكّن اللاجئين من تقييم الظروف في مناطقهم الأصلية، مع الحفاظ على وضعهم المحمي في بلدان الاتحاد الأوروبي، مما يسهل العودة الطوعية الدائمة”.
وأردف وفق ما نقلته وسائل إعلام قبرصية أمس الأربعاء، أن نظام التسجيل الإلكتروني الجديد للدخول والخروج، بما في ذلك بصمات الأصابع سيكون جاهزا على حدود الاتحاد الأوروبي، اعتبارا من تشرين الأول/أكتوبر المقبل.
ولفت يوانيدس إلى أن الأمر سيستغرق بعض الوقت حتى تتوافق معه جميع دول الأعضاء في التكتل الأوروبي.
وتابع: “نتفق مع مفهوم زيارات (اذهب وانظر)”، لكن ومع ذلك، ولمنع الانتهاكات المحتملة، نعتقد أنه يجب الحد من هذه الزيارات فيما يتعلق بمدة محددة وكذلك عدد الزيارات لكل أسرة”.
تهيئة الظروف للعودة الدائمة
يوانيديس أشار إلى موقف قبرص بشأن السماح للاجئين السوريين بالعودة إلى البلاد لفترات قصيرة، حتى يتمكنوا من رؤية الوضع في مناطقهم الأصلية وتسهيل عودتهم في نهاية المطاف.
ونوّه نائب وزير الهجرة إلى أن قبرص تدعم منذ البداية فكرة تعزيز التعافي السريع للبلاد (التعافي المبكر)، وذلك “بغية تهيئة الظروف المناسبة للعودة الآمنة والكريمة”.
وعلاوة على ذلك، “فإننا نتفق مع مفهوم زيارات (اذهب وشاهد)، أي السماح للمواطنين السوريين بزيارة بلادهم دون أن يفقدوا وضع الحماية الدولية الذي يتمتعون به، من أجل تسهيل العودة الدائمة”، وفق يوانيديس.

وقد أكد مسؤولو الهجرة الأوروبيين أن زيارات اللاجئين السوريين إلى بلادهم “ستكون محدودة زمنيا بشكل صارم، مع فرض قيود على تكرارها لمنع إساءة استخدام البرنامج”.
وخلال الشهر الماضي، قال مسؤولون قبارصة إن مئات السوريين الذين طلبوا اللجوء في قبرص منذ أكثر من عقد من الزمان سحبوا طلبات لجوئهم في الأسابيع التي أعقبت سقوط نظام بشار الأسد.
وقد صرح يوانيدس، لوكالة “رويترز“، في وقت سابق “لدينا في المتوسط 40 طلب لجوء تقدم به سوريون يتم سحبها يوميا منذ 9 من كانون الأول/ديسمبر الماضي فصاعدا”.
وانتهكت قبرص العديد من حقوق مهاجريها، إذ تعرضت في السابق لانتقادات بسبب انتهاكها حق المواطنين السوريين في طلب اللجوء بعد احتجازهم مع أكثر من 20 شخصا آخرين على متن قارب في البحر لمدة يومين قبل إعادتهم إلى لبنان، وفقا لتقارير حقوقية.
“بهدف الاطمئنان على عائلاتهم”
خلال شهر شباط/فبراير الفائت، أعلنت باريس عن إجراءات استثنائية تسمح للاجئين السوريين لديها بتقديم طلبات العودة المؤقتة إلى بلادهم ضمن شروط إنسانية محددة، بهدف الاطمئنان على عائلاتهم أو ممتلكاتهم، دون فقدان حقوق اللجوء الخاصة بهم.
وجاء ذلك عقب مناشدات جمعيات الضغط المطالبة بالمشاركة في إعادة البناء بعد سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر 2024، على يد تحالف فصائل “المعارضة السورية” بقيادة “هيئة تحرير الشام”.
وقالت وزارة الداخلية الفرنسية في بيان لها، بحسب ما نقلته “فرانس 24“، في الـ12 من شباط/فبراير الماضي، إن القرار يهدف إلى تسهيل السفر لأسباب إنسانية، بما في ذلك التواصل مع أفراد العائلة أو التحقق من الممتلكات المتبقية في سوريا، فيما لا تشمل هذه التصاريح السفر لأغراض سياحية أو تجارية أو مهنية.
وطبقا لقرار وزارة الداخلية الفرنسية، سيتم إصدار تصاريح خاصة لهذه الرحلات لمدة أقصاها ثلاثة أشهر، ويجب تقديم الطلبات عن طريق الإدارة المحلية في مكان إقامة اللاجئ، مصحوبة بالوثائق التي تثبت الحاجة الماسة للزيارة.
وجاء هذا التطور ردا على رسالة وجهتها مجموعة “تجمع حرية التحرك، حق العودة” منتصف كانون الثاني/يناير الماضي، إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تطلب فيها إمكانية العودة المؤقتة إلى سوريا للمشاركة في إعادة البناء بعد سقوط نظام الأسد، مع الاحتفاظ بوضع اللاجئ، بحسب “فرانس 24”.

وعادة ما تمنع الأطر القانونية المستفيدين من الحماية الدولية في فرنسا من السفر إلى بلدانهم الأصلية، لكن الوزارة أكدت أن الوضع “الجديد” في سوريا يبرر التوسع في تعريف الدوافع الإنسانية، ليشمل ما يسمى “العودة الاستكشافية”.
كذلك، وقبل أيام قليلة، وافق البرلمان الهولندي بالأغلبية على اقتراح مقدم من حزبي “العمل – اليسار الأخضر” و”الاتحاد المسيحي”، يسمح للسوريين بالسفر إلى وطنهم للتحقق بأنفسهم مما إذا كانت منازلهم لا تزال قائمة، حتى يتمكنوا من اتخاذ القرار بأنفسهم بشأن مدى أمان البلاد لعودتهم.
وتقترح الخطة ما يُعرف بترتيب “الذهاب والنظر”، حيث يُمنح أحد أفراد الأسرة السورية الفرصة لتقييم ما إذا كانت العودة الطوعية ممكنة بعد زيارة البلد الأصلي، من دون إلغاء إجراءات اللجوء.
أيضا، أشارت وزارة الداخلية الألمانية نانسي فيزر (من الحزب الاشتراكي الديمقراطي) إلى أنها تعمل على إيجاد حلول تمكن السوريين من السفر لفترة قصيرة إلى بلادهم من دون فقدان حق اللجوء، وذلك بغرض تقييم الأوضاع هناك، تحضيرا لعودتهم الطوعية.
- مؤتمر “وحدة الموقف والصف” الكردي يعلن بيانه الختامي.. تفاصيل
- في ظل غياب العدالة الانتقالية.. استمرار أعمال التصفية والانتقام في سوريا
- مروان الحلبي.. طبيب الخصوبة الذي ارتقى لسُدة التعليم العالي
- رد دمشق على واشنطن تناول 5 مطالب… تفاصيل الرسالة السورية حول شروط رفع العقوبات
- تديّن أم موضة؟.. هجوم حاد من سارة نخلة على حجاب حلا شيحة “الموسمي”
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
اشترك الآن اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك كل جديد من الحل نت
مقالات ذات صلة

اجتماع أوروبي سري في دمشق.. ما علاقة أحداث الساحل السوري؟

حملات رقمية.. مخاوف من تأجيج روسيا الاضطرابات الاجتماعية في بريطانيا ودول أوروبية

سوريا ترفع رسوم تأشيرات الدخول والمرور.. كم بلغت؟

ماكرون بمؤتمر باريس: جاهزون لدعم سوريا ولن نتخلى عن “قسد”
الأكثر قراءة

واشنطن تتسلّم رد دمشق على متطلبات تخفيف العقوبات.. تفاصيل

هل تحمل زيارة وزير الخارجية الأردني لدمشق رسائل بعد حلّ “اللواء الثامن” بدرعا؟

مسؤول أميركي: لا ثقة بدمشق حتى الآن وهذه أولوياتنا في سوريا

مرهف أبو قصرة: من حقول حلفايا لوزارة الدفاع السورية.. رحلة مثيرة للجدل!

محمد البشير: من حكومتي الإنقاذ وتصريف الأعمال إلى وزارة الطاقة.. السيرة الكاملة

مباحثات أوروبية حول إمكانية تخفيف العقوبات عن سوريا
المزيد من مقالات حول سياسة

مؤتمر “وحدة الموقف والصف” الكردي يعلن بيانه الختامي.. تفاصيل

في ظل غياب العدالة الانتقالية.. استمرار أعمال التصفية والانتقام في سوريا

مروان الحلبي.. طبيب الخصوبة الذي ارتقى لسُدة التعليم العالي

رد دمشق على واشنطن تناول 5 مطالب… تفاصيل الرسالة السورية حول شروط رفع العقوبات

لقاء ودي بين مسؤولي استخبارات دمشق وموسكو: إحياء العلاقات؟

الشرع يضع شرطا أساسيا للتطبيع مع إسرائيل

باريس وأربيل تكثفان الجهود لدعم “قسد” وترتيب البيت الكردي في سوريا.. تفاصيل
