(الحل) – بعد سنوات من تزعمه لرئاسة المخابرات الجوية، أنهى اللواء جميل الحسن مهامه اليوم الأحد في مكتبه بمبنى الآمرية في محيط ساحة الأمويين، وتقاعد منصبه الذي كان يعد واحداً من أكثر المناصب حساسية في سوريا، وتعاظم دوره خلال السنوات الأخيرة، بعد إمساكه بزمام اللجان الأمنية لدمشق.

وعيّن خلفاً له، نائبه سابقا، اللواء غسان اسماعيل، المنحدر من بلدة دريكيش في ريف طرطوس، من مواليد عام 1960.

وترافق هذا التعيين «الاستثنائي» مع ثلاثة تغيرات هامة في رئاسة الأجهزة الأمنية، وقد طالت التغيرات تعيين اللواء حسام لوقا، مديراً للمخابرات العامة، واللواء ناصر العلي، رئيساً للشعبة السياسية، واللواء ناصر ديب، مديراً لإدارة الأمن الجنائي.

في الوقت الذي علم فيه موقع (الحل)، أن اللواء ديب زيتون سيُعين قريباً مديراً للأمن الوطني، على أن يترقّى اللواء علي مملوك ليكون مستشاراً أولاً ونائباً للأسد بصفة رسمية.

وبحسب مصادر موقع الحل، فإن جميع التعيينات السابقة جاءت «بمباركة روسية»، إذ أن الأسماء السابقة جميعها تعتبر من حلف «مملوك» وجميعها موالية له ومطيعه بشكل كامل.

وتعاون مملوك الذي يعتبر الشخصية الأمنية الأبرز في سوريا، مع القيادة الروسية، وظهر ذلك من خلال زياراته المتكررة إلى موسكو، ونقل كل التعليمات إلى السلطة في سوريا، ويُحسب مملوك على التيار الروسي المناهض للتيار الإيراني في سوريا.

وعلى عكس ما يُشاع، فإن مصادر تؤكد أن «انتقال السلطة كان سلمياً وسلساً وبالاتفاق مع قادة الأجهزة الأمنية السابقين»، وتم إرضاؤهم وفق صفقات تشمل منحهم امتيازات مادية واقتصادية، مقابل التخلي عن مراكزهم الأمنية بشكل سلسل.

ويؤكد هذا الكلام، ما كتبه شخصيات محسوبة على جميل حسن، من مباركة للقادة الجدد، ونقلهم لخبر «انتهاء خدمة اللواء جميل حسن»، وليس إقالته أو الإطاحة به.

وكان الرئيس بشار الأسد قد مدّد له عدة مرات سابقاً، رغم إصابته بعدة أمراض، وعدم مقدرته على ساعات العمل الطويلة، بحسب ما ينقله أشخاص مقرّبون منه.

وينحدر جميل حسن من ريف حمص الشرقي، وهو متهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وشملته كل العقوبات التي طالت شخصيات داعمة للنظام السياسي في سوريا.

ويعتبر الحسن مسؤولاً أساسياً عن اعتقال واختفاء آلاف الشباب السوريين الذين شاركوا في الحراك والمظاهرات منذ مطلع العام 2011، أما فروع الجوية، فتعد واحدة من أكثر الفروع قسوة وشدة في التعامل مع المعتقلين، ومقرها الرئيسي في محيط ساحة الأمويين، بالإضافة إلى مقرات منتشرة في كل المدن والمناطق السورية.

ويُعد الحسن، واحداً من ضباط الأمن القلائل الذين عايشوا الأسد الأب والأبن، وبقوا في مناصبهم الحساسة، وتُنسب إليه عدة أفكار أمنية، مثل فكرة نشر السلاح بين المتظاهرين، والبراميل المتفجرة، وسياسة الحصار عوضاً عن شنّ العمليات العسكرية.

وبحسب مصادرنا، فإن الحسن لن يبقى في مدينة دمشق، بل سيغادر مع عائلته إلى بلدة نائية في الساحل السوري، وبرفقة حراس دائمين خشية على حياته.

وفي السياق، بات علي مملوك، آخر القادة الأمنيين المخضرمين المتبقين على رأس عملهم، ولا زال يُمسك بكل زمام أموره ويعرف أسرار السنوات الأخيرة لحكم الأسد.

ومن المتوقع أن يتعاظم دوره في الفترة المقبلة، ليس من الناحية الأمنية فحسب، بل من النواحي السياسية والإعلامية.

 

إعداد وتحرير: سامي صلاح

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.