(الحل) – لم يكن اسم رجل الأعمال «وسيم القطان» البالغ من العمر 43 سنة، معروفاً في قطاع #الأعمال في #سوريا قبل ثلاثة أعوام، فمن صاحب منصب إداري في شركة «سيرتيل» إلى مستثمر لأربع منشآت تتبع لحكومة النظام ببدلات #استثمار تتجاوز 6 مليار ليرة سورية.

والقطان، هو أحد رجال الأعمال الجدد، الذين أسسوا ثرواتهم بالاعتماد على «اقتصاد #الحرب والأزمات» الذي أدى الى تشكيل منظومة #اقتصادية جديدة، مرتبطة بشكل وثيق بالنظام.

«القطان» والصفقات المليارية الأربعة

بدأ الظهور العلني للقطان في مجال الأعمال في 12 تموز عام 2017 مع فوزه بعقد استثمار «مول قاسيون» وتوسعته بصفقة مليارية هي الأولى من نوعها في سوريا في مجال استثمار المنشآت الحكومية، إذ بلغت قيمتها مليار و20 مليون ليرة سنوياً بزيادة تبلغ مليار ليرة عن عقد الاستثمار السابق.

وفي آذار عام 2018 أرست وزارة #السياحة في حكومة النظام، عقد استثمار موقع (فندق الجلاء) في دمشق، على شركة (مروج الشام) التي يديرها #وسيم_القطان، إذ بلغت نسبة بدل الاستثمار السنوي 24% من رقم الأعمال.

وبلغت حصة الجهة المالكة للمشروع (الاتحاد الرياضي العام) مليارين ومائتين وخمسين مليون #ليرة سورية سنوياً، وتبلغ مدة الاستثمار 45 سنة والتنفيذ 4 سنوات اعتباراً من تاريخ منح رخصة البناء.

وسيتم بموجب العقد هدم الفندق، وإنشاء فندق 5 نجوم بسعة 400 سرير فندقي مع فعالياته الخدمية، ومجموعة مطاعم وتراسات خارجية، إضافة إلى خدمات ترفيهية متنوعة (مسبح – ملاعب رياضية – صالات ألعاب ونشاطات رياضية – سينما – بولينغ وفعاليات تجارية).

كما حصل القطان في آب عام 2018 على عقد استثمار مول المالكي (ماسة بلازا) الذي تملكه محافظة #دمشق بقيمة بدل استثمار بلغت مليار و290 مليون ليرة سورية سنوياً بدلاً من 51 مليون ليرة كانت تدفعها شركة (حكيم إخوان) المستثمرة للمول.

وفي كانون الثاني الماضي، حصلت شركة (نقطة تقاطع) التي يديرها القطان على عقد استثمار (مجمع يلبغا) وسط دمشق، حيث ستقوم الشركة بتجهيز وإكساء واستثمار المبنى مقابل دفع متوسط بدل استثمار سنوي للمجمع وصلت إلى 1.725 مليار ليرة.

وسيضم المجمّع، المؤلف من كتلتين الأولى 12 طابقاً، والثانية 6 طوابق بمساحة إجمالية تقدر بـ 70 ألف م2، طابق أرضي للاستثمار #التجاري ويشمل عدة مطاعم ومقاهي، ثم أربعة طوابق تضم محلات تجارية متخصصة بمواد البناء، وفندق ضخم مؤلف من ستة طوابق، يضم 200 #غرفة، وبخدمات 5 نجوم.

أنشطة غير شرعية مع النظام وراء ثروة «القطان»

وأشارت مصادر اقتصادية مطلعة لموقع «الحل»، فضلت عدم الكشف عن اسمها، إلى أن القطان كان يقوم بأنشطة تجارية غير شرعية شكلت مصادر لثروته، وذلك في فترة حصار #الغوطة_الشرقية من خلال اتفاق بينه وبين قوات النظام بلغت قيمته 10 مليارات ليرة سورية.

ونص ذلك الاتفاق، على إدخال 5 آلاف طن من المواد إلى الغوطة المحاصرة آنذاك مقابل ألفي ليرة سورية إتاوة على كل كيلوغرام واحد من المساعدات، وأتاحت للنظام استنزاف #اقتصاد الغوطة الشرقية واستحواذ الدولار من داعميها، بحسب المصادر.

وأوضحت المصادر، أن النظام وجد في «القطان» شريكاً لأداء أدوار اقتصادية متطورة منها استثمار منشآت حكومية، والاستفادة منه كونه غير مستهدف بالعقوبات الأمريكية والأوروبية.

وانعكست أهمية «القطان» في هذه المرحلة من خلال تعيينه منذ شباط عام 2018 رئيساً لغرفة #تجارة ريف دمشق بعد حل الغرفة بحجة وجود “مخالفات جسيمة”.

شبهات رافقت حصول «القطان» على صفقات المنشآت الأربعة

إرساء عقود الاستثمار على «القطان» يثير الشبهات بأنه تم الاتفاق عليها مسبقاً مع النخبة الحاكمة وأن ما جرى هو إخراج قانوني وإجرائي وفق قانون #العقود رقم 51 المعمول به.

فالصفقات الأربعة كلها كانت لمنشآت حكومية ومنها ما تجاوز الكلفة التقديرية المحددة للاستثمار، وخاصة مول #قاسيون، إذ فاق عقد الاستثمار الذي رسا على القطان 3 أضعاف الرقم الذي تحدث به وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في النظام (محمد الغربي) أحد عرابي صفقة «مول قاسيون».

كما أن بعض الشركات، التي دخل من خلالها «القطان» للمنافسة على استدراج العروض تم تأسيسها قبل فترة قصيرة جداً وأحياناً وصلت إلى يوم واحد مثل تأسيس شركة (مروج الياسمين)، قبل يوم واحد من موعد فض عروض فندق الجلاء كما تم تأسيس شركة (قطان وكنيفاتي) قبل يومين من مزاد مول قاسيون، الذي كان في 12 تموز عام 2017.

كما أثارت طريقة فسخ عقدي مولي قاسيون والمالكي من مستثمريهما السابقين تساؤلات حول قانونية هذه الإجراءات.

فقد تم فسخ عقد مستثمر مول قاسيون السابق (بلال نعال) الذي تبلغ مدته 30 عاماً بدءاً من 2011 قام خلاله المستثمر ببناء المول، وتحويله من صالة صغيرة مهملة تابعة للوزارة إلى مبنى تجاري من ثلاث طبقات بكلفة وصلت الى 5 مليون ليرة وفسخ عقد استثمار مول المالكي مع شركة (حكيم إخوان)، قبل انتهاء العقد بـ 10 سنوات.

شركات القطان والمناصب التي يشغلها

يملك وسيم القطان العديد من الشركات وهي: (شركة لاروسا للمفروشات) و(أفران هوت بيكري).

كما يشغل القطان مناصب، مدير شركة (أدم للتجارة والاستثمار)، ويمتلك نسبة 60% من رأسمال الشركة.

ومدير شركة (نقطة تقاطع)، ويمتلك 2,500 حصة في الشركة بنسبة 50%، قيمتها 2,5 مليون ليرة.

وكذلك مدير شركة (المنزل المثالي للاستثمار)، ويمتلك 2,000 حصة في الشركة بنسبة 40%، قيمتها 20 مليون ليرة.

مدير شركة (افينيو للتجارة والمقاولات)، ويمتلك 334 حصة في الشركة بنسبة 34%، قيمتها 8,350 مليون ليرة.

مدير شركة (مروج الشام للاستثمار والسياحة)، ويمتلك 6,250 حصة في الشركة بنسبة 25%، قيمتها 6,250 مليون ليرة.

مدير شركة (مروج الياسمين المحدودة المسؤولية) ويمتلك حصة في الشركة بنسبة 47%، قيمتها 15 مليون ليرة.

رئيس مجلس إدارة (غرفة تجارة ريف دمشق) منذ شباط 2018، وقبل ذلك كان يشغل منصب (خازن) اتحاد غرف التجارة السورية منذ 2017.

 

إعداد: نوار محمود – تحرير: مهدي الناصر

الصورة من الأرشيف

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.