بات #السمك بديلاً عن بقية #اللحوم الأخرى كالدجاج والأبقار والأغنام، التي تسجل أسعارها ارتفاعاً متواصلاً في محافظة #دير_الزور، في ظل  تدهور #اقتصادي، إذ أصبح #الصيد مهنة أساسية لدى الكثيرين من أبناء المحافظة.

ووفق مصادر محلية لموقع (الحل نت) بريف دير الزور الشمالي الشرقي، وصل سعر كيلو السمك إلى 1500 #ليرة_سورية، فيما سجل سعر كيلو لحم الأغنام 15 ألف ليرة، وكيلو لحم العجل 10 آلاف ليرة، وكيلو لحم #الدجاج إلى 2500 ليرة، خلال الأسبوعين الماضيين.

صيد السمك… من هواية إلى مهنة ومصدر رزق

“محمد عبدالجبار” معلم مدرسة من بلدة الحوايج، يقول لموقع (الحل نت) إنه «في ظل الوضع الاقتصادي المزري الذي يعصف بعامة الناس، والدخل الضئيل الذي أجنيه من بعض الدروس الخصوصية، تحولت هوايتي في صيد السمك إلى مهنة أساسية».

وأضاف «أصبح الصيد مصدراً لكسب الرزق واستكمال تلبية احتياجات أسرتي في ظل الغلاء الفاحش الذي بات يقتحم كل بيت بلا رحمة، والأهم من كل ذلك هو تزايد الطلب على لحوم الأسماك لانخفاض أسعارها مقارنة ببقية اللحوم الاخرى التي بات شراؤها بمثابة الحلم لنسبة كبيرة من العوائل».

وتابع «مردودي من الدروس الخصوصية لا يتجاوز 35 ألف #ليرة سورية، ومطلوب مني تكاليف أخرى تتجاوز 150 ألف ليرة سورية في الشهر الواحد، فكيف يمكنني أن أًسيير وضع عائلتي بدون مصدر رزق آخر؟». وفقاً لتعبيره.

وقال “سليمان الخالد” من بلدة #الطيانة لموقع (الحل نت) «أجبرتني الظروف الاقتصادية أن انتقل من هاوٍ لصيد السمك إلى محترف يحاول أن يزيد دخله عن طريق صيد السمك، ورحت أبحث عن أساليب الصيد عبر الأنترنت، سواء بالسنارة أو الشبك، بخاصة أنني لا أملك قارباً للصيد»، على حد وصفه.

الرومي يعد أغلى نوع سمك ويباع بـ 3500 ليرة سورية

وعن أنواع الأسماك المتوفرة أشار “صالح العلو” صاحب محل لبيع الأسماك في بلدة #البصيرة، لموقع (الحل نت) إن «أنواع الأسماك التي تشهد إقبالاً في أسواق المنطقة هي جري، كرب، وسلوري، الكرسين، البني».

ويتميز موسم الصيد الحالي بوفرته، إذ تترواح أوزان بعض الأسماك بين 1-25 كيلوغرام، وأفضل الأنواع وأغلاها هي السمك الرومي، إذ يصل سعر الكيلو الواحد منه إلى 2500 و3500 ليرة سورية، بحسب العلو.

ولفت إلى أن «معظم أسواق ريف ديرالزور الشمالي الشرقي أصبحت مليئة بلحم السمك بعد إقلاع نسبة كبيرة من الأهالي عن شراء اللحوم الحمراء والبيضاء لارتفاع سعرها بشكل جنوني».

أضرار الصيد في موسم تكاثر الأسماك

“عمر الخميس” مهندس زراعي من مدينة الميادين قال لموقع (الحل نت) إن «الفصل الحالي هو موسم تكاثر الأسماك في نهر الفرات، حيث  تتجه إلى ضفاف النهر لتضع بيوضها في المياه الدافئة الضحلة».

وأردف أن «ما يتم حصوله الآن من صيد جائر للأسماك في كافة مناطق المحافظة سواء مناطق الحكومة السورية أو مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، يعد مشكلة كبيرة يجب العمل على وقفها لحين انتهاء موسم التكاثر»، على حد وصفه.

وشدد على أنه «لو تم الحفاظ على الأسماك أثناء فترة التكاثر لأمكن سداد حاجة البلد إلى السمك من أسماك حوض الفرات وحدها».

الصعق الكهربائي والسموم من طرق صيد السمك في دير الزور

وعن طرق الصيد، لفت “عمر عكلة”، رجل خمسيني من حي الجورة إلى أن «كمية الأسماك التي يصطادها بالصعق الكهربائي تدر عليه دخلاً يعادل أربعة أضعاف ما يحصل عليه صياد الشبك في المدة نفسها».

وأضاف أن «الشباك تصطاد أسماك صغيرة وغالبيتها غير مرغوبة لدى المستهلكين، فيما تمكن طريقة الصعق الكهربائي من اصطياد كميات أكبر ومن أنواع مرغوبة».

كما يستخدم آخرون “السموم” لاصطياد السمك، على الرغم من الأضرار التي تسببها، وتلقى رواجاً كبيراً لسهولة استخدامها، فهي لا تحتاج سوى إلى نثر كمية قليلة من “اللانيت” (مسحوق كيميائي أبيض اللون) ليطفو السمك بعدها على سطح الماء خلال دقائق معدودات.

وعن هذه الطريقة يقول الطبيب “سيف السلوم” أخصائي السموم والتخدير في مشفى الأسد بديرالزور إن «التعرض لسم اللانيت يتسبب بسيلان في الأنف واللعاب وقيء وتعرّق وزيادةٍ في مفرزات القصبات ورجفان عضلي يتلوه شلل رخو».

«وفي حالات متأخرة قد لا يفيد غسيل المعدة لأن المبيد ينحل في الدم، ويؤدي أيضاً إلى إبادة الحياة المائية بشكل تام إذا استمر  استخدامه على المدى الطويل»، بحسب السلوم.

واقترح السلوم حصر بيع “اللانيت” في الصيدليات الزراعية بوصفات من مهندسين زراعيين، إلا أنه بيباع حالياً حتى عند العطارين بشكل كبير، وفقاً لمصادر محلية في المنطقة.

غياب الرقابة عن سوق السمك ينذر بارتفاع أسعاره

“نور” من سكان دير الزور، ذكرت لموقع (الحل نت)، أنه «إذا استمر بيع الأسماك على هذا النحو، بدون أي مؤسسة أو جهة مسؤولة تشرف على عمليات البيع والأسعار، سيرتفع سعره  ليتساوى ببقية أنواع اللحوم الأخرى».

وتابعت أن «جشع التجار وبعض الباعة  بات واضحاً، من خلال التلاعب بأسعار السمك، فسعر الكيلو بداخل المدينة 4500 ليرة سورية، بينما في مناطق الريف يباع بأقل من ذلك، كما يبيع البعض أنواع من السمك بـ 5000 ليرة للكيلو الواحد».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.