عاد يعرب بدر إلى واجهة الأحداث في سوريا بتعيينه وزيراً للنقل في 29 مارس الماضي ضمن حكومة الرئيس السوري أحمد الشرع الانتقالية، ليعيد بذلك تجربة سابقة قاد فيها الوزارة بين عامي 2006 و2011.
يعرب، الأكاديمي والمهندس المدني، يمثل عودة للوجوه التي خبرت العمل الحكومي في مرحلة ما قبل الأزمة السورية، ما يثير تساؤلات حول طبيعة المرحلة المقبلة في قطاع النقل الحيوي.
من هو يعرب بدر؟
ولد يعرب بدر في اللاذقية عام 1959، وعمره الحالي 66 عاماً. شق طريقه نحو العلم والمعرفة، حيث حصل على درجة الدكتوراه في علوم النقل من المدرسة الوطنية للجسور والطرق في باريس.
بعد عودته إلى سوريا عام 1992، لم ينقطع عن البحث العلمي، حيث عمل في تدريس قضايا النقل وسلامة المرور وطرائق البحث العلمي في كلية الهندسة المدنية بجامعة اللاذقية -تشرين سابقاً-.

كذلك شارك في تدريس مقررات الإحصاء الرياضي وطرائق البحث العلمي في فرع اللاذقية للأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري التابعة لجامعة الدول العربية.
بين التدريس ووزارة النقل – (الفترة الأولى)
قام يعرب بدر بإجراء العديد من الدراسات في مجال الطرق والنقل وسلامة المرور في سوريا، وساهم في أعمال المجلس الاستشاري لوزارة النقل السورية، وفي إعداد الفصل المتعلق بقطاع النقل والمواصلات في الخطة الخمسية العاشرة في سوريا للفترة 2006-2010، وهذه الخبرة أهلته لتولي منصب وزير النقل خلال الفترة 2006-2011.
بعد انتهاء فترة وزارته، عاد يعرب لممارسة التدريس في كلية الهندسة المدنية في الجامعة العربية الدولية، وفي ماجستير إدارة السلامة المرورية الذي أُحدِث في جامعة القديس يوسف في بيروت بدءاً من عام 2012.
ومنذ عام 2014، يعمل يعرب بدر في لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية-الاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) بصفة مستشار إقليمي للنقل واللوجستيات، مما يعكس خبرته الواسعة على المستوى الإقليمي.
العودة في ظل تحديات جسام
اليوم، يأتي تعيين يعرب في وقت يواجه فيه قطاع النقل في سوريا تحديات هائلة، نتيجة سنوات الحرب والعقوبات الاقتصادية. البنية التحتية المتضررة، وشبكات الطرق والسكك الحديدية التي تحتاج إلى إعادة تأهيل، والمطارات التي تسعى لاستعادة نشاطها، كلها ملفات تنتظر حلولاً عاجلة.
تثير عودة بدر إلى الوزارة تساؤلات حول طبيعة المرحلة المقبلة. هل سيمثل عودة للسياسات القديمة، أم أنه سيحمل رؤية جديدة تتناسب مع الواقع المتغير؟ هل ستكون خبرته الأكاديمية والمهنية الواسعة كافية للتعامل مع تعقيدات القطاع في ظل الظروف الراهنة؟
يُعرف عن يعرب بدر هدوءه ومهنيته، وهي صفات قد تكون ضرورية في التعامل مع ملفات معقدة وحساسة، لكن السؤال يبقى، هو هل سيتمكن هذا المهندس الأكاديمي والوزير السابق من تحقيق إنجازات ملموسة في قطاع النقل السوري، في ظل تحديات اقتصادية وسياسية كبيرة؟ الأيام القادمة ستكشف عن طبيعة دوره وتأثيره.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
اشترك الآن اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك كل جديد من الحل نت
مقالات ذات صلة

حمزة المصطفى: مرحلة جديدة للإعلام السوري؟

لقاء سري برعاية أمير قطر: ماذا دار بين السوداني والشرع؟

محمد البشير: من حكومتي الإنقاذ وتصريف الأعمال إلى وزارة الطاقة.. السيرة الكاملة

أنس خطاب من قائمة “الإرهاب” لوزارة الداخلية.. إليكم تاريخ “الرجل الغامض”!
الأكثر قراءة

واشنطن تتسلّم رد دمشق على متطلبات تخفيف العقوبات.. تفاصيل

هل تحمل زيارة وزير الخارجية الأردني لدمشق رسائل بعد حلّ “اللواء الثامن” بدرعا؟

مسؤول أميركي: لا ثقة بدمشق حتى الآن وهذه أولوياتنا في سوريا

مرهف أبو قصرة: من حقول حلفايا لوزارة الدفاع السورية.. رحلة مثيرة للجدل!

محمد البشير: من حكومتي الإنقاذ وتصريف الأعمال إلى وزارة الطاقة.. السيرة الكاملة

مباحثات أوروبية حول إمكانية تخفيف العقوبات عن سوريا
المزيد من مقالات حول اقتصاد

السعودية وقطر تتكفلان بسداد ديون سوريا لدى “البنك الدولي”.. ما دلالات تلك الخطوة؟

احتجاز شاحنتين أردنيتين في السويداء: هل تتأثر حركة النقل بين البلدين؟

خبير يحل اللغز.. لماذا ترتفع أسعار المواد المحلية السورية أمام المستوردة؟

الوزير العائد: هل ينجح يعرب بدر في ترميم شرايين النقل السوري؟

سرّ تزايد الطلب على الدولار.. هل تتراجع الليرة السورية؟

صندوق النقد الدولي يعين رئيسا لبعثته إلى سوريا.. ماذا تعني هذه الخطوة؟

سخط كبير رغم تسهيلات “التجاري السوري” لسداد القروض.. بماذا طالب السوريين؟
