يمثل تولي عبد السلام هيكل منصب وزير الاتصالات وتقانة المعلومات في الحكومة السورية الانتقالية، منذ 29 مارس المنصرم، محطة جديدة في مسيرته المهنية. هذا التعيين يضع على عاتقه مسؤولية قيادة قطاع حيوي في مرحلة تتطلب تضافر الجهود لبناء مستقبل أفضل لسوريا، فمن هو هيكل؟

من هو عبد السلام هيكل؟

ولد عبد السلام هيكل في دمشق عام 1978، وهو رائد أعمال في قطاعي التكنولوجيا والإعلام، وتلقى تعليمًا أكاديميًا رفيعًا، حيث حصل على بكالوريوس في العلوم السياسية من الجامعة الأميركية في بيروت، ليتبعها بماجستير في العلاقات الدولية من كلية الدراسات الشرقية والأفريقية في جامعة لندن.

لم يكتفِ هيكل بالدراسة الأكاديمية، بل أسّس مشاريع عدة، مثل شركة “مجرة” التي قامت بنشر نسخ عربية مرموقة من مجلات عالمية رائدة مثل “هارفارد بزنس ريفيو”، و”إم آي تي تكنولوجي ريفيو”، و”بوبيولار ساينس – العلوم للعموم”، بالإضافة إلى “منصة ستانفورد للابتكار الاجتماعي”.

يقف هيكل خلف تأسيس “ترانستك” لأنظمة المعلومات، الشركة التي تطور أنظمة برمجية متطورة تلبي احتياجات المؤسسات المختلفة، وفي عالم الإعلام، أسس “هيكل ميديا”، دار النشر التي تصدر مجلة “الاقتصادي” باللغة العربية، ومجلة “فوروورد” باللغة الإنجليزية، مساهمًا بذلك في إثراء المحتوى الاقتصادي وتحليل الأحداث باللغتين العربية والإنجليزية.

ولم يتوقف طموح عبد السلام هيكل عند هذا الحد، بل امتد ليشمل عالم البحث الرقمي من خلال تأسيس مختبرات “لبيب”، التي تملك محرك البحث العربي الشهير “Lableb.com”، وهذا المحرك يمثل إضافة نوعية للمحتوى العربي على الإنترنت ويسهل الوصول إلى المعلومات باللغة العربية.

“قائد عالمي شاب” أمام التحدي الأكبر!

إلى جانب نشاطه الريادي في القطاع الخاص، يتمتع الوزير هيكل بحضور فاعل ومؤثر في القطاع الأهلي. فهو يترأس “الجمعية السورية لرواد الأعمال الشباب” (SYEA).

كما يولي هيكل، اهتمامًا خاصًا لقطاع التعليم، حيث يشغل عضوية في مجالس أمناء مؤسسات تعليمية عدة، مثل الجامعة الأميركية في بيروت (AUB) وجامعة القلمون السورية الخاصة، بالإضافة إلى عضويته في مجلس إدارة “صندوق طموحي” للمنح الدراسية.

عبد السلام هيكل – (وكالات)

تقديرًا لإنجازاته المهنية المتنوعة وتأثيره الإيجابي، حصل عبد السلام هيكل في عام 2009 على لقب “قائد عالمي شاب” من المنتدى الاقتصادي العالمي، ليصبح أول سوري يُكرم بهذا اللقب الرفيع. هذا التكريم كان اعترافًا بمساهماته القيمة في مختلف القطاعات التي نشط فيها.

اليوم، ومع توليه حقيبة وزارة الاتصالات وتقانة المعلومات، يُنتظر من عبد السلام هيكل أن يسخر خبرته الواسعة وشبكة علاقاته القوية لدفع عجلة التنمية في هذا القطاع الحيوي، والمساهمة في بناء سوريا المستقبل، والأكيد أنه أمام تحدٍ كبير، فهل بنجح؟ الوقت سيبيّن ذلك.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات