بعد 9 سنوات من القتل والحرب والجوع الذي دفع بالعديد من أبناء البلد المنكوب للتظاهر مجدداً والمطالبة بأبسط حقوق الحياة بتأمين “لقمة العيش”، لازالت القيادة السورية تمارس ذات النهج المبني على ثقافة “التخوين” والطعن بشرعية أي حراك السلمي أو مطلبي، حتى لو جاء ذلك من أناس بدأ الجوع يفتك بأسرهم يهدد حياة أطفالهم.

في محافظة #السويداء، جنوب #دمشق، تستمر التظاهرات السلمية المطالبة بخفض الأسعار ووضع خطة ناجعة لإنقاذ الاقتصاد السوري المشرف على الانهيار، وتحت مسمى #بدنا_نعيش، انطلقت التظاهرات التي لاقت دعماً شعبياً واسعاً على امتداد مساحة المحافظة المحاصرة بالجوع وعدم الأمان. وهذا الأمر قد أزعجت المسؤولين وجعل منهم يعيدون أسطوانة “التخوين” ذاتها التي أطلقوها إبان الحراك الشعبي في العام 2011 .

وليس بعيداً عن أصوات “الشبيحة” الإعلاميين الذين حاولوا شتم حملة “بدنا نعيش” منذ اليوم الأول خرج أمين فرع حزب البعث في محافظة السويداء، “فوزات شقير”، ليصف التظاهرات بأنها تحاول زعزعة الاستقرار، زاعماً أنه تم رصد مجموعة تقوم بتوزيع مبالغ مالية على الطلاب بعد خروجهم من مدارسهم لحثهم على التظاهر.


حديث أمين الفرع جاء في افتتاح جلسة عادية لمجلس المحافظة، وفق صحيفة “الوطن”، تحدث فيها عن متابعة ما يزعم أنها مكالمات ومحادثات تثبت وجود جهات خارجية ومجموعات مسلحة تقوم على التجييش مقابل دفع مبالغ مادية، دون أن يعرض أي دليل عن تلك المكالمات المزعومة ويقدم أي براهين على روايته.

تصريحات أمين فرع حزب البعث، حملت العديد من أبناء السويداء للرد، إما بالسخرية أو بالعبارات الغاضبة التي اعتبرت سياسة حزب البعث أساس كل بلاء.
أوساط محلية معارضة في محافظة السويداء رأت أن تصريحات شقير تصب في خانة “التخوين بغرض ضرب الحراك السلمي بقبضة “أمنية”، ومعتبرين تلك المزاعم بمثابة تكرار لذات الأسطوانة التي أطلقها “حسن نصر الله ” في وصف حراك #لبنان وقبله تصريحات المسؤوليين السوريين في وصف حراك عام 2011.

وكانت مدينتي السويداء و #شهبا قد شهدتا احتجاجات على مدار الأيام السبعة الماضية، تراوح أعداد المشاركين فيها بين العشرات ووصل إلى حدود 200 مواطن، تحت شعار “بدنا نعيش”، هتفوا خلالها مطالبين بتحسين الظروف المعيشية والاقتصادية والحالة الأمنية المتردية، ورفضوا تبني أي شعارات سياسية موالية أو معارضة.

صفحة السويداء 24 أكدت أنه “رغم محاولة بعض الأطراف تجيير حراكهم ومطالبهم المعيشية لصالح تيارات سياسية معينة، من خلال بث شائعات بشكل يومي، إلا أن الاحتجاجات استمرت، دون تسجيل اي حالة فوضى أو احتكاك مع قوة الأمن والجيش، الذين وزع عليهم المحتجون الورود وهتفوا لهم “ايد وحدة”.

وقد لوحظ تناقص أعداد المحتجين في الايام الثلاثة الماضية؛ بعد التهديدات والشائعات التي يعتبر أحد الشباب المشاركين في الحراك انها تهدف للالتفاف على مطالبهم بمحاسبة الفاسدين وتحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية، وهي محاولة لكتم أصواتهم وإبعاد المجتمع المحلي من الشارع، عوضاً عن ملاحقة العصابات والزعران، حسب وصفه.








هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.