مشهدٌ في مجتمع ذكوري.. أب يعنف أولاده في سوريا فتلام الوالدة الموجودة في تركيا!

مشهدٌ في مجتمع ذكوري.. أب يعنف أولاده في سوريا فتلام الوالدة الموجودة في تركيا!

أم “نهلة”: «هل تشويه صورتي يجعل منه أب مثالي؟»

“نهلة” طفلة عمرها خمس سنوات، تسير نهاراً في المخيم وهي مكبلة بجنازير ثخينة بالكاد يستطيع جسدها النحيل حملها، وتنام ليلاً هي وأختها في قفص لا يصلح حتى للكلاب الشرسة، وفاة نهلة، في الخامس من الشهر الجاري، أيقظ ضمير كل من شاهدها تسير متثاقلة بقيودها وصمت، وأجبر السلطات في إدلب على اعتقال والدها أو سجّانها، لكن والدها- الذي دافع صامتون عن ظلمه لأنه “مدعوم ويعمل مع الأمن”- مالبثت أن بدأت حملات إعلامية لتبرأته وتحويل أصابع الاتهام إلى طليقته (والدة نهلة)، رغم أنها مقيمة في تركيا، وكأن تكبيل طفلة والتحجج بأنها مريضة أمر لا يستدعي السجن لسنوات طويلة، ولكن ذلك في بلد يحترم حقوق الأطفال ولا يكبلهم وكأنهم وحوش!

بعد الفيديو المستفز البعيد عن قواعد المهنية والإنسانية واحترام حقوق وخصوصية الأطفال، الذي صوره “ناشط إعلامي” يحاول من خلاله شرح ماهو مخفي وتكذيب رواية “أم نهلة” المقيمة في تركيا، تواصل (الحل نت) مع السيدة “وليدة” أم نهلة والتي قالت: «زوجي وأهله طردوني لأني ولدت طفلتين مرضيتين، واتهموني بأنني السبب في مرض البنات، ولذلك تزوج من زوجة ثانية رغبة في أولاد أصحاء»، وتضيف: «حاولت إقناع زوجي بالكف عن عنفه وظلمه، وحاربت كثيراً من أجل سلامة أبنائي، لكني لم استطيع تغيير أي شيء، منذ أن كنت في سوريا كان زوجي السابق “والد نهلة” يضرب ويعذب الأولاد، وكثيراً ما اجتمع الجيران أمام منزلنا محاولين إنقاذ البنات من بين يديه، كما أنني اشتكيت عدة مرات للأجهزة الأمنية في المنطقة، لكن دون جدوى».

وتعليقاً على الفيديو الذي انتشر وهو يُظهر مجموعة من البنات يدعين أنهن أخوات “نهلة”، محاولين تبرئة الوالد عن فعلته، قالت “وليدة”: «هناك من يضغط على بناتي ويجبرهن على هذه التصريحات، والفيديو محاولة لتبرأته وإخراجه من السجن، زوجي كان يحبس “نهلة” وأختها في القفص منذ عدة سنوات، وكان يراهما تكبران وهما مكبلتان أمامه»، وتتسأل أم “نهلة”: «لنفرض أنني أم مهملة، هل هذا يجعل منه أب بريء أو أب حنون وغير معنف؟، هل يوجد أب حنون يقبل أن تلعب ابنته وهي مكبلة بالجنازير التي تستخدم لتكبيل الكلاب الشرسة؟، هل يوجد أب حنون يقبل أن تنام ابنتيه في القفص؟، هل تشويه صورتي يجعل منه أب مثالي؟ لماذا لم يحققوا مع البنات بشكل منفرد وأرسلوا ناشط يحقق معهن جميعاُ؟».

وتتابع: «مؤخراً، اتصلت بي إحدى بناتي وهي تشتكي من التعذيب والضرب الذي يمارسه والدها عليهن، ولم يكن بيدي حيلة غير أن أترجاه بأن يتركني أخذ البنات».

وعن ابنتها الكبيرة التي اتهمت أمها خلال الفيديو، بأنها السبب في فقدان أخيها، قالت أم “نهلة”: «لم تكن ابنتي الكبيرة قد ولدت بعد، عندما أخذ والدها أخيها إلى دمشق، وعاد وضربه ضرباً مبرحاً حتى أخذناه إلى المشفى، وذلك لأنه قطع الشارع بين السيارات»، مضيفةً «اتصلت بي ابنتي الكبرى وطلبت مني عدم التسبب بمشاكل، وإلا فإن زوجها سوف يطلقها، وكأن التستر على وفاة اختها وعلى ماحدث لأخيها هو الحل».

واختتمت أم “نهلة” حديثها بمناشدة المنظمات الإنسانية، لمساعدتها في استعادة بناتها لتربيهن قبل أن تخسر ابنة أخرى، على حد وصفها.

من جهتها، أشارت المحامية المقيمة في إدلب “زينة حلوي”، إلى ضرورة أن تتحمل المنظمات الإنسانية مسؤولياتها في المخيمات، وأن تحدد قواعد واضحة لاختيار مديري المخيمات الذين عادةً ما يتم اختيارهم بشكل عشوائي، مما يجعل مدير المخيم لا يؤدي مهامه بالشكل المطلوب والتي من ضمنها رفع تقارير ومتابعة سلامة الأطفال والنساء الموجودين في المخيم.

“حلوي” أشارت أيضاً إلى أن الأشخاص الذين يوزعون السلل الغذائية والمعونات مسؤولين كذلك عن متابعة حال الأطفال، خاصةً أنهم عادة يزورون الأسر قبل تسليمهم المساعدات الإنسانية، لافتةً أن العنف ضد الأطفال بات ظاهرة منتشرة في إدلب ويجب على الجميع تحمل المسؤولية في حصرها وعقوبة مرتكبيها.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.