وسط ما تعانيه سوريا من أزمات جمّة، وعدم توقف موجات الهجرة حتى مع سقوط نظام بشار الأسد، قالت المنظمة الدولية للهجرة (IOM) التابعة للأمم المتحدة، إن المناقشات حول عودة اللاجئين السوريين لا ينبغي أن تُعقد “بمعزل” عن السياق الاقتصادي والسياسي الأوسع.
وقالت إيمي بوب، مديرة المنظمة الدولية للهجرة، إن عودة السوريين إلى بلادهم تعتمد على مدى الاستثمار في سوريا، وحذرت من موجة جديدة من اللاجئين في حال عدم وجود مثل هذا الاستثمار.
اللاجئين ومستقبل سوريا
وفي مقابلة مع “يورونيوز“، قالت المنظمة الدولية للهجرة إن على الدول أن تستثمر في عملية الانتقال في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، وإلا فإنها قد تواجه موجات مستقبلية من الهجرة.

المديرة العامة للمنظمة إيمي بوب وفق ما نثلته لشبكة “يورونيوز”، اليوم الثلاثاء، أضافت: “ما نشجع الدول على فعله هو الاستثمار الحقيقي في عملية بناء السلام هذه، والاستثمار في إعادة بناء سوريا، والاستثمار في المساعدات الإنسانية”.
تصريحات بوب تأتي عقب “مؤتمر بروكسل” التاسع، وكان بمشاركة حكومية سورية لأول مرة، بحضور وزير الخارجية، أسعد الشيباني.
هذا وكشف الاتحاد الأوروبي عن تخصيص نحو 2.5 مليار يورو كدعم إضافي للسوريين خلال “مؤتمر بروكسل” التاسع الذي عُقد يوم الاثنين. وبلغ إجمالي التبرعات المقدمة من الاتحاد الأوروبي والجهات المانحة الشريكة 5.8 مليار يورو.
وبالعودة إلى بوب، فإنها أشارت إلى أنه “إذا عاد الناس إلى ديارهم وتعرضوا للعنف أو لم يشعروا بالأمان، أو لم يكن لديهم مستقبل، فإنهم سيهاجرون مرة أخرى”.
ضرورة الاستثمار المالي والسياسي
تطرقت بوب إلى جانب هام من جوانب ضمان مستقبل عودة السوريين إلى بلادهم، موضحة بالقول: “هدفنا هو ضمان ألا يكون الحوار الذي تُجريه الدول حول عودة السوريين مُنعزلا، بل أن يكون في سياق الاستثمار اللازم في الوقت الراهن، ليس فقط من حيث الاستثمار المالي، بل أيضا من حيث الاستثمار السياسي في سبيل المضي قدما”.
وفي أعقاب سقوط نظام الأسد، تحركت 14 دولة على الأقل من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ــ بما في ذلك ألمانيا وفرنسا وإيطاليا ــ لتعليق معالجة طلبات اللجوء التي يقدمها السوريون.
وأشارت بعض هذه الحكومات أيضا إلى أنها تعد خططا لتسهيل العودة الطوعية للاجئين، حيث أصدر وزير الداخلية النمساوي تعليمات لوزارته بالتحضير “لإعادتهم وترحيلهم بشكل منظم إلى سوريا”.
كانت فكرة زيادة العودة الطوعية إلى سوريا قد اكتسبت زخما حتى قبل سقوط نظام الأسد، حيث سعت الحكومات في مختلف أنحاء الاتحاد الأوروبي إلى تشديد سياساتها المتعلقة بالهجرة، وفق شبكة “يورونيوز”.
يأتي ذلك وسط ما أعلنته السلطات القبرصية، اليوم الثلاثاء، عن انتشال جثث سبعة أشخاص وإنقاذ شخصين قبالة سواحل الجزيرة، عقب غرق قارب مهاجرين يعتقد أنه قد أتى من طرطوس وعلى متنه 21 شخصا.
وقال “التلفزيون القبرصي” إن عددا من المهاجرين يعتقد أنهم مفقودون في المياه الدولية إثر غرق القارب، الذي رصدته السلطات منتصف نهار أمس على بعد نحو 55 كيلومترا جنوب شرقي قبرص.
وذكر مركز “تنسيق البحث والإنقاذ” في قبرص أن عملية البحث لا تزال مستمرة، وفق وكالة “رويترز” للأنباء.
زيارات “اذهب وشاهد”
ويدرس عدد متزايد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الآن ما يسمى بزيارات “اذهب وشاهد”، التي من شأنها أن تسمح للسوريين بالعودة لتقييم الظروف في بلادهم مع الحفاظ على وضع الحماية الذي يتمتعون به في البلد المضيف. وهي فكرة تدعمها الأمم المتحدة.
في هذا الإطار قالت بوب: “من المفيد للناس العودة ورؤية التحديات التي قد يواجهونها أو الوضع على الأرض. لذا، فإننا ندعم السوريين الراغبين في ذلك، ولكن في الوقت نفسه”.
وتقول بوب إنه لهذا السبب فإن الاستثمار أمر بالغ الأهمية، وفق ما تقوله بوب، والتي أضافت بالقول: “إذا عاد الناس إلى ديارهم ورأوا أنه لم يعد هناك شيء متاح لهم وليس هناك مساعدات إنسانية، أو لا يوجد استثمار في إعادة بناء مجتمعاتهم، فمن المرجح جدا أن تصل هذه الأخبار إلى المجتمعات السورية التي تعيش خارج سوريا ويكون لها تأثير تثبيط عزيمة الناس عن العودة إلى ديارهم”.
وقالت وزارة الداخلية الفرنسية في شباط/فبراير الفائت إن اللاجئين السوريين في فرنسا قد يحصلون قريبا على تصاريح خاصة صالحة لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر للعودة في ما يسمى “الزيارات الاستكشافية” دون أن يفقدوا حق اللجوء.
ووجدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن 80 بالمئة من اللاجئين السوريين أعربوا عن رغبتهم في العودة إلى ديارهم يوما ما، في حين أن 27 بالمئة لديهم “نية فورية” للعودة في الأشهر الـ12 المقبلة، وفق “يورونيوز”.
وقالت المفوضية الأممية إن نحو 60 بالمئة إنهم مهتمون بزيارات قصيرة الأمد لتقييم الوضع على الأرض.
- مؤتمر “وحدة الموقف والصف” الكردي يعلن بيانه الختامي.. تفاصيل
- في ظل غياب العدالة الانتقالية.. استمرار أعمال التصفية والانتقام في سوريا
- مروان الحلبي.. طبيب الخصوبة الذي ارتقى لسُدة التعليم العالي
- رد دمشق على واشنطن تناول 5 مطالب… تفاصيل الرسالة السورية حول شروط رفع العقوبات
- تديّن أم موضة؟.. هجوم حاد من سارة نخلة على حجاب حلا شيحة “الموسمي”
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
اشترك الآن اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك كل جديد من الحل نت
مقالات ذات صلة

مباحثات أوروبية حول إمكانية تخفيف العقوبات عن سوريا

توجه لطباعة العملة السورية في أوروبا.. أين تكمن الجدوى الاقتصادية؟

بدلًا من روسيا.. لماذا تتجه الإدارة السورية لطباعة العملة المحلية في أوروبا؟

البرلمان الهولندي يسعى لإعادة فرض العقوبات على سوريا.. ما السبب؟
الأكثر قراءة

واشنطن تتسلّم رد دمشق على متطلبات تخفيف العقوبات.. تفاصيل

هل تحمل زيارة وزير الخارجية الأردني لدمشق رسائل بعد حلّ “اللواء الثامن” بدرعا؟

مسؤول أميركي: لا ثقة بدمشق حتى الآن وهذه أولوياتنا في سوريا

مرهف أبو قصرة: من حقول حلفايا لوزارة الدفاع السورية.. رحلة مثيرة للجدل!

محمد البشير: من حكومتي الإنقاذ وتصريف الأعمال إلى وزارة الطاقة.. السيرة الكاملة

مباحثات أوروبية حول إمكانية تخفيف العقوبات عن سوريا
المزيد من مقالات حول سياسة

مؤتمر “وحدة الموقف والصف” الكردي يعلن بيانه الختامي.. تفاصيل

في ظل غياب العدالة الانتقالية.. استمرار أعمال التصفية والانتقام في سوريا

مروان الحلبي.. طبيب الخصوبة الذي ارتقى لسُدة التعليم العالي

رد دمشق على واشنطن تناول 5 مطالب… تفاصيل الرسالة السورية حول شروط رفع العقوبات

لقاء ودي بين مسؤولي استخبارات دمشق وموسكو: إحياء العلاقات؟

الشرع يضع شرطا أساسيا للتطبيع مع إسرائيل

باريس وأربيل تكثفان الجهود لدعم “قسد” وترتيب البيت الكردي في سوريا.. تفاصيل
