جوان علي –القامشلي:

تستمر أزمة نفاد #الأدوية والمواد الطبية في مناطق #الإدارة_الذاتية، منذ بدء انقطاعها منتصف أذار الماضي، ما أدى إلى ارتفاع أسعار غالبية أصنافها عدة أضعاف، لكن الأثر الواضح للأزمة بدأ يظهر أكثر مع انقطاع بعض #أدوية_الأطفال، والتي تزداد الحاجة إليها خلال فصل الصيف.

 

عبدالرحيم محمد (صيدلي من حي قناة سويس) أفاد #الحل_السوري” الأزمة وصلت لمرحلة أن هناك انقطاع لأدوية السكري والضغط والقلب، وشرابات الأطفال ( كشرابات الحرارة وشرابات الإسهال )”، موضحا أن ” المشكلة بفقدان شرابات الإسهال الخاصة بالأطفال هو أننا نمر في فصل الصيف؛ الفصل الذي تزداد فيه حالات الإصابة بالإسهال بين الأطفال “.

وأضاف محمد ” هناك بعض مستودعات الأدوية تقوم بتوفير أصناف بين فترة وأخرى، لكن أسعارها غالية جدا، فما كان يباع بـ(200 ل.س) قبل انقطاع الأدوية منذ حوالي 3 أشهر، بات يباع بحوالي الـ ( 1000ل.س)”.

وأشار إلى أن ” الصيدليات تقوم برفع أسعار الأدوية الموجودة لديها سابقا، لأنها حينما تقوم ببيع أية أنواع تعرف أن البديل لن يتوفر لها بالسعر القديم، بل بأسعار تصل إلى الضعفين أو الثلاثة أضعاف”.

وأردف الصيدلي ” نتيجة فقدان الأدوية يلجأ الأطباء حالياً إلى تخفيض تركيز جرعة الأدوية، كي تناسب الأطفال في حال كان الدواء المطلوب إعطاءه للطفل المريض من الاصناف المفقودة،وقد اصبح من المعتاد أن يتم تقسيم بعض أنواع الحبوب إلى النصف أو إلى الربع لتعطى للطفل المريض كإجراء بديل واضطراري”.

من جانبه، أفاد عمران احمد ( تاجر أدوية) الحل السوري ” طلبيات الأدوية التي اوصتها مستودعات الأدوية لا تزال عالقة في #مطار_دمشق منذ منتصف أذار، حيث باتت تصل قيمة هذه الأدوية إلى عشرات الملايين، مع احتمالية بدء بعضها بفقدان فعاليته نتيجة شروط التخزين السيئة وانتهاء مدتها ضمن المطار، فالجهات الأمنية في المطار لا تسمح بشحن الأدوية إلى #القامشلي، والسبب غالبا سياسي”.

ونفى أحمد إمكانية ” استيراد الادوية من #إقليم_كردستان، ذلك أن شراءها يتم بـ #الدولار وهو غالي جدا، مقارنة حتى بغلائه الحالي هنا, فكردستان لم يكن أبدا مصدر لاستيراد الأدوية “.

وأكد أن “هناك بعض الأدوية التي تصل عبر التهريب من المناطق العراقية كسنجار(كالمراهم وقطرات العيون وبعض أنواع الحبوب) وهي ايضا غاليا جدا، كذلك فالأنواع التي تصل عبر التهريب من #تركيا كالأوغمانتين (الذي يباع ب 1800 ل.س) بينما كان بديله السوري يباع بـ (500 ل.س) وهناك أنواع أخرى كالمكسيسيلين وحبوب الإسهال وبعض أدوية الأطفال وهي أيضا غالية “.

وأوضح ” أن بعض الأنواع تصل من #الرقة  كبعض البروفينات والبنادول والماكسيسيلين والنوربيون و بعض الفيتامينات وإبر الإلتهابات (روس)، كما أن هناك محاولات لبعض التجار لجلب كميات من الأدوية من مناطق #ريف_حلب رغم ارتفاع مستوى الخطورة والمغامرة، ذلك أن سيارة الشحن ستمر عبر حواجز عدة (تابعة للنظام ولداعش وللإدارة الذاتية) وسيتوجب عليها أن تدفع الرشاوي والآتاوات على عشرات الحواجز، وهو ما يرفع سعر الأدوية عدة أضعاف في حال وصلت سليمة إلى هنا”.

مسعود إبراهيم ( فني عمليات) قال للحل السوري ” هذا الغلاء أثر على جميع العاملين والمعنيين بهذا المجال، ابتداءً بالصيدليات ومستودعات الأدوية و المشافي والأطباء، وأكثر من أثر عليهم هم الأهالي والمرضى الفقراء، ويكفي أن نعرف أن تكاليف الأدوية أثناء إجراء أية عملية في المشافي، باتت تفوق بقية تكاليف العملية من أجرة الطبيب و خدمة المشفى وما إلى ذلك ” على حد وصفه.

ويتفق غالبية المعنيين أن الحل الأفضل لهذه الأزمة “هو السماح بوصول الأدوية من العاصمة إلى القامشلي، ودون ذلك سيبقى الغلاء فاحشا حتى لو توفرت الأدوية. لكن وفي حال بقيت الحال كما هي، ولم تصل مساعدات عاجلة من جهات دولية كبديل، فستكون هناك كارثة إنسانية بلا شك خلال شهر من الآن” بحسب رأيهم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.