«أخيراً سقط الذئب الهَرِم»، كتبها أحد الُمغرّدين المصريين تعليقاً على انتشار نبأ وفاة “أيمن الظواهري” زعيم تنظيم القاعدة، لكنه عاد وحذف التغريدة بعد ساعات.

لا يهمّ مَنْ يكون صاحب التغريدة وخلفيته أو لماذا تراجع عن النشر، لكن الأهم أن قادة التنظيمات المُتشددة بدأوا يسقطون واحداً تلو الآخر كـ حبات المسبحة العتيقة التي ضاق عليها الخيط الرفيع الذي يجمعها، وبات سقوط أيّة حبةٍ أخرى وشيكاً.

(مات الظواهري)، هكذا عنونت بعض المواقع الإخبارية حول نبأ وفاة “أيمن محمد ربيع الظواهري” المنحدر من عائلةٍ مصرية من الطبقة المتوسطة، جلُّ أفرادها أطباء ورجال دين.

فمن أحد السجون المصرية لجأ إلى السعودية ثم باكستان، فأفغانستان والسودان، إلى أن صار زعيماً لتنظيم القاعدة بعد مقتل أسامة بن لادن، وأخيراً انتشار خبر وفاته في ظروفٍ غير واضحة.

“الظواهري” الفتى ذو 15 عاماً الذي دخل أحد السجون المصرية أول مرة عام 1966، لانضمامه لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة، لم يكن يعلم يوماً أن مكافأة العثور عليه ستصل إلى 25 مليون دولار، وهو المدرج لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي في الولايات المتّحدة الأميركيّة على قوائم الإرهاب.

فهو الطبيب والجراح  الذي استبدل أنبل مهنة إنسانية، بالانضمام إلى تنظيمٍ تسبب بمقتل آلاف الأبرياء.

نبأ وفاة “الظواهري” 69 عاماً، الذي يُعتقد أنه كان يختبئ في منطقةٍ على الحدود الباكستانية، سيكون ضربةً قوية ثانية للقاعدة، وذلك بعد أيامٍ من مقتل الرجل الثاني في التنظيم “عبدالله أحمد عبد الله”، المعروف باسم “أبو محمد المصري”.

وإن تأكّد خبر وفاة “الظواهري” الذي كان آخر ظهورٍ له في الذكرى العشرين لهجمات الحادي عشر من سبتمبر قبل نحو شهرين، فإن مصير  تنظيم (القاعدة) سيكون كارثياً، وهو الذي  يعاني أصلاً من الضعف منذ مقتل زعيمه ومؤسسه “أسامة بن لادن” أيار مايو 2011.

بالمقابل، سيتسبب وفاة “الظواهري” في إصابة باقي الحركات الجهادية التي خرجت من رحِمِ (القاعدة)، بالشلل، كون مسألة اختيار  زعيمٍ جديد للتنظيم، سيكون صعباً جداً، في ظل انعدام وجود شخصياتٍ قيادية مثل شخصية “بن لادن”، الذي فشل “الظواهري” أيضاً في تحقيق التوازن داخل التنظيم، بعكس ما حققه الزعيم المؤسس.

وعليه، فإن تأكيد وفاة “الظواهري”، سيُدخِل التنظيم في حالةٍ من الفراغ التنظيمي الذي كان يعاني منه في الماضي، لكن بدرجةٍ أقل. وسيكون أمام الزعيم الجديد مهمةً شبه مستحيلة لإعادة التنظيم إلى سابق عهده ولو بنسبةٍ لا تتجاوز 50%.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.