محمد وسام

في الوقت الذي تحاط فيه محافظة #إدلب بشبح اجتياح قوّات النظام وتنظيم الدولة الإسلاميّة #داعش للعديد من القرى والبلدات، علاوةً على اكتظاظ مدن وبلدات المحافظة بآلاف النازحين الهاربين من جحيم القصف والمعارك، تنشغل مجموعات من المقاتلين تسمّي نفسها “سواعد الخير” بملاحقة أهالي إدلب والتضييق عليهم بحجة مكافحة التدخين ومنع الاختلاط والتأكيد على الغطاء الشرعي للنساء.

“سواعد الخير” مجموعة من المقاتلين التابعين لهيئة تحرير الشام، وهو اسم جديدة أطلقته الهيئة على فرع “الحسبة” التابع لها، والتي تنشط في مدينة إدلب وأريافها، وكان اسمها سابقاً “هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” ، وتسعى من ورائه إلى بسط نفوذها على حركة المدنيين وتطبيق القوانين الخاصة بها على أهالي محافظة إدلب.

“تصرفات استفزازيّة ومضايقات تنفّذها سواعد الخير بحق أهالي إدلب” يقول الناشط الإعلامي باسل أبو الياس في حديث لموقع الحل، ويؤكد أن الأهالي استاؤوا كثيراً خلال الأسابيع القليلة الماضية جراء تصرفات سواعد الخير التي تستهدف صالونات الحلاقة ومحلات الألبسة فضلاً عن المرافق الحيوية والمشافي في إدلب.

وشهدت قرى وبلدات محافظة إدلب خلال الأيام العشرة  الماضية، قيام مجموعات سواعد الخير باقتحام العديد من المحال التجاريّة، حيث داهمت دوريات تابعة لها محال البسة في #معرة_النعمان بحجة عرض صور “سافرات” على واجهات المحال، وأجبرت أصحابها المخالفين لقراراتها على دفع غرامات ماليّة، كما خرّبت عدداً من البسطات في السوق الشعبي لمدينة إدلب بحجة بيع التبغ والسجائر.

يروي محمد الحسين لموقع الحل وهو أحد الباعة المتجوّلين في سوق إدلب شهادته حول سواعد الخير ويقول “منذ أيام اقتحمت مجموعة من الملثمين المسلّحين السوق الشعبي في إدلب، وانهالوا بالضرب على أحد بائعي التبغ ووجهوا له شتائم بعد أن خرّبوا له بسطته، من ثم اعتقلوه إلى جانب العديد من الشباب المارّين في شارع السوق، أحدهم بسبب طريقة حلاقته لشعره على اعتبارها طريقة غير إسلاميّة على حد تعبيرهم”.

وفي العاشر من شهر شباط الجاري اعتقلت مجموعات سواعد الخير، سبعة من سائقي باصات النقل الداخلي التابعين لمنظمة بنفسج، وذلك بحجة اختلاط النساء والرجال اثناء عمليّات النقل الداخلي في إدلب، لتطلق سراحهم فيما بعد، عقب إصدار عدد من المنظمات والجمعيّات العاملة في إدلب بياناً استنكرت فيه تصرفات عناصر سواعد الخير

مضايقات سواعد الخير ومن وراءها هيئة تحرير الشام توسعت في الأيام الأخيرة لتشمل المشافي والمجمعات التربويّة، حيث اقتحمت مجموعاتها عدداً من المدارس واعتقلت عدداً من الطلاب بحجة حلاقتهم كما عمدت على فرض فصل الذكور عن الإناث في المدارس والمشافي.

تسيّر سواعد الخير دوريّات في الساحات العامة والحدائق وتدقق على العائلات وتطالبهم بأوراقهم الثبوتيّة للتأكد من صلة القرابة، يضاف إلى ذلك بحثهم عن الأراكيل وتكسيرها واعتقال من يحضرها، كما أبلغت سواعد الخير كافة المقاهي ومحلات الإنترنت في إدلب بالتوقف عن عرض مباريات كرة القدم كونها “مضيعة لأوقات المسلمين”.

“بحجة تطبيق الشريعة يقطعون أرزاق الناس” يضيف أبو الياس خلال حديث لموقع الحل ويؤكد بأن أهالي المدينة ضاقوا زرعاً من ممارسات هذه المجموعات، قائلاً “عناصر سواعد الخير لا تمتد سواعدهم إلا للبطش بأهالي إدلب وزيادة معانتهم معاناة”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.