“البداية من العراق”.. تصعيد إيراني مفتوح بالمنطقة: ما هي الاحتمالات؟

“البداية من العراق”.. تصعيد إيراني مفتوح بالمنطقة: ما هي الاحتمالات؟

تهديد علني أطلقته الميليشيات الولائية في العراق تجاه واشنطن، بعد فترة نقاهة استمرت لمدة 4 أشهر، فهل ينذر بالتصعيد أم هو مجرد كلام؟

يقترب موعد الانسحاب العسكري الأميركي لقوات واشنطن القتالية من العراق، المزمع نهاية هذا العام، ومع اقتراب الموعد خرجت الميليشيات عن صمتها.

اتخذت الميليشيات الصمت وابتعدت عن روتين الاستهداف شبه الأسبوعي للوجود الأميركي في العراق؛ عطفا على اتفاق واشنطن وبغداد في يوليو المنصرم.

كان الاتفاق ضمن مخرجات #الحوار_الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن، بانسحاب كامل للقوات القتالية الأميركية من العراق في 31 ديسمبر 2021.

التهديد والرد

اليوم ومع بقاء 40 يوما على الموعد المرتقب، تركت الميليشيات لغة الصمت، واختارت التهديد والوعيد بحرب مفتوحة مع واشنطن بحال عدم سحبها لقواتها نهاية هذا العام.

التهديد الأول كان من زعيم ميليشيا كتائب سيد الشهداء، أبو آلاء الولائي البارحة، وتبعه اليوم تهديد آخر من قبل كتلة صادقون النيابية، التي تمثل الجناح السياسي لميليشيا العصائب.

لم ترد واشنطن بشكل مباشر على تلك التهديدات، لكن وزير دفاعها، لويد أوستن، قال بكلمة له في “مؤتمر المنامة للأمن الإقليمي”، إن بلاده ستدافع عن العراق، وستقف ضد أي طرف يحاول تهديده.

تصعيد كلامي فقط؟

هل هو التصعيد؟ هل لإيران علاقة باللهجة التي ارتفعت وتيرتها من قبل سيد الشهداء والعصائب؟ أم أنها تهديدات تطلق للإعلام لا أكثر؟

«كل شيء وارد من قبل واشنطن»، حسب الخبير الأمني، هاوكار الجاف، أما الميليشيات: «فلا تمتلك شيئا غير التصعيد الكلامي».

كل شيء وارد، بما معناه أن «واشنطن قد تتنصل عن الاتفاق ولن تسحب قواتها بالتاريخ المحدد، وربما تنفذه وتنسحب».

الأقرب للواقع في العراق

أيهما الأكثر ترجيحا؟ يقول الجاف لـ “الحل نت” إن: «سيناريو الانسحاب هو الأقرب للواقع؛ لأن واشنطن لو لم ترد الانسحاب لما اتفقت مع بغداد أصلا»، على حد قوله.

ما الذي قد يدفعها للبقاء؟ حقيقة واحدة وهي الأهم «تترك ما مقداره 40 % لإمكانية عدم الانسحاب الأميركي»، وهو «تزايد خطر داعش» مؤخرا، وفق الجاف.

للقراءة أو الاستماع: التحالف الدولي يفصح عن دوره بالعراق بعد الانسحاب الأميركي

وينفذ #داعش في الآونة الأخيرة، العديد من الهجمات والغارات، معظمها بمحافظات كركوك ونينوى وصلاح الدين، توقع عشرات القتلى والجرحى من المدنيين العراقيين.

واشنطن لا تكترث!

لكن ماذا عن تهديد الميليشيات؟ «فيما يخص واشنطن، فهي غير مكترثة لأي تصرف تلجأ له الميليشيات».

«الصمت الميليشياوي سيبقي واشنطن صامتة، والتصعيد لا أسهل منه. ضربة واحدة كما ضربة المطار لقيادي ما كبير في الميليشيات، تنهي كل الموضوع»، وفق الخبير الأمني.

ويقصد من ضربة المطار، الضربة الجوية التي نفذتها واشنطن قرب مطار بغداد الدولي في 3 يناير 2020، وأسفرت عن مقتل الجنرال الإيراني #قاسم_سليماني، ونائب رئيس هيئة #الحشدالشعبي، أبو مهدي المهندس.

تهدئة وكاتيوشا!

ويرجح الجاف، أن «تسلك الميليشيات طريق التهدئة، مع بعض الضربات الروتينية، غير المؤثرة عبر صواريخ الكاتيوشا، التي تنتهي بسقوطها في محيط السفارة الأميركية».

لكن لماذا الصمت؟ وماذا عن التهديد والوعيد الميليشياوي؟ يرد الحاف؛ «لأن الميليشيات ما عادت قادرة لتلقي ضربة قاصمة أخرى كتلك التي أنهكتهم عندما قتل كبيرهم، أبو مهدي المهندس».

ليس هذا فقط، بل أن: «الميليشيات مستفيدة من الوجود الأميركي في العراق، وإن لم تعلن ذلك»، يبين الجاف.

علاقة وجود الميليشيات بالوجود الأميركي

ويضيف: «وجود الميليشيات الشرعي كـ “مقاومة” يعتمد على الوجود الأميركي في البلاد. عند الانسحاب، تنتفي الحاحة التي يتعكزون عليها لبقائهم، لذا هم في الكواليس ضد الانسحاب ومع بقاء واشنطن».

للقراءة أو الاستماع: مباحثات جديدة تخص الانسحاب الأميركي من العراق.. هذه تفاصيلها

ويستبعد الجاف وجود أي علاقة لإيران بشآن التهديدات الأخيرة؛ «لأن طهران لا تتحرك إلا بعد نهاية الموعد المحدد للانسحاب، وبعدها ستتخذ موقفها على ضوء ما سيحدث».

وفي 26 يوليو اتفق رئيس الحكومة العراقية، #مصطفى_الكاظمي مع الرئيس الأميركي، #جو_بايدن على سحب القوات القتالية الأميركية من العراق بحلول نهاية العام الجاري.

الميليشيات تشكك والحكومة تؤكد

ومن مخرجات الاتفاق الذي حدث بناء على الحوار الاستراتيحي الذي بدأ بجولتين في عهد الرئيس الأميركي السابق #دونالد_ترامب وانتهى بعد بايدن، هو تحول المهمة الأميركية من قتالية إلى مهمة مشورة ودعم لوجستي.

ويتواجد في العراق 2500 عسكري أميركي، سينسحب منهم من هم بمهمة قتالية، ويبقى بضع مئات منهم لتقديم الاستشارات للقوات الأمنية العراقية.

وتشكك الميليشيات العراقية الموالية إلى إيران، بإمكانية تنفيذ واشنطن لاتفاقها، لكن العديد من المسؤولين في بغداد، أكدوا البارحة، أن الاتفاق يسير بثبات، ولا وجود لأي تغيير فيه.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.