حسام صالح

منذ أن دخلت مليشيا #حزب_الله في وقت مبكر بالحرب السورية إلى جانب النظام بدعم إيراني مطلق، لغايات مذهبية وعقائدية وجغرافية، توالت الخسائر البشرية والمادية في صفوف الحزب وقياداته، رغم التكتم الكبير عن تلك الخسائر، إلا أن العديد من مراكز الأبحاث والدراسات نشرت أرقاماً تقريبية لخسائر الحزب، فهل حققت مليشيا حزب الله ومن ورائها #إيران هدفها من التدخل في الحرب السورية إلى جانب النظام؟. خصوصاً مع دخول #روسيا على الخط، والتي بدأت شيئاً فشيئاً أخذ زمام المبادرة، إضافة إلى تلميحها مؤخراً بإخراج إيران والحزب من سوريا خصوصاً من الجنوب  السوري الذي يحمل تعقيدات إقليمية.

قتلى بالآلاف

تشير العديد من الدراسات الاستقصائية والإحصائية “صحيفة نيوزويك، وموقع “smallwarjournal،  إلى أن حزب الله خسر منذ بداية تدخله في سوريا حوالي 2000 قتيل، وهذا ما أكده في شهر شباط الماضي المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفخاي أدرعي والذي قال إن “عدد القتلى من منظمة (حزب الله) الإرهابية في الحرب السّورية منذ بدايتها، هو ما يقارب 2000 عنصر، من بينهم مئات خلال عام 2017″، وفقاً لتعبيره.

ووفقاً لمجلة نيوزويك، فإن أعداد قتلى حزب الله كانت في مراحل معينة، وبلغت ذروتها في العام 2013، بعد هجومه على مدينة #القصير، وفي شهر تموز من العام 2014 بعد استيلاء تنيظم الدولة على حقل للغاز في #حمص، وفي هجوم المعارضة عام 2015 على منطقة غرب القلمون قرب الحدود اللبنانية، ومعدل الوفيات الشهري المرتفع في النصف الأخير من العام 2015 (217 عنصراً من تموز إلى كانون الأول)، هو حصيلة لا تنحصر بمعركة الزبداني في تموز 2015، كما خسر عدد من عناصره في معركة حلب عام 2016، ومعاركه المتفرقة في كل من أرياف دمشق ودير الزور وحمص وحماه.

هذا عن الأعداد ككل، ولكن ماذا عن المناطق التي ينحدر منها هؤلاء المقاتلون؟

تشير دراسة نشرها موقع smallwarjournal، إلى أن الفروقات في استقطاب العناصر يكشف الطبيعة القتالية للحزب، حيث نسبة قتلى عناصر الحزب الذين ينحدرون من الجنوب اللبناني “معقل الحزب” حوالي 60%، و20% من منطقة البقاع، أما نسبة قتلى الحزب من بيروت فبلغت حوالي 9%، فيما حصلت مدينة الهرمل على نسبة متدنية من تقديمها للشباب للقتال في صفوف الحزب، وبقيت أرقام قتلى الجنوب هي الأعلى.

أما على مستوى خسائر حزب الله على صعيد القادة، فقد خسر الحزب الكثير من القادة، أبرزهم: جهاد عماد مغنية، حسن حسين الحاج، سمير القنطار، غسان الفقيه، مصطفى بدر الدين، اسماعيل أحمد زهري والمعروف بـالحاج خليل.

ماذا عن الخسائر المادية؟

في دراسة سابقة لموقع الحل السوري عن كلفة تدخل حزب الله في سوريا شهرياً حوالي 7 مليون و462 ألف دولار، أي مايقارب 89.5 مليون دولار شهرياً، لكن العديد من المحللين يرون أن هذا الإنفاق يأتي بتمويل مباشر من إيران، كما هو الحال في العتاد والذخيرة، وإنما الخسارة المادية الحقيقية هي في توسيع نطاق العقوبات الاقتصادية على الحزب وبكل من يرتبط به، وأن هذه المبالغ المالية التي تدفع للحزب تذهب في سوريا، بينما لايزال الحزب يواجه تحدٍ لكي يوازن بين نشر قواته في سوريا ولبنان وخصوصاً على الجبهات مع #إسرائيل، التي باتت في تهديد مستمر للحزب وإيران لضربهم وتهديدهم لأمنها حسب تعبيرها.

ويقول الباحث في قضايا الإرهاب والاستخبارات جاسم محمد هذه الخسائر محدودة، لأن حزب الله لم يقاتل على أرضه في لبنان، وأما الخسائر المتعلقة بالعتاد، فإن الحزب استخدم عتاداً خفيفاً ومتوسطاً وقلّما كان يستخدم السلاح الثقيل للمناورة به.
ولا تقف تداعيات تلك الأرقام عند ذلك الحد، حيث يلتزم الحزب بدفع تعويضات لأهالي القتلى والجرحى للحفاظ على تلك الحاضنة ولبث الطمأنينة لدى المقاتلين بأنه لن يترك عوائلهم، في حال موتهم.

فيما يرى الباحث الاقتصادي محمد العامر أن “حزب الله يعاني، ومن تردي الاقتصاد اللبناني، وتأثيرات انخفاض أسعار النفط على الدعم السوري والإيراني، عدا عن العقوبات الأمريكية والأوروبية والعقوبات الخليجية، الأمر الذي حدا بالحزب لتقليص رواتب العديد من كوادره، وخفض المبالغ المقدمة لجهات داخلية من أجل الحصول على ولائها السياسي”.

ولفت العامر إلى أنه “حين بدأ حزب الله تدخله في سوريا، تغيّرت أولوياته واستراتيجياته، فخصص نسبة أكبر من ميزانيته للإنفاق العسكري، وعلى الرغم من استمرار تمويله للخدمات الاجتماعية، إلا أن نسبة أكبر منها قد وُجهت إلى العائلات والمؤسسات المرتبطة بالبنية التحتية العسكرية للحزب، وذلك في إطار الجهود التي يبذلها لدعم قواته، وأصبحت سياسة المقاومة ضد إسرائيل ثانوية مع تحوّل اهتمام الحزب إلى الحرب السورية”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة