بغداد ـ رئم عادل

لم تسلم #الفنون في #العراق، من #الخراب الذي عصف بالبلاد على مدى الأعوام التي أعقبت 2003، إذ تأثرت كثيراً وتراجعت، بل وتعرضت إلى حملاتِ تعتيمٍ وتشويه نفذتها #الحكومات من جهة، والجماعات المسلحة #المتطرفة من جهة أخرى، دفعت عازفين ومغنيين وملحنين ورسامين وممثلين وغيرهم، للهجرة، ناهيك عن هرب منتجي #الأعمال_الدرامية والسينمائية، لتتحول #البلاد إلى ساحة للحرب والصراعات الطائفية.

ولعل #النساء الفنانات هي الشريحة الأكثر تضرراً، إذ لاحقت العصابات، الممثلات العراقية، ما دفعهن إلى اللجوء لبلدان عربية وأجنبية، وحدث ذلك ما بين عام 2006 إلى عام 2015، ورجع غالبيتهن أخيراً مع انتهاء حقبة سيطرة تنظيم “#داعش” على مناطق عراقية متفرقة، ولكن ظلّت بعض #الفنون #محظورة بشكلٍ جزئي على نساء البلاد، مثل #الغناء والعزف على #الآلات_الموسيقية.

وبالرغم من تبدّل الأوضاع نسبياً نحو الأحسن، وانتشار #مواقع_التواصل الاجتماعي، وسهولة استخدامها ونشر #مقاطع #مصورة لعازفات ومغنيّات، إلا أن #القلق لم ينتهِ، إذ يتخوفن النساء في بغداد وغيرهن بالمحافظات، من إعلان مواهبهن، مثل #الأصوات المسموعة الجميلة، أو #العزف على آلة موسيقية، بسبب القبلية والتديّن، ناهيك عن #الأعراف الموروثة وحكم #العشائر.

وتُمارَس #الموسيقى ودراسة #المقامات والغناء، بطريقة سرية لدى غالبية الشابات الموهوبات، في البلد التي عرف الموسيقى قبل غيره، حيث ترجع أقدم آلة نغمية (قيثارة سومر)، إلى عصر الحضارة السومرية.

سالي مارس ـ فيسبوك

تقول “#سالي_مارس”، وهي عازفة على آلة “الغيتار”، إن «تحديات كثيرة وكبيرة تواجهها مع المجتمع، إضافةً إلى النظرة #الدونية للعازفة أو المغنية».

وتكمل لـ”الحل العراق“، أن «الفنانات العراقيات أثبتن وجودهُن، لكن نظرة العيب والحرام تلاحق هذا المجال، فضلاً عن #الجدل بشأنه، وهناك تنمر واستنكار لأي موسيقية عراقية وبالأخص في مواقع التواصل الاجتماعي».

من جهتها، تشير “وسن سلام”، وهو اسم مستعار لشابة من #بغداد، تمتلك صوتاً جميلاً إلا أنها تخشى إطلاقه لأسباب أمنية، إلى أن «الغناء هو هدفي وحلمي، ولكنني في بغداد عاجزة عن الدندنة أصلاً، وأخشى من أخي وعشيرتي، وكلما قلت في نفسي سأتحدى #المجتمع، أتذكر (تارة فارس ورفيف الياسري) وغيرهن، ممن تعرضت لأبشع جرائم #الاغتيال بسبب السلطة #الدينية والذكورية».

وتضيف في حديثٍ مع “الحل العراق“، أن «الحكومة ضعيفة والقانون ضعيف، والمرأة في العراق لا حماية لها، وإن #العيب والحرام، هما الحاكمان، ناهيك عن استهزاء شريحة كبيرة من المجتمع بالفتاة التي تحمل بيدها آلة موسيقية أو تمسك مايكرفوناً لتغني مقطعاً من أغنية»، مشيرة إلى أنه «استقرار الوضع الأمني الطفيف، أدى إلى تحسين الواقع الفني، ولكن ما تزال السلطة الذكورية تمنع المشاركة النسائية في صنع الموسيقى، وما يزال قليلاً بالمقارنة مع عديد #المواهب».

فرقان كاظم ـ انستغرام

أما، #فرقان_كاظم، وهي عازفة “#بيانو ويوكيليلي”، تقول لـ”الحل العراق“، إن «دور المؤسسات الحكومية في دعم الموسيقى غير واضح، ولا تبدو (الحكومة) أنها جادة لتبني فرق من #العازفين والعازفات في محافل نسوية، ودعم وتطوير العنصر #النسوي أسوة بالمنظمات الشبابية غير الحكومية التي تحاول التمهيد للمساواة بين الجنسين، وتوفير فرص لمشاركة عازفات بعدد العازفين وهو الأمر الذي قد يكون خطوة نحو تغيير نظرة المجتمع العراقي».

“مروة السين”، تلفت إلى إنها «واحدة من عشرات #النساء اللاتي يغنين سراً»، موضحةً لـ”الحل العراق“، أنها «تغني منذ أكثر من تسع سنوات في جلسات #السمر مع #الأصدقاء إلا أنها لم تستطع الصعود على خشبة المسرح أو قبول أي دعوة غنائية وجهت لها بسبب صرامة #قوانين #المجتمع وخوفاً على سمعة الأهل».

وتضيف: «كوني امرأة ينظر لي المجتمع على أنني #عورة ولا تتعدى خطواتي #المطبخ وتربية #الأطفال، ومجرد التفكير بطرح موهبتي والإقدام على #الغناء علناً تعد خطوة جريئة وتجاوز للخطوط الحمراء، لكن أنا لدي إصرار، وسأحقق حلمي بالغناء».

وتتابع أن «الكثير من الفتيات، يملكن #مواهب وأصوات جميلة، إلا أنهن غير قادرات على تحدي #العادات والتقاليد العراقية، المتمثلة بحصر المرأة داخل البيت».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.