يعتزم رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام زيارة العاصمة السورية دمشق على رأس وفد لبحث القضايا المشتركة وتعزيز التعاون بين لبنان وسوريا.

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه سلام مع رئيس المرحلة الانتقالية السورية أحمد الشرع أمس الأربعاء بمناسبة عيد الفطر، متمنيا لسوريا وشعبها المزيد من الاستقرار والازدهار.

تقارب بين لبنان وسوريا

وبحسب بيان للرئاسة السورية، بحث سلام والشرع سبل تعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، حيث أكد سلام على “أهمية التعاون المشترك لما فيه مصلحة الشعبين اللبناني والسوري”.

وأعرب رئيس الوزراء اللبناني عن رغبته في القيام بزيارة رسمية إلى دمشق، على رأس وفد لبناني، بهدف بحث القضايا المشتركة وتعزيز أواصر التعاون بين البلدين.

كما قدّم سلام التهنئة للشرع بمناسبة تشكيل الحكومة السورية الجديدة، معربا عن أمله في أن “تسهم في تحقيق المزيد من التقدم والاستقرار، وتعزيز مسيرة التنمية والتعاون بين البلدين الشقيقين”، طبقا لبيان الرئاسة السورية.

هذا وكان الرئيس اللبناني، جوزيف عون قد قال إن العلاقات بين لبنان وسوريا بدأت تأخذ منحى إيجابيا.

وأردف عون، أمس الأربعاء، أن إدارته ستباشر باتخاذ خطوات لتطوير العلاقات وبحث القضايا المشتركة بين لبنان وسوريا تتضمن، ترسيم الحدود و”الترانزيت” (نقل البضائع عبر البلدين) وغيرهما.

حل القضايا العالقة بوساطة سعودية

استضافت مدينة جدة السعودية الأسبوع الماضي اجتماعا أمنيا رفيع المستوى بين سوريا ولبنان. 

وتناول الاجتماع، وفق وسائل الإعلام، تبادل المعلومات الأمنية بين البلدين، وتعزيز التنسيق الأمني، ومسألة ترسيم الحدود السورية اللبنانية.

وأفادت وسائل إعلام سعودية بعقد لقاءات بين وفد سوري برئاسة وزير الدفاع مرهف أبو قصرة ونظيره اللبناني ميشال منسى في جدة. وضمّ اللقاء وفدين كبيرين، وناقشا التوترات الحدودية بين البلدين، والتعاون الأمني، ومكافحة التهريب، وضبط المعابر غير الشرعية.

كذلك، وفي الـ 28 من آذار/مارس الماضي، عقد الشرع اجتماعا، عبر تقنية الفيديو، مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، واللبناني، جوزيف عون، بالإضافة إلى الرئيس القبرصي كريستودوليديس، ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس.

وضمن الاجتماع، أكد الرئيس اللبناني لنظيره السوري على ضرورة التنسيق بين البلدين لمعالجة المسائل العالقة، لا سيما موضوع الحدود المشتركة بين لبنان وسوريا.

أكد الجانبان اللبناني والسعودي على ضرورة استعادة الأمن والاستقرار في سوريا أراضيها (وكالة المركزية)​​​​​​​

ويوم الأحد الفائت، وصل رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، إلى السعودية، في أول زيارة له للمملكة منذ تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة قبل نحو شهرين. والتقى سلام مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وفق وسائل الإعلام.

وأكد الجانبان اللبناني والسعودي على ضرورة استعادة الأمن والاستقرار في سوريا، لا سيما وأن أي اضطراب أمني في دمشق سيؤثر سلبا على بيروت والمنطقة. وشكر رئيس الوزراء اللبناني ولي العهد السعودي على جهود المملكة لإطلاق عملية ضبط وترسيم الحدود اللبنانية السورية، ومعالجة جميع القضايا العالقة بين البلدين.

وعليه، يبدو من الواضح الجهود السعودية في حل جميع القضايا العالقة بين الجانبين السوري واللبناني، وتحديدا مسألة ترسيم الحدود السورية اللبنانية وضبط الحدود، وطي حقبة “آل الأسد” التي جلبت لكلا البلدين الدمار والخراب.

وفي حديث مع صحيفة “الاندبندنت”، قال الباحث في الشؤون الجيوسياسية، زياد الصائغ، إن الوساطة السعودية بين لبنان وسوريا في الاجتماع الاستثنائي العاجل الذي استضافته جدة ليست أكثر من “المضي قدما في مسار التقارب القائم على منطق الحوار الدولي المتكافئ، ضمن مبدأ احترام سيادة كل منهما، مع إنهاء دور أي قوة إقليمية غير عربية في تقويض هذا المبدأ، أو حتى قوة دولية إن كان من أجندات غير معلنة لإعادة إنتاج مواجهة بينهما والسعي إلى ضرب الاستقرار في الشرق الأوسط”.

وأشار الصائغ إلى أن اتفاق الطائف الذي وضع حدا للحرب الأهلية في لبنان “واضح في تأطير العلاقات اللبنانية – السورية، لكن النظام السوري البائد مع أدوات له في لبنان أطاحوه على مدى الـ40 عاما الماضية”.

وقال الباحث إن “اللحظة الإقليمية والدولية الآن مواتية لتزخيم ترسيم الحدود بين الدولة واللادولة في لبنان وسوريا على حد سواء، ووضع أسس دستورية للعلاقة بينهما، وفي صلبها القرارات الدولية 1701 و1559، وخصوصا 1680، بما يعيد إلى لبنان هيبة الدولة فيه ونهائية كيانه على هذه الحدود، وإلى سوريا عودتها إلى الاهتمام بشؤونها الداخلية وإعادة بناء دولتها”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات