قصف “قاعدة التاجي” وبَيان “العمليات المشتركَة” العراقية.. تساؤُلات وإجابات

قصف “قاعدة التاجي” وبَيان “العمليات المشتركَة” العراقية.. تساؤُلات وإجابات

كما هي العادة، أو كما يقول المثل الشعبي “عادَت حليمَة لعادتها القديمَة”، هذا ينطبق على الميليشيات الولائية لـ #إيران، فبعد فترة من الهدوء النسبي رجعت لتصرفاتها العدائية.

تكمن هذه التصرفات في التعرض للوجود الأميركي في #العراق بصواريخ الكاتيوشا، ازدادت وتيرة هجماتها منذ نهاية العام المنصرم، واستمرت بذلك إلى أن ذهبت للهدوء قليلاً.

الهدوء استمر منذ شهر رمضان المنصرم، أي منذ أواخر نيسان الماضي وحتى مطلع يونيو الحالي، عادت لهجماتها، ففي أقل من /72/ ساعة استهدفت الميليشيات الوجود الأميركي لمرتين.

أحدث الاستهدافات كان بالأمس عندما قصفت #قاعدة_التاجي العسكرية التي تقع شمالي #بغداد بصاروخي #كاتيوشا، وهي قاعدة تتواجد بها #القوات_الأميركية.

بالتزامن مع الحوار

الاستهداف الأول، كان الخميس الفائت، وتعرّضت فيه الميليشيات لـ #السفارة_الأميركية في #المنطقة_الخضراء بصاروخ تم إطلاقه من منطقة #الشعب شرقي بغداد.

تجيء هذه الاستهدافات في وقت حسّاس، هو وقت #الحوار_الاستراتيجي بين العراق و #أميركا، فاستهداف الخميس كان في ليلة الحوار الثنائي، ما يعني أنه أمر مدروس.

استهداف الأمس، كان أكثر حدة، لوجود الجنود الأميركان في المكان، أما السفارة فتكاد تكون خالية تماماً من أي وجود فيها، لأن الموظفين يقومون بأعمالهم من قنصلية #واشنطن في #أربيل.

أصدرت قيادة #العمليات_المشتركة العراقية بياناً حول استهداف أمس، وهذا البيان أثار بعض ردود الفعل ممّن يفكّرون خارج الصندوق، محاولين تحليل ما وراء البيان.

ما جاء في البيان

هذا ما ورد في البيان: «رغم تحذيراتنا السابقة للجهات التي تحاول خلط الأوراق من خلال العبث بالأمن وتهديد قواتنا الأمنية البطلة من خلال استهداف معسكراتها».

«إلا أن هذه الجهات أقدمت، السبت، على إطلاق صاروخين “كاتيوشا” من الشارع الرئيس المقابل لمنشأة “النصر” شمالي بغداد وقد سقطا داخل معسكر التاجي دون خسائر».

«في رسالة لا تريد الخير للعراق وشعبه، خاصّة خلال هذه المرحلة. وعليه فإن أجهزتنا الأمنية تلقت توجيها  عاجلاً للقيام بجهد استخباري  نوعي للكشف عن هذه الجهات».

«لآنه رغم تحذيراتنا لها، تسعى لإضعاف العراق، وليعلم من سولت له نفسه العبث بأمن  العراق، إنه سيكون تحت طائلة القانون عما قريب»، إلى هُنا ينتهي البيان.

سقطَة كبيرَة

ردود الفعل على البيان، لم تتوقف في منصات #التواصل_الاجتماعي، عبر المنشورات أو التعليقات على المنشورات على حد سواء، بخاصة في #فيسبوك.

معظم الردود، استنتجت بما مفاده: أنه «يفهم من البيان أن كل ما جرى من قصف سابقاً كان معلوم المصدر لدى القوات الأمنية، وقد تم التغاضي عنه من طرفهم».

«كيف يعني الكشف عن الجهات التي تم تحذيرها مسبقاً؟ بهذا البيان، فالمعنى آن الجهات أساساً معلومة ومكشوفة، لذا فالمطلوب الرد عليها بقوة القانون، لا فقط التهديد بالكشف عن الجهات».

ذلك بعض مما ورد من نقاشات وتحليلات واستفهامات في منصات التواصل الاجتماعي العراقية لمضمون بيان قيادة العمليات المشتركة، حتى أن البعض وصفه بـ «السَقطَة الكبيرة».

ذلك يعني نهايتهم

تفسّر الباحثة السياسية “صابرين القريشي”، تصرفات الميليشيات بأنها «تحاول بتلك العمليات أن تجعل #القوات_الأمنية العراقية بحالة ضعف دائمة».

«ذلك لكي ترسّخ في الأذهان، بأنها هي المسيطر، وهي صحابة الكلمة في المسائل الأمنية في العراق، كما أن تهديدها هو رسالة مباشرة إلى القائد العام لـ #القوات_المسلحة».

«هم لا يريدون خروج أميركا، فخروج واشنطن، يعني أنه لا أمر يحتم بقائهم، باعتبار أن مهمتهم المعلنة محاربة “المحتل”، وخروج أميركا يعني نهايتهم، وهذا ما لا يريدوه»، توضّح لـ “الحل نت”.

يبحث الحوار الاستراتيجي في نقاط عديدة، أبرزها تغلغل الميليشيات الموالية لإيران في العراق، ومحاولة إيجاد حل لتهديداتها للبلاد، كما قال مسؤولون أميركيون.

إضافة إلى ذلك، فإن واشنطن مستعدة للانسحاب، ولا تريد البقاء لقواتها العسكرية في العراق على الدوام، لكنها ترى في النفوذ الإيراني «خطرٌ كبير» على العراق وعلى مصالحها في المنطقة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.