أوكرانيا تواصل إرسال القمح لسوريا.. ماذا عن دور روسيا بعد الأسد؟

بعد الإطاحة بنظام الأسد في كانون أول/ديسمبر الماضي، أوقفت روسيا إمدادات القمح إلى سوريا منذ اللحظة الأولى وبشكل كامل، إذ كانت سفن محملة بالقمح متجهة إلى الموانئ السورية لكنها غيرت وجهتها بعد إسقاط النظام وهروب بشار الأسد إلى موسكو.

لكن الرد في ذلك الوقت جاء من الرئيس الأوكراني فولديمير زيلنسكي، الذي أصدر تعليمات إلى حكومة بلاده لإنشاء آلية لتوريد الغذاء إلى سوريا.

شحنات وصلت

على الرغم من أوكرانيا تمر بحالة حرب في ظل استمرار الغزو الروسي، إلا أنها أرسلت شحنات قمح إلى سوريا خلال الأشهر الماضية؛ وذلك ضمن إطار برنامج الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي “الحبوب من أوكرانيا”.

وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها خلال مؤتمر صحفي مع نظيره السوري أسعد حسن الشيباني – رويترز

وزير الخارجية الأوكراني، أندريه سيبيا، أعلن قبل أيام أن بلاده نقلت شحنة بلغت 3850 طناً، تكفي 60 ألف شخص لمدة 6 أشهر، إلى سوريا، بينما أكد الوزير أن بلاده مستمرة في دعم الشعب السوري والأمن الغذائي في الشرق الأوسط.

وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية إنه سيتم توزيع دقيق القمح بين المجتمعات المحلية بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة.

تعتبر هذه الدفعة الثانية من المساعدات الأوكرانية لسوريا، إذ وصلت الدفعة الأولى في نهاية كانون أول/ديسمبر الماضي، والتي كانت 500 طن من دقيق القمح.

وذكر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن دقيق القمح سيوزع على 33250 عائلة، تزن كل حصة 15 كيلوغراماً، وتكفي لإطعام عائلة مكونة من خمسة أفراد لمدة شهر، مشيراً إلى أنه “نتمنى لسوريا وشعبها الأمان والاستقرار والتعافي. نحن نعرف القيمة الحقيقية لهذه الأمور”.

بعد سقوط النظام بأسبوع، أعلن زيلينسكي، عزمه تزويد سوريا بالحبوب وبمنتجات زراعية أخرى على أساس إنساني.

روسيا: دمار وديون

كانت روسيا المصدر الرئيس لإمدادات الحبوب إلى سوريا إبان حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد، إذ قدرت مصادر روسية الكمية المصدرة لسوريا بنحو مليوني طن سنويا. لكن منذ سقوط النظام، توقفت موسكو عن إمداد سوريا بالقمح، بحسب ما قالت مصادر لـ”رويترز”.

وقال مصدر روسي مقرب من الحكومة لـ”رويترز” في كانون الأول/ديسمبر 2024، إن الإمدادات إلى سوريا توقفت بسبب قلق المُصدّرين حيال الغموض بشأن من سيدير واردات القمح على الجانب السوري بعد تغيير السلطة بدمشق.

وأردف المصدر آنذاك: “أعتقد أنه لا أحد يجرؤ على توريد القمح إلى سوريا في ظل الظروف الحالية”.

وفقا لبيانات الشحن من منصة “رفينيتيف”، فإن سوريا في العام الماضي، استوردت ما يقرب من 1.5 مليون طن من القمح مع توفير روسيا جميع الإمدادات باستثناء جزء بسيط، مما ساهم بتراكم الديون على دمشق لصالح موسكو، على الرغم من أنهما تعتبران حليفين.

ولعبت روسيا دورا سلبيا بوقوفها إلى جانب نظام الأسد خلال السنوات الماضية، حيث تدخلت عسكريا إلى جانب الأسد في عام 2015، مما ساهم في طول أمد بقاء النظام، ناهيك عن تدمير البنية التحتية وسقوط آلاف الضحايا جراء الغارات الروسية، الأمر الذي يستدعي مطالبة موسكو بتعويض عما اقترفته آلتها العسكرية.

إضافة إلى ذلك، تُتهم روسيا إلى جانب إيران، بلعب دور رئيسي في أحداث الساحل السوري مؤخرا، إذ كشفت مقاطع صوتية مسربة أن هناك تنسيق مع الروس في قاعدة حميميم مع فلول النظام المخلوع لإحداث الفوضى.