بأحمر الشفاه، والأقراط، والشعر المصبوغ باللون الأحمر أو الأملس، والجينز والأحذية الأنيقة، تتناقض بعض النسوة من الجهاديات الأجنبيات مع محيط النقاب الذي يحيط بهن في 800 خيمة في #مخيم_روج بمناطق #الإدارة_الذاتية شمال شرقي #سوريا.

فقد قرّرت 7 جهاديات من دولٍ أجنبية مختلفة، التخلي عن الحجاب والنقاب، مع الاستمرار بمطالبهن بإعادتهن إلى أوطانهن، وفق تقريرٍ لصحيفة (LEFIGARO) الفرنسية.

“شميما بيغوم” 21 عاماً والتي سُحبت منها جنسيتها البريطانية بسبب انتمائها إلى تنظيم #داعش، تؤكّد إنه مرّ أكثر من عام على تخلّصها من الحجاب، الأمر ذاته فعلته “هدى” 26 عاماً الأميركية اليمينية.

وسارت ثلاث نساء أخريات على خطى “هدى”، في تحوّلٍ جديد جذري لا يختلف عن ذلك الذي دفعهن إلى ارتداء النقاب الأسود أو العباءة عند وصولهن إلى سوريا مع أزواجهن الجهاديين.

أما “وداد” الألمانية البالغة من العمر 34 عاماً، فلا يسعها سوى هز رأسها على إيقاع فيديو كليب لأغنية Con altura، للمغنية الإسبانية روزاليا.

ووفقاً لهاتيك النسوة، فإن هذه ليست استراتيجية على الإطلاق موصى بها من قبل محاميهن للعودة إلى بلدانهن الأصلية، فهنّ لا يعتبرن ذلك متعلّقاً بإعطاء صورة جيدة عنهن للرأي العام.

لكن في الجانب الآخر، هناك “نوال” امرأة هولندية 35 عاماً، وهي الوحيدة من بين ست نساء احتفظت بالحجاب وتخلت عن النقاب، تقول: «النساء في المخيم رجمنني بالحجارة وضربن رأسي بمطرقة».

اعترافٌ بالخطأ بعد الانضمام لـ داعش

مثل معظم الجهاديات اللواتي اعتُقلن بعد سقوط “الخلافة” في شهر آذار 2019، تزعم النسوة أنهن قد أخطأن بمجيئهن إلى سوريا، وقد اجتذبتهن دعاية تنظيم داعش مع أزواجهن «للدفاع عن الإخوة السوريين المسلمين الذين يبيدهم نظام #بشار_الأسد».

أما الإسبانيتان “لونا فرنانديز غراندي” و”يولاندا مارتينيز” اللتان نُقلتا إلى مخيم روج بعد عدة أشهر في #مخيم_الهول، تدّعيان أنهما لم تفعلا شيئاً سوى «رعاية الأطفال والمنزل» خلال وجودهما تحت حكم “الخلافة”.

إلا أن “هالة”، المسؤولة عن أمن المخيم، تحذر من أن “يولاندا” «خطرة وتختلط مع الأكثر تطرفاً في المخيم».

استقبلت المخيمات المخصصة لعائلات جهاديي تنظيم داعش، ثلاث نساء إسبانيات و18 قاصرة، ثلاث منهن مطلوبات منذ شهر شباط 2020 إثر هروبهن الذي نظمته والدتهن المغربية “لبنى فارس”، في مخيم الهول.

مخيم “روج” أفضل حالاً من “الهول”

مخيم روج ليس فقط أقل كثافة من المخيمات الأخرى، ولكن النساء الجهاديات فيه أيضاً أقل عنفاً. والخيام مجهزة بشكل أفضل بكثير، مع أجهزة تلفزيون وكابلات وكهرباء.

والجهاديات الأجانب لديهن سوق في هذا المخيم، حيث يمكنهن شراء المواد الغذائية وغيرها من المنتجات بعد المرور من خلال نافذة تعمل كنوع من البنوك، حيث يتلقين الأموال التي ترسلها عائلاتهم كل شهر، في حدود 300 إلى 400 يورو.

ويتجول أطفالٌ صغار منهم الأشقر أو الأحمر أو ذو العيون السوداء على دراجات ثلاثية العجلات في محيط من العباءات الملونة، منذ أن حظرت إدارة المخيم اللون الأسود المنتشر في كل مكان في مخيم الهول.

تمثّل هاتيك النسوة اللاتي يناشدن بلدانهن لإعادتهن إلى الوطن ومحاكمتهن هناك،   أقلية صغيرة بين 40.000 ساكن في المخيمات، ممن حررن أنفسهن من أيديولوجية داعش، ويطلبن أن يكن قادرات على مغادرة مخيم روج لمواجهة مصيرهن أمام عدالة بلدانهن.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.