في حين أدانت مصر والأردن الهجمات الإسرائيلية على مناطق متفرقة في سوريا، تدفقت حشود من أهالي محافظة درعا إلى مدينة نوى لتشييع الضحايا التسعة الذين سقطوا في القصف الإسرائيلي عقب منتصف ليل الأربعاء- الخميس.

ويأتي التصعيد الإسرائيلي ضد الأراضي السورية في إطار رسالة قوية لتركيا بشأن اتفاقها الدفاعي مع الحكومة السورية الانتقالية، والذي ينص على إنشاء قاعدة عسكرية تركية في قاعدة “T4” وسط البلاد. وقد أسفرت هذه العمليات عن سقوط العديد من الضحايا بين المدنيين في درعا، ومقتل العديد من العسكريين وتدمير عدة منشآت عسكرية وحيوية، في دمشق وحماة وحمص، وفق ما قالته مصادر محلية.

بينما أكدت مصر والأردن رفضهما المطلق للغارات الإسرائيلية المستمرة على سوريا، معتبرتين أنها انتهاك صارخ للسيادة السورية.

سوريا: إدانة عربية للهجمات الإسرائيلية

في بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أدانت القاهرة “بأشد العبارات الغارات الإسرائيلية الأخيرة على مواقع عدة في الأراضي السورية، في انتهاك صارخ جديد للقانون الدولي، وتعدٍ سافر على سيادة الدولة السورية واستقلالها ووحدة أراضيها؛ استغلالا للأوضاع الداخلية في سوريا الشقيقة”.

وطالبت مصر “الأطراف الدولية الفاعلة بالاضطلاع بمسؤولياتها تجاه التجاوزات الإسرائيلية المتكررة، وإلزام إسرائيل بإنهاء احتلالها للأراضي السورية، واحترام اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974”.

كذلك، أدانت وزارة الخارجية الأردنية “بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي الأخير على مناطق متفرقة في سوريا، والذي أسفر عن ارتقاء وإصابة عدد من الأشخاص؛ واعتبرته خرقا فاضحا للقانون الدولي، وانتهاكا صارخا لسيادة ووحدة سوريا، وتصعيدا خطيرا لن يسهم إلا بمزيد من الصراع والتوتر في المنطقة”.

وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة سفيان القضاة، وفق ما نقلته قناة “المملكة” الأردنية، “رفض الأردن المطلق، واستنكاره الشديدين للاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على أراضي الجمهورية العربية السورية، في خرق واضح لاتفاقية فك الاشتباك للعام 1974 بين إسرائيل وسوريا، مُجدِّدا وقوف المملكة وتضامنها الكامل مع سوريا وأمنها واستقرارها وسيادتها”.

ودعا القضاة المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، وإلزام إسرائيل بوقف اعتداءاتها الاستفزازية اللاشرعية على سوريا، وإنهاء احتلال جزء من أراضيها، مشددا على ضرورة التزام إسرائيل بقواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة التي تفرض احترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها.

تظاهرات وتشييع ضحايا درعا

في الأثناء، تجمعت أعداد كبيرة من أهالي درعا استجابة لدعوات أطلقها ناشطون للتظاهر وتشييع ضحايا القصف الإسرائيلي على حرش الجبيلية غربي مدينة نوى بريف محافظة درعا.

وبحسب مواقع محلية، مثل “تجمع أحرار حوران” و”درعا 24″، انطلقت “دعوات شعبية للاحتجاج ضد الانتهاكات الإسرائيلية، والمشاركة في تشييع الضحايا بعد صلاة الظهر اليوم الخميس في مركز التنمية الريفية في مدينة نوى”.

وأفاد موقع “تجمع أحرار حوران” أن الآلاف تجمعوا في مدينة نوى بريف درعا الغربي لتشييع الضحايا الذين سقطوا في قصف إسرائيلي على حرش الجبيلية غربي المدينة.

كما ولفت الموقع المحلية إلى أن جميع الأسواق والمحلات التجارية في مدينة نوى غابي درعا أغلقت حدادا على أرواح ضحايا الهجمات الإسرائيلية.

في السياق ذاته، ألقت الطائرات الإسرائيلية منشورات على قرية كويا في منطقة حوض اليرموك غربي درعا والمناطق المحيطة بها، تحذر فيها الأهالي من العبور إلى الوادي باتجاه حوض اليرموك.

وقد أدانت وزارة الخارجية السورية الهجمات الإسرائيلية ووصفتها بـ”العدوان غير المبرر” و”الانتهاك السافر” للقانون الدولي وسيادة البلاد.

ألقت الطائرات الإسرائيلية منشورات على قرية كويا في منطقة حوض اليرموك غربي درعا والمناطق المحيطة بها، تحذر فيها الأهالي من العبور إلى الوادي باتجاه حوض اليرموك -“متداول”

وأكدت الوزارة، أن الغارات التي استهدفت خمس مناطق مختلفة أسفرت عن تدمير شبه كامل لمطار حماة العسكري وإصابة عشرات المدنيين والعسكريين.

كما دعت المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم والضغط على إسرائيل للالتزام بالقانون الدولي وتعهداتها بموجب اتفاقية فصل القوات لعام 1974، مشددة على ضرورة اتخاذ إجراءات فورية لوقف التصعيد ومنع المزيد من الانتهاكات.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة