تشعر صديقتي بالقهر كلما تذكرت كيف منعها والدها من دراسة الهندسة المدنية رغم حصولها على المجموع المطلوب للانتساب لكلية االهندسة، وذلك لأنها من وجهة نظره مهنة تناسب الذكور فقط. تقول صديقتي: “رغم مرور تسعة عشر سنة على هذا الأمر لم أنس غضبي، أولاً لأن التبرير غير صحيح ثانياً لأن الهندسة كانت ومازالت بالنسبة لي المهنة التي تسعدني.”

تحطمت أحلام الكثير من #النساء مثل صديقتي وذلك بسبب #الصورة_النمطية المنتشرة في بعض مجتمعاتنا، فللتوجيه الأسري دور كبير في ابتعاد الفتيات عن مجالات الدراسة العلمية وكأنها ستؤثر سلباً على مستقبلهنّ وليس العكس. لكن التوجيه الأسري ليس العائق الوحيد، فبعد أن تبدأ المرأة العمل هناك عقبات أخرى مثل التعامل مع فئات من الرجال يرفضن العمل تحت إشراف #امرأة. لذلك نجد الكثير من الشابات يتجنبن المجالات التي يمكن أن تثير الجدل بالنسبة لأهاليهنّ أو أزواجهنّ، كما أنهنّ يخشين أن تكون المنافسة شاقة بالنسبة لهنّ في المجالات التي يسيطر عليها #الرجال بشكل عام، فيخترن للدراسة والعمل مجالات أكثر ملاءمة لظروف حياتهن ومجتمعاتهنّ. فهل هذا هو الواقع؟

اليوم الدولي للمرأة والفتاة في العلوم
يصادف اليوم الحادي عشر من شباط\ فبراير، “اليوم العالمي للمرأة والفتاة في #العلوم” بحسب الجمعية العامة للأمم المتحدة، ويهدف هذا اليوم إلى دعم تحقيق مشاركة متساوية للنساء في مختلف مجالات العلوم ونبذ القوالب النمطية التي تعيق مشاركتها ودعم حصول المرأة على حق التعلم، وحق العمل، والوصول إلى مصادر ووسائل العلم بالتوازن والعدل بين الجنسين بحلول عام 2030 على أبعد تقدير.

وعلى صعيد آخر يعدّ يوم الحادي عشر من شباط \فبراير أيضاً، يوم الاحتفال بالمقولة الشهيرة في القارة الأميركية “لاتبك على الحليب المسكوب”. تقول العبارة كاملةّ “لا تبك على الحليب المسكوب، قم واحلب بقرة أخرى”، للدلالة على عدم جدوى الشكوى والتذمر وذرف الدموع على ما قد حصل ووجوب التصرف واستمرار الحياة و #الإنتاج، ويمكن القول إن المقابل لهذه المقولة في ثقافتنا هو “أشعل شمعة خيراً من أن تلعن الظلام”.

لعلها صدفة جيدة ولعلنا يجب أن نتوقف فعلاً عن الانسحاب والاكتفاء بالحزن على ما مضى، يمكننا التصدي لكل مظاهر الظلم والتمييز ويمكننا أن ننجح. إذ بدأت الحملة منذ عام 2015 ونتفاءل حين نعلم أن نسبة #المشاركة_النسائية في المجالات العلمية، رغم أنها قليلة، إلا أنها ارتفعت في المنطقة العربية من %3 إلى 30 % بحسب تقرير اليونسكو 2016، ومازالت ترتفع في مختلف المجالات، حتى وصلت نسبة الخريجات في المجالات العلمية لسلطنة عمان إلى 53 % وهي تتوازن مع نسبة وجود #المرأة في المجتمع.

مازالت نسبة المشاركة النسائية في مجالات العلوم تختلف بحسب المناطق الجغرافية وحسب الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية للدول ومازالت نسبة المشاركة النسائية في مجالات الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات والتصنيع قليلة نسبةً للمشاركات النسائية في علوم الصحة على سبيل المثال. لكن التطور قادم والإرادة مستمرة.

تروي بعض المهندسات الصعوبات التي عانين منها في الفترة الأولى من العمل في الإشراف على العمال، حيث تم تجاهلهنّ ورفضهنّ والسخرية منهنّ أحياناً، لكن الوضع اختلف مع مرور الوقت واستمرار العمل بجدية وكفاءة، استطعن التغلب على تلك العقبة وفرضن على الرجال التعاون والتعامل باحترام وتقدير. أما بالنسبة لصديقتي فقد انتسبت لكلية الهندسة المدنية مع ابنتها في كندا وستبدأ دوامها في الدورة الدراسية القادمة.

أجرى معهد “جينا ديفيس” عام 2015 دراسة عن التحيز بالنسبة للشخصيات النسائية التي تظهر على الشاشة ولها وظائف في مجال العلوم والتكنولوجيا لا تتجاوز 12 %، إلا أنه لابد من الإشارة إلى الخطوات الإيجابية التي تشهدها الساحة النسائية السورية في هذا المجال حيث بتنا نرى ونسمع كل مايتعلق بإنجازات السوريات في كافة المجالات ومنها العلوم والتكنولوجيا.  

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.