اختفى العديد من الجنرالات الروس عن الرادار بعد قيادتهم لقوات الغزو في أوكرانيا، في الوقت الذي تفرض فيه القوة الهرمية نفسها أكثر من أي وقت مضى على التسلسل القيادي الروسي. 


على سبيل المثال، أين ذهب سيرجي دفورنيكوف؟ فمنذ أسابيع، ظل هذا السؤال محيرا للخبراء العسكريين الذين يحاولون معرفة ذلك من خلال التسلسل القيادي الروسي في أوكرانيا. وكان هذا الجنرال، الملقب بـ “جزار حلب” والذي كان عينه فلاديمير بوتين منذ التدخل الروسي في سوريا لمساندة حكومة دمشق، قد تم تعيينه لاحقا رئيسا للعمليات في أوكرانيا أوائل نيسان/أبريل الماضي، لكنه اختفى عن الرادار بعد أسابيع قليلة، ولم يعد يظهر في الصور والتقارير الصادرة عن وزارة الدفاع الروسية، بحسب ما أفاد به تقرير لمحلة “لاكروا” الفرنسية، وترجمه موقع “الحل نت”.

جميع الاحتمالات تشير إلى أن الرجل فقد كل رصيده لدى الرئيس الروسي، بسبب الصعوبات التي واجهتها القوات الروسية على الأرض في أوكرانيا. حتى ربما أنه سيحال إلى التقاعد دون طلب منه، وفقا لكريستو غروزيف، مؤسس موقع التحقيقات “بيلينكات”، والذي غالبا ما يكون على دراية جيدة بهذه الأمور. ومع ذلك، فقد تم تعيينه مباشرة من قبل فلاديمير بوتين، في مواجهة الجنرالات الذين خافوا من ولع دفورنيكوف بالشرب وأوجه قصوره في إتقان العمليات واسعة النطاق، وهذا دليل على الدور المتزايد للرئيس الروسي في إدارة العمليات العسكرية على الأرض. 


لم يتم الإعلان رسميا عن إقالة دفورنيكوف من قبل سلطات بلاده، حيث اكتشف عامة الشعب الروسي خليفته من خلال تقرير تلفزيوني في 26 حزيران/يونيو، صور زيارة وزير الدفاع سيرجي شويغو للقوات المشاركة في أوكرانيا. وقد ظهر الجنرال جينادي جيدكو، 56 عاما، كخليفة لـ دفورنيكوف، وكان قد شارك بدوره في الحملة الروسية في سوريا. وبذلك يتولى جيدكو منصب منسق الجيوش الغازية الثلاثة التي تعمل في وقت واحد، وفقا لعدة مواقع عسكرية روسية. ومع ذلك، تبقى هذه المعلومات قابلة للتشكيك، حيث لم يؤكد الكرملين تعيينه مطلقا.  

في الأشهر الأخيرة، طردت هيئة الأركان العامة الروسية؛ سرا ستة جنرالات على الأقل لم يرضوا مطالب القيادة. وهكذا تم إيقاف اللفتنانت جنرال سيرجي كيسيل، الذي قاد الحرس الأول للجيش المدرع، بسبب فشله في الاستيلاء على خاركيف. كما جاء تنسيق الأدميرال المساعد إيغور أوسيبوف، الذي كان يقود أسطول البحر الأسود الروسي، بعد وقت قصير من غرق الطراد موسكفا، الذي دُمّر في 13 نيسان/أبريل الماضي. ويشير خبير الدفاع بافيل لوزين، إلى أنه “من الصعب معرفة من المسؤول عما يحدث في أوكرانيا! فـ “الكرملين” لا يثق بقادة جيشه ويغيرهم بشكل منتظم. 

كذلك يبدو أن وزير الدفاع نفسه، سيرجي شويغو، قد فقد الكثير من رصيده لدى بوتين منذ دفن سيناريو الحرب الخاطفة والسريعة. وخلال لقاء مع وزير دفاعه، أعلن بوتين أمام الكاميرات أنه يحصل على معلوماته من رجلين موثوقين فقط، وهما الجنرال سيرجي سوروفكين، قائد الجبهة الجنوبية، ونظيره في الجبهة الوسطى، ألكسندر لابين، الذي حصل على لقب بطل روسيا بعد الاستيلاء على ليسيتشانسك، وهو أحدث تقدم للقوات الروسية. 

ويبدو أن القوة الهرمية تفرض نفسها أكثر من أي وقت مضى على التسلسل القيادي الروسي. “الكرملين يحاول قيادة القوات مباشرة من موسكو، من مركز مراقبة الدفاع الوطني، ويتجنب تفويض المسؤولية عن العمليات لجنرال واحد”، يؤكد لوزين. ويختتم حديثه بالقول: “ثقافة السيطرة السياسية على هيئة الأركان العامة هي إرث من الاتحاد السوفيتي، عندما كان الكرملين يخشى حدوث انقلاب عسكري. ولا تزال هذه الخشية موجودة، ويبدو أنها تتزايد اليوم”. 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة