التوتر بين “بصرى” و”القريا”: هل سيشهد الجنوب السوري حرباً طائفية برعاية حزب الله؟

التوتر بين “بصرى” و”القريا”: هل سيشهد الجنوب السوري حرباً طائفية برعاية حزب الله؟

جاء تخريج دفعة كبيرة من المقاتلين الجدد لفصيل “الدفاع الوطني”، الموالي للقوات النظامية في #السويداء، وسط حشود كثيفة زادت عن خمسة آلاف شخص، أشبه برسالة موجهة إلى #الفيلق_الخامس الموالي لروسيا، ولإعلان ترسيخ  وجود #حزب_الله اللبناني في المحافظة بشكل علني، استعداداً لـ«المعركة الفاصلة»، كما يٌطلق عليها ضباط الفصيل.

اختفت أخبار ميلشيا “الدفاع الوطني”، التي نشأت عام 2012 بمرسوم رئاسي، عن الإعلام منذ سنتين، بعد فقدان عناصرها الحافز للقتال، وانقطاع رواتبهم، ما دفع أسرهم للاستعانة بالجمعيات الخيرية، فيما عاد كثير منهم لممارسة أعماله الاعتيادية.

لكن حادثة الثامن والعشرين من آذار/مارس الماضي، التي قُتل فيها ستة عشر شخصاً من أبناء بلدة #القريا، أججت الصراع من جديد في الجنوب السوري، خاصة أن “الفيلق الخامس”، التابع لروسيا في ريف #درعا الشرقي، كان قد صعّد التوتر بتمثيله العلني بجثث القتلى، وهو ما اعتبره أهالي محافظة السويداء إهانة لا تغتفر، وطالب عديد منهم بالثأر، وزاد التوتر احتلال الفيلق لمساحات كبيرة من أراضي البلدة، دون أن يستطيع “مركز المصالحة” الروسي منعه من ذلك، رغم تواجد المركز الدائم في المنطقة من خلال منسّقه في السويداء، واجتماعات الضباط الروس بشكل دوري مع الوجهاء وقادة فصائل لتخفيف الاحتقان.

وقد استغلت #الحكومة_السورية حالة الاحتقان بين الطرفين لكي تعطي لحلفائها، من الميلشيات المقرّبة من #إيران، موطئ قدم ثابت في الجنوب.

 

«سنطلب الدعم، ولن نخاف من محاولات التشييع»

يقول أحد قادة الدفاع الوطني (رفض ذكر اسمه لأسباب أمنية) إن «المعركة القادمة مع الفيلق الخامس قريبة جداً، والاستعدادات العسكرية لم تتوقف منذ شهرين، خاصة بعد تلقي الدفاع الوطني أسلحةً حديثة ومعدات لوجستية، كانت ضرورية لكي تصبح المعركة مضمونة النتائج»، حسب تعبيره.

وعن هذه الأسلحة، والتدريبات التي جرت، ودور “حزب الله” فيها، يؤكد القيادي أن «روسيا تدرّب وتدعم الفيلق الخامس، الذي يُعتبر، بنظر أهالي محافظة السويداء، فيلقاً متطرفاً لا يختلف عن تنظيم “داعش”». ويضيف: «نحن بحاجة للدعم العسكري والمادي، وكل فريق يبحث عن دعم وحماية ومال للاستمرار، وهذا أمر طبيعي في ظل الحرب. لا مشكلة لدينا بتلقي الدعم من “حزب الله”، أو أي طرف آخر. والإشاعات عن قيام الحزب بنشر التشيّع لا أساس لها من الصحة، ولا يمكن أن تؤثر على أهالي المحافظة، المهم لدينا أن نُفشل مخططات الفيلق الخامس، الذي يهدف إلى السيطرة على أرضنا». حسب قوله.

وتصاعدت حدة التوتر بعدما قام الفيلق الخامس بتخريج دورات لمقاتلين جدد، أواخر شهر تموز/يوليو الماضي، في بلدة #بصرى الشام، معقل الفيلق، القريبة من بلدة القريا، واعتبر كثيرون الخطابات، التي وصفت بـ”المتشنجة”، الملقاة في حفل التخرّج، بمثابة «إعلان حرب على السويداء».

 

محاولة استقطاب شباب السويداء

من جهة أخرى «أرسل الفيلق الخامس، عبر كل ألويته ومناصريه، دعوات مفتوحة لكل شباب محافظة السويداء للالتحاق بصفوفه، وخاصة الهاربين من الخدمة الإلزامية في #القوات_النظامية، أو المنشقين عنها، مع وعدهم باعتبار خدمتهم في الفيلق مماثلة للخدمة الإلزامية، وأن تكون حصرياً في المنطقة الجنوبية. بتعهّد مباشر من “مركز المصالحة” الروسي»،  كما يقول الناشط “محمد المسالمة” لموقع «الحل نت».

وأكد “المسالمة” أن «ما يقارب خمسة آلاف شاب من السويداء التحقوا بالفيلق، وخضعوا لدورات عسكرية مكثفّة، وما زالت الدعوة مفتوحة، في محاولة لتجنيد عشرين ألف مقاتل، ويبدو الهدف من هذه التحركات التحضير لأي عمل عسكري تقوم به القوات النظامية، بالتعاون مع إيران وحزب الله في الجنوب».

 

الحرب بين السهل والجبل

أراد بعض قيادات الدفاع الوطني في السويداء أن يكون حفل تخريج الدورة الجديدة في ساحة ضريح سلطان باشا الأطرش في بلدة القريا، رداً على «الخطابات الطائفية والإهانات التي سمعها أبناء السويداء في حفل تخريج دورة الفيلق الخامس في بصرى الشام»، حسب ما تررد بين الأهالي، لكن القرار رُفض بسبب الخوف من ردات فعل مقابلة، ونُقل الحفل إلى مقر الدفاع الوطني في مدينة السويداء، حيث حضره ما يزيد عن خمسة آلاف شخص، منهم رجال دين، ووجهاء، ومسؤولون حكوميون، وضباط من القوات النظامية. وركزت الخطابات على «الثأر، ووضع حد للفيلق الخامس، الذي تمادى واعتدى، ومثّل بالجثث أمام السلطات الروسية التي تدعمه». ومن بين الخطاب كلمة العميد المتقاعد “جواد الأطرش”، الذي أوحى أن الحرب في الجنوب قادمة. واستعرض العناصر أسلحتهم الجديدة ومدافعهم وسياراتهم، التي حصلوا عليها من “حزب الله”، وأكد عدد منهم انهم «تلقوا تدريبات على فنون القتال على يد “حجاج” من #لبنان، استعملوا خلالها أجهزة اتصالات وتنصّت وتحديد مواقع وتشويش حديثة».

وفيي هذه الأثناء كان ضباط من الدفاع الوطني يوزعون الأسلحة الخفيفة على المواطنين في الريف الجنوبي الغربي، تحت بند “الدفاع الذاتي”، ووضع الأهالي في صورة الأحداث القادمة.

أحد قادة الفصائل المحلية بمحافظة السويداء، طلب عدم ذكر اسمه، قال لموقع «الحل نت»، إن «الحديث عن الحرب دعوة للفتنة بين جبل الدروز وسهل حوران، و”حزب الله” يستغّل حالة التوتر جنوب غربي السويداء، لكي يوّسع النفوذ الإيراني في الجنوب، ويشعل حرباً بأيادٍ محلية، ويوّسع تجارته بالمخدرات والحشيش على حساب المواطنين، ويصفي بالتالي حسابه مع “أحمد العودة”، قائد الفيلق الخامس المدعوم من #روسيا، الذي طرد الحزب وإيران من معقلهم الأساسي في بصرى الشام عام 2015».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة